تجربة قيادة فورد اكسبديشن 2015

7490
9

على الرغم من الإتجاه العام لتقديم سيارات SUV صغيرة الحجم عند أغلب المصنعين حول العالم، لنرى العديد من الموديلات الجديدة من كروس أوفر، و SAV و غيرها من الفئات الصغيرة، إلا أن الصراع الأمريكي بين جنرال موتورز و فورد على وجه الخصوص ما زال يأتي بثماره على المستهلكين بشكل إيجابي، حيث تتفنن كل شركة بتقديم سيارة SUV كاملة الحجم لتصبح سيارة الشعب الأولى في فئتها.

فبعد تحديث جنرال موتورز لكامل أسطولها في فئة SUV كاملة الحجم في أفرعها، شيفروليه و جي إم سي و كاديلاك بتقديم تاهو و يوكن و حتى إسكاليد بتصميم جديد كلياً، كان رد فورد أكثر بكثير من مجرد تحديث الشكل الخارجي للجيل الثالث من إكسبيدشن، في الواقع لم ينل الشكل الخارجي إهتمام فورد بقدر ما ناله ما هو تحت ذلك الغطاء من أنظمة ثورية بالنسبة لإكسبيدشن و لفئة الـSUV الكبيرة أهمها كان المحرك.

لنرى كيف حمستنا فورد لجيل رابع مشوق بعدما قامت بتجهيز الجيل الثالث من إكسبديشن لنقلة نوعية ستغير مجرى اللعبة.

التصميم الخارجي 10/7

IMG_9698

قد لا تبدو إكسبيدشن جديدة من النظرة الأولى و لكنها بالواقع قد تعرضت لعملية تجديد كبيرة في التصميم الخارجي الذي وصل إلى الأسواق في عام 2007.

فالواجهة حصلت على أكبر قدر من تلك التغييرات لموديل 2015، بحصولها على شبك أمامي بثلاثة خطوط بدلاً من أربعة، و حصولها على عدسات للمصابيح الأمامية تعمل بالهالوجين، و إعادة تصميم الصدام الأمامي بالكامل وإضافة مصابيح ضبابية تعمل بتقنية LED.

أما خلفية السيارة فقد نالت على تلبيسات من الكروم يصل بين المصابيح الخلفية ليعبر باب صندوق الأمتعة بالكامل، و أما العادم الذي تغير اتجاهه من خلف العجل الأيمن الخلفي إلى مؤخرة السيارة، فقد حصل على طرف النهاية مغطى بالكروم.

باقي التغييرات الخارجية تقتصر على مجموعة جديدة من الألوان وجنوط بتصاميم جديدة منها ما هو بقياس 22 إنش يمكن الحصول عليه عند طلب الفئات العليا.

وبالحديث عن الفئات العليا، ستتوفر فئة بلاتينيوم كفئة فاخرة من إكسبيدشن مقارنةً بلميتيد الأساسية والتي تختلف عنها بتوفير تلك الجنوط الكبيرة ذات مقاس 22 إنش كميزة أساسية بالإضافة إلى لمسات تطال الداخلية واستعمال نوعية فاخرة من الجلود.

وبالرغم من تلك التغييرات على التصميم الذي يبلغ من الأمر ثماني سنوات إلا أنها لم تستطع تجديد روح التصميم لإكسبيدشن لتبدو أكثر حداثة وعصرية مثل شقيقاتها F-150 و موستانج و إكسبلورر وغيرها من الفئات التي تم تحديث تصميمها بشكل جذري ضمن أسطول فورد.

الداخلية 10/8

IMG_9701

بعضاً من تلك التحديثات وصلت إلى التصميم الداخلي لإكسبيدشن منها: لوحة تجويف العدادات، و المقود، و الكونسول الوسطي الذي تم إعادة تصميمه ليتضمن شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي MyFord Touch.

على الرغم من أن تصميم الداخلية لايزال يبدو قديماً إلا أنه مكان رائع للتواجد فيه و ذلك بسبب مستويات الراحة العالية جداً جداً التي تبدأ منذ لحظة فتح الباب لتخرج العتبة المتحركة لتسهل عملية الدخول و الخروج من السيارة، وصولاً إلى المقاعد التي توفر درجة راحة فائقة والتي تشعرك للحظة من الزمن أنك تجلس على أريكة منزلية، ويساعد على خلق ذلك الجو الهادئ و المريح مستويات العزل الصوتي المحسنة بشكل ملحوظ عن موديلات ما قبل التحديث.

