تجربة قيادة رولز رويس رايث

8071
8

كما جرت العادة بتسمية سيارات رولز رويس نسبة إلى “الأشباح”، فإن رايث Wraith بالاساس كلمة سكوتلندية تعني الطيف، أو الشبح، أو الخيال. و بعد إنقطاع دام ما يقارب الـ75 عام، عاد اسم “رايث” إلى أسطول رولز رويس البريطانية في الجيل الثاني للسيارة الرياضية التي كشف عنها رسمياً في عام 2013  في معرض جنيف.

و بالعودة إلى الجيل الأول الذي تم إنتاجه ما بين 1938 و 1939 فإنه لم يكن سيارة “متكاملة” بمفهومنا الحالي، و لكن كان عبارة عن محرك 6 سلندر سعة 4.3 لتر و شاصي فقط، يتم بيعه إلى الزبائن ليتم إضافة إليه الجسم الخارجي و الداخلية بعد ذلك عند شركات أخرى بتصميم حسب رغبة المالك.

في هذه التجربة، سنرى كيف أعادت رولز رويس إحياء هذا الاسم و عودته ليصاحب السيارة الأسرع و الأقوى في تاريخ الشركة تحت اسم GT النبلاء، السيارة التي زادت من نفوذ رولز رويس في سوق سيارات فائقة الفخامة منذ طرح فانتوم في بداية الألفية الجديدة كشركة تابعة لبي إم دبليو. و ذلك لما تجمعه من مستويات الفخامة و الحصرية العالية، بالإضافة إلى بعداً جديداً أضافته رايث و هو الأداء الرياضي.

التصميم الخارجي 10/9

IMG_4743x

رولز رويس رايث هي نسخة البابين من شقيقتها الأكثر إنتشاراً جوست، و التي تم بناءها على قاعدة مطولة من بي إم دبليو الفئة السابعة، و التي ساهمت تتمتع بالصلابة، و خفة الوزن نسبياً، و مروته لتبني مختلف التصاميم، حيث لم تشكل عائقاً في الوصول إلى التصميم رولز رويس المتعارف عليه بعناصره الفريدة. و عند المقارنة بجوست، فإن رايث أقصر بـ183 مم عند قاعدة العجلات، أعرض بـ24 مم عند محور العجلات الخلفي، و أقل إرتفاعاً 50 مم.

واجهة رايث تبدو نسخة مطابقة عن واجهة جوست، خليط مميز ما بين التصميم الكلاسيكي العريق و اللمسة العصرية الحديثة اللذان يجتمعان لتشكيل الشبك الأمامي الكبير ذو الشكل المستطيل، و الذي يعلوه قطعة فنية منحوتة تمثل شعار الشركة “روح الإبتهاج” Spirit of Ecstasy، أما المصابيح الأمامية ذات الشكل المستطيل أيضاً و الذي يحتوي على إنارة LED نهارية بتصميم أصبح من هوية رولز رويس الحديثة.

انظر إلى رايث من الجانب لتعلم مدى قوة تصميمها الجذاب بسبب خط السقف الطويل و المنحدر بدرجة صغيرة تزداد كلما اتجه إلى الخلف، ما أعطى رايث تصميماً يجمع ما بين الفخامة، قوة الحضور، التميز، و الطابع الرياضي الكلاسيكي. ينتهي خط السقف بنهاية السيارة ذات التصميم المشابه لجوست أيضاً، بمصابيح خلفية شبه مثلثة الشكل تعمل بالـLED أيضاً.

الكروم كان متواجد بقوة حول مختلف أجزاء السيارة من مثل حواف النوافذ الجانبية، و الشبك الأمامي، و مقابض الأبواب و الصندوق الخلفي و حواف الإنارة الخلفية، التي زادت من الطابع الفاخر الذي تقدمه رولز رويس في جميع سياراتها.

خيارات الخارجية تكاد لا تحصى في رولز رويس، إذ يتمتع الزبون بإختيار لون واحد أو لونين للسيارة، و إضافة الخطوط الجانبية التي تكون أحادية أو ثنائية، بالإضافة إلى 7 خيارات من الجنوط تتراوح أحجامها ما بين 20 و 21 إنش يمكن صبغ حواف الشعار فيها حسب رغبة المالك أيضاً، لذلك نجد أن رولز رويس قدمت خيارات عديدة جداً تخصص السيارة بالضبط كما يتمناها مالكها، ما يجعل من شبه المستحيل أن تجد سيارتي رولز رويس متاشبهتين، ما يزيد من حصريتها تماماً كما يريد من يشتريها!

