مالا تعرفه عن شركة بي ام دبليو الألمانية

15347
19
@يزيد سبحي

العام الماضي, توقّفت عن نشر تقارير عن تاريخ الشركات المحبوبة لكم. اخر تقارير كان تاريخ مرسيدس بنز المليء بالإختراعات والتقنيات. الان, اودّ ان اعود الى كتابة هذه التقارير لكم. ولديّ زميلي كاتب مقال “سيرة دايملر”  لأشكره على تحفيزي وتشجيعي للعودة لهذه السلسلة. فجهوده ونتائجها في تعليقات القرّاء جذبتني للعودة لكتابة تاريخ الشركات. فمنه اتعلّم, واعلّمكم.

قبل ان ابدأ, اودّ ان اطلعكم على لائحة التقارير التي كتبتها في العام الماضي. فبالتأكيد هناك بعض القراء الجدد الذين لم تسنح لهم الفرصة لقرائتها. اليكم مقالات سلسلة “مالا تعرفه عن شركات السيارات”:

هذه جميع التقارير التي كتبتها عن تاريخ الشركات وابرز احداثها. اليوم, سأعود بإذن الله الى كتابة هذه التقارير بدءاً من الشركة الألمانية BMW AG. استعدّوا لرحلة طويلة, حيث يبدأ تاريخ شركة بي ام دبليو من عام 1913, وانشائها لم يكن سهلاً بسبب الحروب العالمية.

اختصار بي ام دبليو هو لـ Bavarian Motor Works, سميّت نسبةً للمدينة التي أُنشئت فيها Bavaria في المانيا. بدأت اولاً في صناعة محرّكات الطائرات قبل ان تنتج اول سياراتها في عام 1928.

تأسيس بي ام دبليو

اذا قرأت تقاريري السابقة, ستجد اني اذكر سيرة مؤسس كل شركة. ولكن يصعب ذلك في حالة بي ام دبليو, لأنه في الحقيقة هناك ثلاث مؤسسين كانوا السبب في ظهورها. لذا, سأتحدث عن شركاتها وعلاقتهم ببعض بدلاً من المؤسسين الثلاثة.

شركة بي ام دبليو بدأت كشركة لصناعة محرّكات الطائرات. بدايةً من شركة Rapp Motorenwerke الذي انشأها Karl Rapp في عام 1913.حاول انتاج محرّكاته بنفسه ولكن لم يستطع, وفشل في ذلك. لحسن حظّه, كان بجانب مصنعه مصنع شركة Otto Werke, الذي انشأها المهندس Gustav Otto, ابن مخترع محرّك الأربعة اسطوانات بأربعة اشواط Nikolaus August Otto. على عكس كارل راب, كان جوستاف ناجحاً في تجارته. بعد ان قام كارل راب بتوقيع عقد مع شركتي Purssia و Austro-Hungary لإنتاج 25 محرّك طائرات من 12 اسطوانة, خشي من جودة المحرّكات. لذا, استعان بـ جوستاف وقام بشراء محرّكاته الناجحة المكون من 4 اسطوانات. واستمرّ في شرائها حتّى امتلك كارل راب الشركة وضمّها الى شركته لتظهر شركة BFW اختصاراً لـ Bayerische Flugzeugwerke, وذلك يعني Bavarian Aircraft Works.

ارسلت الحكومة النمساوية لشركة BFW ممثّلها Franz Josef Popp ليراقب عمل الشركة وجودة المحرّكات. ولم يقتصر عمله في ذلك فقط, فقد اصبح مسؤولاً واحد اداريّ الشركة. بعد ذلك, تم اعادة تسمية الشركة الى BMW GmbH في اليوم الذي تعتبره الشركة في يومنا هذا تاريخ ميلادها, يوم 7 من شهر مارس عام 1916.

لدينا منشئين وشركتين لبي ام دبليو. شركة Rapp Motorenwerke ومنشئها كارل راب. وشركة Otto Werke ومنشئها جوستاف اوتو. المؤسس الثالث هو فرانز يوسف بوب. الكثير يقول انه هو المنشئ الفعلي لبي ام دبليو. هذا اذا لم تحتسب الشركات السابقة ومؤسسينها. ولكن, اذا لم تتواجد تلك الشركات, لم نكن لنحصل على بي ام دبليو, لذا من الخطأ ان نعتقد ذلك. مافعله فرانز يوسف بوب هو اعادة تسمية شركة BFW الى BMW, اختصاراً لـ Bayerische Motoren Werke بمعنى Bavarian Motor Works.