أما في فئة بلاتينيوم فإن أول ما سيلفت الانتباه هو نوعية الجلد الذي يغطي المقاعد و جزءًا من الأبواب و مساند اليد و الذي يتضح أنه من النوعيات ذات الجودة العالية، ولكن باقي أجزاء الداخلية مازالت مصنوعة من البلاستيك القاسي المستعمل بكثافة والذي يعطي انطباع بقلة جودة المواد المستعملة في الداخلية بشكل عام.

قد يبدو الحديث عن المساحات المخصصة للركاب داخل السيارة نقطة جوهرية لأن إكسبيدشن توفر مساحات استثنائية فائقة الرحابة لجميع الأشخاص بمختلف الأعمار و الأوزان و الأطوال على مدى الثماني مقاعد الموزعة على ثلاث صفوف، سبعة مقاعد في فئة بلاتينيوم التي تحتوي على مقعدين في الصف الثاني لتوفير تجربة أكثر رفاهية و أكثر استقلالية بالنسبة للركاب الذين يتمتعون بأنظمة ترفيهية منفصلة ومخصصة لكل راكب.

أما صندوق الأمتعة فيتمتع بحجم 566 لتر في حالة رفع مقاعد الصف الثالث، ويمكن زيادتها إلى 3066 لتر عند طوي مقاعد الصف الثاني و مقاعد الصف الثالث معاً. و الذي يعمل بكافئة عالية نظراً لكونه مستوياً تماماً بسبب استعمال نظام تعليق خلفي منفصل، ما أعطى المهندسين حرية أكبر لتصميم مكونات الجزء الخلفي.

النظام الترفيهي المعلوماتي 10/7

* هذا القسم مقتبس من تجربة فورد فيوجن لاحتوائهما على نفس النظام

تتزود إكسبيديشن بنظام SYNC MyFord Touch الذي يوفر شاشة تعمل باللمس بمقاس 8 إنش، بالإضافة إلى شاشة أخرى مخصصة للسائق تتواجد في تجويف العدادات يمكن التحكم بها من خلال أزرار مثبتة على المقود، نعود إلى الشاشة الوسطية التي تتميز بتصميم أنيق و بسيط سهل الفهم، حيث تنقسم الشاشة الرئيسية إلى أربعة أقسام أو زوايا. الزاوية العلوية اليمنى مخصصة للمعلومات، و تقوم بعرض مختلف المعلومات من مثل البوصلة و الرزنامة و التطبيقات التي يدعمها هذا النظام، أما الزاوية العليا اليسرى فهي صفحة الهاتف، و يمكن من خلال إجراء المكالمات و البحث في الأسماء، أما الزاوية السفلى اليمنى يمكن من خلالها التحكم بوحدة التكييف بالكامل دون الحاجة للعودة إلى مفاتيح اللمس في المقصورة، و أخيراً الزاوية السفلى اليسرى مخصصة لكل ما هو متعلق بالمشغل الموسيقي

 

المشغل الموسيقي 2/2

المشغل الموسيقي في إكسبيدشن يوفر خيارات كبيرة جداً من أساليب التشغيل المختلفة، يدعم SYNC MyFord Touch منافذ الـUSB و الـCD و البلوتوث و قراءة بطاقات ذاكرة من نوع SD، بالإضافة إلى القرص الذي يمكن تخزين عليه الملفات دون الحاجة إلى أي توصيلات، كما تتوفر موجات راديو FM و AM بكل تأكيد. و إن كان هذا لا يكفي، فإن فورد قامت بوضع منافذ لمشغلات الفيديو عبر التوصيلات الحمراء و البيضاء و الصفراء، و التي يمكن من خلال توصيل أجهزة البلايستيشن أو الإكس بوكس أو مشغل DVD أو Blu-Ray أو … إلخ، لتفتح لك خيارات كبيرة ليستمتع الركاب معك بمقاطع الفيديو على طرقات السفر الطويلة لتستمع إليها عبر نظام صوتي من سوني بقوة 700 واط، ولكنه كان مخيباً للآمال من ناحية جودة الصوت. غريبة من سوني!

 

الملاحة 2/1

نظام الملاحة ليس ضمن قوائم SYNC MyFord Touch بل هو نظام منفصل تماماً، و طريقة الوصول إليه تتلخص بالضغط على زر الأوامر الصوتية على المقود لمدة طويلة لتتحول الشاشة الوسطية إلى شاشة الملاحة التي تعمل بنظام iGo الشهير على أجهزة الهاتف المتحرك أو أجهزة الـ جي بي إس، و هو معروف بقوته بسرعته سهولة إستعماله بأداء محسن بدرجة عن الفئة التي قمنا تجربتها في فيوجن.