الداخلية 10/9

IMG_4765-2

التصميم 1/2

IMG_4879

تشابه جوست و رايث لم يقف عند التصميم الخارجي فقط، بل إمتد إلى الداخلية ذات التصميم التقليدي الكلاسيكي المعهود من رولز رويس، و الذي يتمثل بفتحات التكييف ذات الشكل الدائري، و التلبيسات الخشبية الكبيرة في مختلف أنحاء الداخلية، و الساعة التي تجاور شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي المخباْة خلف غطاء خشبي يفتح بكبسة زر.

أنظر إلى السقف و سترى 1340 مصباح صغير يعمل بالألياف الضوئية تم شغله يدوياً. أضاف هذا السقف جو فاخر و فريد من نوعه لن تجد ما يماثله سوى في الفنادق الفاخرة فقط!

تصميم الداخلية كلاسيكي بامتياز، و لكنه تقليدي و يفتقد عامل الإبهار من الناحية التصميمية، بل يعتمد على المواد الفاخرة المستخدمة فيه لذلك الغرض، لن يترك نفس الإنطباع الذي يتركه التصميم الخارجية لرايث إذا لم تعطي إنتباهاً لجودة المواد فيه.

 

الجودة 2/2

IMG_4766

 

لا أعتقد أنه ينبغي علي أن أكتب أي شيء يتعلق في جودة المواد في سيارة تحت اسم رولز رويس! يشغل الجلد مساحة هائلة تصل إلى 45 متر مربع قادمة من ما يعادل 10 أبقار تم معالجتها لتكن من أفخر أنواع الجلود هي الأنعم في صناعة السيارات، مع إمكانية الإختيار ما بين أكثر من مجرد نوع واحد من الجلد أو نوع واحد من الخشب للتلبيسات مثل الـCanadel الفاخر جداً، هذه المواد الفاخرة يتم معاجلته يدوياً على يد أمهر الحرفيين في Goodwood في إنجلترا.

 

سهولة الإتسعمال 2/2

 

بما أن رولز رويس شركة تابعة لبي إم دبليو، فإن بالتأكيد ستجد أفضل الأنظمة التقنية فيها من مثل النظام الترفيهي المعلوماتي الـiDrive، و الذي يعتبر النظام الأسهل للإستعمال على الإطلاق، الذي يمتاز بمقبض دوراني قريب من السائق مع مختلف أزرار الإختصارات من حوله، لذلك نجد فلسفة تصميم مختلف أجهزة الداخلية تعتمد نفس المنهج بتطبيق أزرار كبيرة الحجم، سهلة القراءة، و على مقربة من السائق ما يجعل استخدامها سهل جداً.

 

الراحة 2/2

IMG_4767-2

لم تضحي رولز رويس سوى في عدد الأبواب فقط مع الحفاظ على كل مقومات الرفاهية و نقلها من جوست ذات الأبواب الأربعة إلى رايث الكوبيه، مساحة الركاب رحبة جداً سواء كان ذلك في الصف الأمامي أو حتى في الصف الخلفي الذي يمتاز بمساحات هائلة كسيارة كوبيه، و التي يمكن أن تستوعب أشخاص طوال القامة دون أي مشاكل.

من من أهم عناصر الراحة هي العزل الصوتي الذي كان استثنائياً في رايث، فبالتركيز على عزل النوافذ، و الصوت القادم من غرفة المحرك، الذي تم تدعيمها بطبقتين من مواد العزل الصوتي لإخفاء صوت المحرك كلياً، نجحت رولز رويس في خلق مقصورة في قمة الهدوء خلف محرك في قمة التوحش.

و لزيادة مستويات الرفاهية، تم الركيز على راحة الركاب بحيث يمكن لأي شيء أن يحدث حرفياً “بكبسة زر”، مثل الأبواب التي يمكن إغلاقها عن طريق نظام كهروميكاني يجعل إغلاق تلك الأبواب المعكوسة أسهل. و لا ننسى الشمسية المتواجدة عند حواف الأبواب، من علامات رولز رويس المميزة أيضاً.

 

مساحة التخزين 2/2

توفر رايث صندوق كبير للأمتعة بحجم تخزين يصل إلى 470 لتر، أصغر من جوست بـ20 لتر فقط، أرقام مبهرة جداً بالنسبة للنسخة الكوبيه! أما من الداخل فإن رايث تقدم بكمية مساحات التخزين ذات العدد و الحجم الكبير في مختلف أنحاء الداخلية و لإستعمالات مختلفة.