بعدما دمج فرانز يوسف بوب الشركات لتصبح BMW GmbH, واجه الكثير من المشاكل المالية. لذا عاد الى المستثمر Camilio Castiglioni واعادوا تأسيس اساس الشركة المالي. بما انه الان احد اعضاء ادارة الشركة, قام فرانز يوسف بوب بتوظيف مصّمم المحرّكات الشاب Max Friz القادم من دايملر, بعدما كانت لديه شكوك حول توظيفه. قام الشاب ماكس بتصميم محرّك الطائرات BMW IIIa في عام 1917,الذي كان لا يعلى عليه اي محرّك طائرات في السوق.

في عام 1918, تم اعادة تسمية الشركة الى BMW AG, الإسم الذي نعرفه بها اليوم, AG هي اختصار للشركات التي لها اسهم مفتوح للعامّة.

بعدما تم توقيع الهدنة بين اطراف الحرب العالمية الأولى, مُنعت المانيا من انتاج محرّكات طائرات في عام 1919. لذا كان على بي ام دبليو ان تجد منتج اخر لتبقى على قيد الحياة. بدأت الشركة في انتاج محرّكات للشاحنات والمراكب البحرية. وفي نفس الوقت, كانت الشركة تطوّر محرّكات طائرات بسريّة. حتى خرجت بالمحرك البديل لـ IIIa, والذي تم تسميته بـ Type IV.

في عام 1920, قامت الشركة بتقديم شعارها الذي نعرفه اليوم بها. تصميم الشعار تم استيحائه من شعار شركة Rapp Motorenwerke الذي صمّمه Ottmar Rapp, شقيق كارل راب. حافظت الشركة فيه على ان يكون اسمها داخل الدائرة السوداء, ويتوسّطها الوان شعار مدينة بافاريا الألمانية.

بي ام دبليو Dixi

اول درّاجة نارية من بي ام دبليو كانت R23 التي بدأ انتاجها عام 1923, كانت مزوّدة بمحرّك من اسطوانتين افقيتين بسعة 0.494 ينتج 8.5 حصان. لم يبدأ تاريخ بي ام دبليو في السيّارات الّا عام 1928, عندما كشفت عن اول سياراتها Dixi 3/15 المبنية على سيارة من شركة استون البريطانية. لا, هذه ليست استون التي نعرفها, فإسمها كان The Austin Motor Company, توقّفت عام 1952. قامت بي ام دبليو بشراء تصميم سيارتهم Austin 7, وحصلت على رخصة لإستعمالها لإنتاج Dixi.

هذا الترخيص انتهى عام 1932, لذا كان عليها ان تجد سيارة جديدة من تصميمها. قبل انتهاء العقد بعام, قامت الشركة بتوظيف المصمّم Josef Ganz, عملت مع بي ام دبليو لإنتاج السيارة AM1, ذات الدفع الخلفي, ونظام التعليق المنفصل.

في عام 1933, قدّمت الشركة سيارتها الثالثة 303, التي كانت تتميّز بحصولها على محرّك M78 المستقيم والمكوّن من 6 اسطوانات. ونتج عن هذه السيارة 309, السيارة الأصغر ذات الأربع اسطوانات. وكما نتج عنها ايضاً السيارتين 315 و 319 الأكبر حجماً منها. ونتج عنها 315/1 و 319/1 السيارتين الرودستر, والسيارة 329.

هذه ليست نهاية بي ام دبليو السعيدة

عادت المزيد من المشاكل عند بدء الحرب العالمية الثانية. وكما نعلم, كانت المانيا هي الأساس في هذه الحرب بسبب هتلر والحزب النازي. لذا, توجّب على جميع الشركات تمديد وتموين جيوش الحرب بأي وسيلة ممكن, هذا يعني المزيد من محرّكات الطائرات من بي ام دبليو. في عام 1939, قامت بي ام دبليو بشراء شركة Brandenburgische Motorenwerke التي تعرف ايضاً بـ Bramo. قامت بي ام دبليو بدمجها مع قسمها لمحرّكات الطائرات وبدأت في انتاج المحرّكات.

اثّر هذا التغيّر كثيرا على بي ام دبلي, فالمصنع المسؤول عن انتاج الدرّاجات النارية في ميونخ توقّف عنها, ولم يكن ينتج الا درّاجات نارية للجيش مثل R12 و R75. ثم انتقل انتاج الدرّاجات النارية الى شركة Eisneach في عام 1940 لكي يركّز المصنع على انتاج محرّكات الطائرات. وبذلك توقّف انتاج الدرّاجات النارية بالكامل مثلما توقّف انتاج السيارات عام 1940.