 

اللغة العربية 2/1

للاسف، لا يدعم SYNC MyFord Touch اللغة العربية في القوائم، و لكنه قادر على قراءة الملفات إن كانت باللغة العربية، هذا يقتصر على الشاشة الوسطية فقط، و لكن شاشة السائق لا تستطيع قراءة الملفات إن كانت بالعربية بل تقوم بإظهراها على شكل مربعات فارغة. أما نظام الملاحة من iGo يحتوي على اللغة العربية بالكامل للقوائم و لغة كتابة للبحث عن الوجهات المراد الوصول إليها، كما أنه قادر على عرض أسماء المناطق باللغة العربية أيضاً.

 

شاشة السائق 2/2

IMG_9711

تتواجد شاشتين لعرض المعلومات للسائق على جانبي عداد السرعة، الشاشة الأولى على يمين مؤشر السرعة و هي مخصصة لعرض ملخص ما هو موجود على شاشة اللمس الوسطية مع إمكانية التحكم الكامل بكل محتوياتها من خلال أزرار المقود على الجهة اليمنى أيضاً، و التي يمكن من خلالها التحكم بالمشغل الموسيقي و عرض معلومات الملف و صورة الألبوم، بالإضافة إلى التحكم بوحدة التكييف، و الهاتف مثل إجراء المكالمات منه و استقبالها. أما الشاشة الثانية المتواجدة على يسار مؤشر السرعة، فهي مخصصة لمعلومات السيارة من مثل إستهلاك الوقود، و المسافة المقطوعة و حرارة السيارة، و خصائص أنظمة السلامة مثل نظام الخروج عن المسار و مثبت السرعة و نظام الثبات و غيرها، و التي يمكن إضافة مؤشر دورات المحرك بصورة رقمية. يمكن التحكم بهذه الشاشة من خلال أزرار تتواجد على الجهة اليسرى من المقود.

 

تجربة المستخدم 2/1

IMG_3198

لا شك أن لدى نظام SYNC MyFord Touch الإمكانات ليصبح من الأنظمة الترفيهية المعلوماتية القوية، نظراً للكم الكبير من المزايا التي يمكن التعامل معها من خلال تصميم بسيط سهل الفهم، و لكن العائق الأول للوصول إلى تلك المرحلة كانت سرعة الإستجابة التي تقع في مكان ما بين المتوسط و الأقل من المتوسط في النسخ السابقة، التي تحسنت بشكل ملحوظ في موديلات عام 2015، و لكنها ما زالت تحتاج لبعض التحسينات. إذا كان عامل السرعة يعتمد على المعالج لا يسعنا سوى إنتظار فورد لتحسينها في السيارات القادمة أما إذا كان يعتمد على السوفتوير، فبإمكانك تحديثه باستمرار من خلال هذا الرابط.

السلامة 10/10
تقييمات السلامة 5/5

أثبتت فورد أن التصميم المبني على مبدأ جسم-على-إطار Body-On-Frame التقليدي أو “القديم” يمكن أن يحقق مستويات أمان عالية جداً بالإعتماد على إيجابيات هذا الأسلوب كما توضح لنا نتائج إختبارات NHTSA التي منحت إكسبيدشن تقييم 5 نجوم من 5 في أغلب إختباراتها، بينما لم تختبر IIHS إكسبيدشن 2015 حتى الآن.

 

أنظمة السلامة و مساعدة السائق 5/5

تقدم إكسبيدشن  تجهيزات كثيرة و عملية للغاية، و العديد منها يتوافر لميزة أساسية، من مثل الطقم الكامل للوسائد الهوائية، و الكاميرا الخلفية و التي ستعتمد عليها بشكل كبير في سيارة ضخمة مثل إكسبيدشن، بالإضافة إلى تواجد نظام النقطة العمياء و مثبت السرعة، و الحساسات، و نظام منع الإنزلاق.

أضف إلى ذلك نظام الثبات الذي يضع القاطرة أو العربة التي تقوم بجرها في الحسبان أيضاً في نظام يسمى Trailer Sway Control، و الذي يتوفر كميزة أساسية أيضاً، و مهمته تتلخص في أن يقوم بزيادة حسابات الثبات و التحكم في العزم الصادر من المحرك و التحكم بالمكابح للتحقيق أفضل درجة ثبات للسيارة و العربة معاً.

من الأنظمة الأخرى المتوفرة هو نظام MyKey الذي يسمح للأهالي بأن يضعوا ضوابط لأبنائهم الذي حصلوا على رخصة قيادة حديثاً، من مثل تحديد السرعة القصوى، و زيادة حدة منبه الحزام الأمان و منبه لسرعة الشارع.