النظام الترفيهي المعلوماتي 10/8

*تتوفر رايث بنظام iDrive الخاص بـ بي إم دبليو الذي كتبنا عنه، لذلك سأقتبس ما كتبت عنه سابقاً في تجربة الميني كوبر

تزود سيارات رولز رويس بنفس نظام الـiDrive  المتوفر في سيارات بي إم دبليو مع تعديلات بسيطة في ترتيب القائمة الرئيسية و الألوان لتناسب شخصية رولز رويس، هذا النظام يعتبر من أفضل الأنظمة المعلوماتية الترفيهية في العالم نظراً للكم الهائل من المزايا المتوفرة به و سهولة استعمالها و سرعة استجابتها. و كما ذكرت في تقارير سابقة، يتكون iDrive من جزئين رئيسين هما الشاشة و مقبض التحكم المحاط بعدة مفاتيح من الإختصارات و إمكانية عمله باللمس.

 

المشغل الموسيقي 2/2

IMG_3458

يتمتع المشغل الموسيقي بدعم كامل لكل من التوصيلات الخارجية من AUX و USB و الـBluetooth مع دعم أجهزة آبل من مثل الايفون والايبود، بالإضافة إلى تشغيل الـCD و موجات راديو FM و AM موصولة بـ 18 سماعة عالية الجودة بقوة 1300 واط.

 

الملاحة 2/1

IMG_3461

يعتبر نظام الملاحة في أنظمة iDrive من أفضل الأنظمة و أكثرها سرعة في الإستجابة، فضلاً عن رسوماتها المميزة و سهولة قراءتها، و لكن العيب يكمن في كيفية البحث عن المكان الوصول إليه، الذي أعتبره معقداً بعض الشيء بسبب إدخال دولة و المدينة و المنطقة و من ثم إدخال اسم الوجهة، عوضاً عن مجرد إدخال اسم الوجهة و يقوم النظام بالبحث بكامل الخريطة كما نرى في أنظمة أخرى.

 

اللغة العربية 2/1

IMG_3457

تتواجد اللغة العربية لقراءة الأسماء و المقاطع الصوتية و وجهات الملاحة، و لكن للأسف لا يمكن تحويل القوائم إلى اللغة العربية بالرغم من توفر هذا الخيار في سيارات بي إم دبليو بنفس النظام.

 

شاشة عرض المعلومات للسائق 2/2

IMG_4787-2

يتم عرض الكثير المعلومات على  شاشة عرض المعلومات على الزجاج HUD من مثل السرعة و سرعة الشارع و توجيهات نظام الملاحة و المشغل الموسيقي و الهاتف بدرجة ألوان و سطوع ممتاز بتصميم، بالإضافة إلى الشاشة الصغيرة التي تقع أسفل العدادات.

 

تجربة المستخدم 2/2

IMG_3460

من أبرز مزايا هذا النظام هو مدى سرعته الكبيرة في التنقل بينا القوائم و في إدخال المعلومات و عرضها، و سهولة قرائتها عبر تصاميم مبهرة، و وصول إلى المراد إليه سواء كان ذلك عبر أزرار الإختصار أو مقبض التحكم الذي يتيح لك خاصية اللمس الجديدة.

السلامة 10/10

IMG_4753-2

تقييمات السلامة -/-

على الرغم من أنه لم يتم تقييم رولز رويس رايث من قبل أي من الهيئات السلامة الكبرى بسبب إرتفاع سعرها و قلة إنتشارها، لذلك هي ليست من أولوية هذه الهيئات، و لكن كونها مبنية على قاعدة بي إم دبليو الفئة السابعة التي لطالما عرفت بمستوى السلامة العالي فيها، و مدى قوة و صلابة الهيكل لدى رولز رويس بالإضافة إلى أنظمة السلامة و مساعدة السائق، فإننا سنقوم بتقييم طبقاً لذلك.