الدرّاجة الناريّة العسكريّة R75
الدرّاجة الناريّة العسكريّة R75

استمرّت معاناة بي ام دبليو لفترة مابعد الحرب, فقد تضرّرت العديد من مناطقها ومصانعها واصبحت حطاماً بسبب التفجيرات, مثل مصنع ميونخ الذي تدمّر بالكامل. وبعضها الأخر تم الإستولاء عليها من قبل الإتحاد السوفيتي. استغرقت الشركة وقتاً حتى تعيد بناء مصنع ميونخ, ولكن للأسف لم تستطيع استغلاله, فقد منعتها الأطراف الأخرى في الحرب العالمية الثانية من انتاج العربات بأنواعها. لذا, بدأت الشركة في استخدام جميع مالديها في انتاج اواني وفخّار, ومكاتب واثاث وعدّة مطابخ ودرّاجات هوائية.

استمرّت بي ام دبليو في بيع وانتاج هذه المنتجات حتّى عام 1947, عندما اتوا سلطات الولايات المتحدّة وسمحت لهم بالبدء في انتاج الدرّاجات الناريّة. وبدأت في انتاج الدرّاجة الناريّة R24. وعادت الى انتاج R35 عام 1945 في مصنعها الذي استولى عليه الإتحاد السوفيتي, وعادت الى انتاج السيارة 321. ولأنه يُعتبر ملكاً للإتحاد السوفيتي, قدّمت بي ام دبليو طلباً لحفظ حقوقها لمنتجاتها من ذلك المصنع, ليتم انتاجها تحت اسم شركة EMW حتى عام 1955.

وصلت بي ام دبليو الى اواخر الأربعينيات, ولم تعد الى انتاج السيارات بشكل رسمي وكبير مثل الفترة التي قبل الحرب العالمية الثانية. لذا, اراد المدير التقني للشركة Kurt Durath ان يعيد العمل عليها. قام السيّد دوراث بالإستعانة بشركات سيارات اخرى لشراء ترخيص منهم لإستعمال سياراتهم, منهم شركة فورد الأمريكية. ولكن هذا لم يوقف رئيس مهندسين الشركة Alfred Böning من تطوير نموذج 331, السيارة صغيرة الحجم الإقتصادية. كانت مزوّدة بمحرّك 0.6 لتر بناقل حركة مكون من اربعة سرعات. تصميمها الخارجي مستوحى من بي ام دبلية 327, وتم عرضها واقتراحها للبدء في انتاجها.

انتاج بي ام دبليو القليل للسيارات اعطى رئيس مبيعات الشركة السيّد Hanns Grewenig فكرة, هذه الفكرة هي ماجعلتها الان شركة سيارات فاخرة وناجحة. حيث قال السيّد هانس انه بما ان الشركة انتاجها قليل, يجب ان تعتمد على انتاج سيارات فاخرة مثلما كانت تفعل قبل الحرب العالمية الثانية. وبهذا القرار, بدأ السيّد الفريد, رئيس المهندسين, وفريقه في تصميم السيّارة 501.

معاناة بي ام دبليو مازالت مستمرّة

في عام 1959, كانت على بي ام دبليو دين, وكانت تخسر اموالها. بحلول هذا العام, كان لديها السيّارة الصغيرة Isetta, كان تباع بشكل ممتاز ولكن بدون ارباح كبيرة. وسيارتهم 501 الفاخرة لم تكن تباع بشكل مربح ايضاً, كان هذا الحال مع جميع سياراتها. وحتّى قسمها للدرّاجات النارية لم يكن ينتج ارباحاً بسبب انتقال الجميع الى استخدام السيارات في اعوام الخمسينيات.

صعود بي ام دبليو ونجاحها

ماذا فعلت بي ام دبليو لتنقذ نفسها؟ اقترح رئيس مبيعات الشركة الدكتور Hans Feith في عام 1959 ان يدمج الشركة مع دايملر بنز. ولكن المستثمرين والوكلاء رفضوا هذه الفكرة. في ذلك الحين, انقذتهم مجموعة Quandt التي زادت من حصّتها في بي ام دبليو, واصبحت تمتلك ثلثي بي ام دبليو.