القيادة 10/10

IMG_9772-2

إترك كل تلك التحديثات الجديدة التي تحدثت عنها طوال التقرير على طرف، و ركز على أهم تحديث وصل إلى إكسبيدشن، و هو المحرك بالطبع، فقد قامت فورد بالإستغناء عن المحرك الـV8 التقليدي بسعة 5.4 لتر، و قامت باستبدال سلندرين بشاحنين تيربو، لتقدم لنا محرك V6 سعة 3.5 لتر ثنائي التيربو. صحيح أنه من جينات السيارات الأمريكية الكبيرة هو تواجد محرك V8 ضخم بهدير رائع، و لكن هذا الـV6 الجديد سينسيك كل ما له علاقة بالـV8 حقاً.

فالمحرك الجديد القادم من F-150 أفضل على الورق من ناحية الإستهلاك، و الأداء، و الوزن. و ذلك لأن محرك EcoBoost الجديد سيقدم لك 365 حصاناً مقابل 300 من محرك الـV8 القديم، كما أن عزم الدوران أصبح 569 نيوتن متر بدلا من 494 نيوتن متر، أما إستهلاك الوقود فقد إنخفض من 17 لتر/100 كم إلى 13.8 لتر/100 كم. و بالطبع، زيادة القوة و العزم لنفس السيارة حسن من تسارعها بمقدار 3 ثوانٍ !! فإن بإمكان إكسبيدشن الوصول إلى 100 كم/س من حالة الوقوف خلال 6.6 ثانية، بينما كانت تحتاج إلى 9.6 ثوان بالمحرك القديم، يعني بإمكانك أن تتخيل بأنه إكسبيدشن ستنتطلق جنباً إلى جنب مع فورد فوكس ST التي لن تبدو أكثر من نصف حجم الإكسبيدشن! و لا ننسى أن الأمر إنعكس الأمر أيضاً على السرعة القصوى التي زادت من 160 إلى 185 كم/س.

هذا المحرك لم يستهلك كل طاقته على السيارة فقط، إذ أن عزم الدوران قادر على قطر عربة يصل وزنها إلى 4,173 كجم في إكسبيدشن الأساسية، و 4,082 كجم في فئة EL الطويلة!

وزن و الحجم إكسبيدشن ستتلاشى تماماً على الطرقات الوعرة و في الصحراء، قيادتها أسهل و أسلس بكثير مما تبدو، لتمكنك من المناورة و الإستمتاع بالتطعيس، و صعود منحدرات حادة بفضل العزم الهائل الذي يتوفر عند دورات محرك قليلة، و بفضل نظام الدفع الرباعي.

إستهلاك الوقود كان إستثنائي حقاً، لا أبالغ إن قلت بأن إكسبيدشن EcoBoost من أفضل السيارات إستهلاكاً للوقود من بين السيارات التي قمت بتجربتها، فورد قامت بعملاً رائعاً بالفعل في هذا المحرك، و سنرى بالتفصيل مدى كفاءة هذا المحرك عبر تحدي “التانكي الواحد” الذي قمنا به و سننشره قريباً.

أبرز ميزة ستلاحظها أثناء قيادة إكسبيدشن هي مدى الهدوء داخل المقصورة، قد تكاد لا تسمع له صوتاً أو تشعر بأنه قيد التشغيل، أضف إلى ذلك أنظمة التعليق المحدثة كلياً لموديل عام 2015 و المزودة بنظام CCD الذي يتحكم إلكترونياً باستمرار بماصات الصدمات حسب حالة الطريق، و لا ننسى نظام التوجيه الإلكتروني، و تحسين مستوات العزل الصوتي بشكل ملحوظ، كل ذلك أدى إلى خلق جو في غاية الهدوء و الراحة داخلة المقصورة الرحبة، و الذي سيزيد من مستوات الراحة تلك هي الجنوط الأصغر ذات الـ20 إنش.

أرقام

Numbers

تصوير M Noor Kebbewar

 
8 / 10

الخلاصة

قد لا تكون إكسبيدشن هي الأجمل من الخارج في فئتها، و لكن الجمال هو جمال الروح! سيارة عملية بإمتياز، محرك جبار، أداء راقي و هادئ، إستجابة ممتازة عند الحاجة، تلبي كافة الطلبات دون أي مشاكل. تشوقنا بشدة للجيل القادم.

التقييم النهائي

8
  • أداء مبهر للمحرك
  • مساحات داخلية ممتازة للركاب و الأمتعة
  • سعر منافس
  • التصميم الخارجية
  • جودة المواد الداخلية