 

أنظمة السلامة و مساعدة السائق 10/10

تحظى رايث بالدعم الكامل من بي إم دبليو بتوفيرها كل أنظمة السلامة و مساعدة السائق و تقديمها للائحة طويلة منها من أهمها الطقم الكامل لأكياس الهواء، نظام مانع الإنزلاق، 4 كاميرات تحيط بالسيارة تمكنك من رؤية السيارة من أعلى، و الكاميرا الأمامية لرؤية العوائق التي يصعب رؤيتها بالنسبة للسائق عند القيادة على الطرق الوعرة، الكاميرا الخلفية، حساسات أمامية و خلفية، نظام تنبيه الخروج عن المسار، نظام النقطة العمياء، مثبت السرعة النشط، فرامل الطوارئ، الفرامل النشطة عند الازدحامات المرورية، بالإضافة إلى نظام الـSOS للتبليغ عن وقوع حادث.

القيادة 10/9

IMG_4792-2

رايث التي يصل وزنها إلى حوالي 2.4 طن، تحتاج إلى محرك جبار لبث الروح الرياضية فيها، لذلك تم تزويدها بمحرك V12 هائل بسعة 6.6 لتر! إن كنت تعتبر أن هذا كافياً فإنك مخطئ، فقد تم تزويد المحرك بشاحنين تيربو، ليصل عزم الدوران إلى 800 نيوتن متر، و القوة إلى 625 حصان. أما ناقل الحركة الذي يعمل مع هذا المحرك فهو أوتوماتيكي من 8 سرعات ZF، لتحتاج السيارة 4.6 ثانية فقط للوصول إلى سرعة 100 كم/س من الصفر، قبل أن تصل إلى سرعتها القصوى و البالغة 250 كم/س و المحددة إلكترونياً.

القوة و العزم الكبيرين الذي يقدمهما المحرك كان لهما أثراً واضحاً على مدى قوة أداء رايث، تسارع رائع للغاية لسيارة ضخمة بهذا الوزن. فأداء رايث على الطرقات المستقيمة ممتاز، و الذي سينسيك بأنك في “رولز رويس” حتى تستوعب أنك لا تسمع أي ضجيج قادم من المحرك، و كأنك في سيارة كهربائية، و ذلك بفضل العزل الصوتي الإستثنائي في هذه السيارة. من سهل جداً أن تسير بسرعة 230 كم/س و تشعر أنك تسير 100 كم/س دون النظر إلى عداد السرعة، و هذا ما حدث بالفعل!

ناقل الحركة الإستثنائي في رايث يعمل بمساعدة الأقمار الصناعية و نظام الملاحة لمراقبة حالة الطريق، و ذلك لإختيار النسبة اللإفضل لتقديم أفضل أداء ممكن مع تحقيق أقل نسب إستهلاك وقود، تماماً كما هو الحال في الأنظمة المشابهة التي يتم استعمالها في سيارات الفورمولا ون، فعلى سبيل المثال، عند الإقتراب من منعطف ما، يقوم النظام باختيار أفضل نسب لتحقيق أفضل أداء أثناء المرور في المنعطف و أثناء الخروج منه بأفضل تسارع.

صممت رايث لتكون سيارة سهلة القيادة و الوصول بها إلى سرعات عالية، و هذا ما تفعله باتقان، أضف إلى ذلك مستويات الثبات و الإستجابة الممتازة. نظام التوجيه على الرغم من مدى سلاسته لكونه من “رولز رويس” كسيارة فاخرة، إلا أنه أكثر قساوة بشكل طفيف عن الأنظمة الموجودة في السيارات الشقيقة، و ذلك لجعله بروح أكثر رياضية كباقي أجزاء السيارة.

على الطرقات المفتوحة، تبدو رايث سهلة القيادة أكثر بكثير مما تبدو عليه، و لكن في طرقات المدينية الضيقة، سيبدأ حجم السيارة بتشكيل عائقاً أمام سهولة قيادتها، و لكن كل ما على السائق هو أن يعرف كيف يستخدم جميع التجهيزات المتوفرة لتقادي أي مشاكل في المناورة بها.

رايث تبقى بالنهاية سيارة من رولز رويس، أي أنها سيارة ملكية فاخرة، تود السيرة بها بسرعات منخفضة و إطالة الطريق قدر الإمكان للإستمتاع بها، قوتها بالإضافة إلى أدائها الرياضي سيفاجئانك بأداء غير متوقع بتأدية ما هو أكثر مما متوقع منها حقاً، و لكن هل هذه هي الطريقة المثلى للإستمتاع برولز رويس؟ لا.

تجربة التسارع

أرقام

num

تصوير M Noor Kebbewar

 
9 / 10

التقييم النهائي

9
  • قوة المحرك
  • فخامة الداخلية
  • جودة المواد
  • راحة القيادة
  • إستهلاك عالي جداً للوقود