بعد ذلك, قامت الشركة بإنتاج السيارة الصغيرة 700, التي اتت بالفئتين الكوبيه والسيدان ذات البابين, وكان هناك فئات RS عالية الأداء للسباقات. وفي معرض فرانكفورت عام 1961, اطلقت بي ام دبليو سيارتها الصغيرة 1500, تُعرف ايضاً بـ New Class. هذه السيارتين زادت من شعبية بي ام دبليو في السيارات الرياضية.

بي ام دبليو New Class
بي ام دبليو New Class

السيارة 1500 تحوّلت مع التطويرات الى 1600 و 1800, وتم اطلاق نسخة ببابين من 1600 في عام 1966, ثم نسخة بسقف مكشوف في عام 1967, كانت هذه السيارات تأتي تحت فئة “02”, والتي كان من ابرزها السيارة 2002. هذه السيارة استمرّت الى عام 1976, وتم استبدالها الى السيارة المتعارف عليها الان بـ الفئة الثالثة.

بي ام دبليو استغلّت نجاحها في هذه الأعوام, واستثمرت في مصانع جديدة اشترتها من شركة Hans Glas GmbH التي اعلنت افلاسها. فقد وصل مصنع بي ام دبليو في ميونخ الى حدّه الأعلى, ولم يستطع انتاج سيارات بعدد كافٍ يلبّي الطلبات. كلا المصنعين تم تجديدهما, وفي العقد التالي, تم بناء اكبر مصنع لبي ام دبليو في مدينة Dingolfing.

في عام 1968, اطلقت بي ام دبليو سياراتها السيدان كبيرة الحجم New Six, وانتجت كذلك السيارة 2500, و 2800, و 2.5 CS و 2800 CS. وتوسّعت الشركة ليصبح السوق الأوروبي والعالمي هدفها عند قدوم Eberhard Von Kuenheim من دايملر بنز. واصبحت شركة مشهورة ومعروفة في الستينيات.

في عام 1972, توقّف انتاج The New Class, وتم استبدالها بمنافسة E-Class من بي ام دبليو, والتي نعرفها اليوم بالإسم الفئة الخامسة. اما الفئة السابعة, فقد نتجت عن توقّف انتاج السيارات كبيرة الحجم New Six. والفئة السادسة اتت بدلاً من CS و M1.

ماقصّة رولز رويس وميني؟

رولز رويس كانت شركة منفردة لا علاقة لها بالسيارات عندما أنشئت عام 1906 وتوقّفت عام 1973. ثم قامت بشرائها فولكس واجن عام 1998 بمبلغ 430 مليون يورو, وهنا انشئت شركة رولز رويس لسيارات, لم تبدأ في انتاج السيارات الا عام 1998. في تلك الأثناء, كانت بي ام دبليو تشارك رولز رويس محرّكاتها. فولكس واجن لم تشتري من رولز رويس سوى شعار “Spirit of Ecstasy” او “روح الإبتهاج” وهي تلك المرّاة ذات الجناحين, وتصميم الشبك المميز, استطاعت استغلال هذه العلامات من رولز رويس حتّى عام 2003. ورفضت رولز رويس ان تعطيها اسمها Rolls Royce وحقوق استخدامه. فضّلت اعطائه لبي ام دبليو بسبب العلاقة الكبيرة بينهما, ولكي يتم توسيع العقد. استطاعت بي ام دبليو الحصول على علامات RR و Rolls-Royce في اواخر عام 1998 بمبلغ 40 مليون يورو.

فولكس واجن لم تستطع استخدام ما قامت بشراءه  من رولز رويس بعد عام 2003 بسبب العقد الجديد بينها وبين بي ام دبليو التي سمحت لهم ذلك. بعد عام 2003, حصلت بي ام دبليو على حقوق استخدام شعار “Spirit of Ecstasy”. اما مشروع فولكس واجن للسيارات الفاخرة, فقد تحوّل من رولز رويس الى بنتلي. تستطيع القول ان بنتلي هي بديلة رولز رويس في فولكس واجن بعد حصول بي ام دبليو عليها منها.

Morris Mini Minor
Morris Mini Minor

بعد انتهاء عقد فولكس واجن في عام 2003, وحصول بي ام دبليو على كامل حقوق رولز رويس, كانت بي ام دبليو قد بنت بالفعل مصنع جديد وسيارة جديدة لرولز رويس. هذا المصنع موجود في Goodwood, وينتج رولز رويس فانتوم التي تم الكشف عنها في يوم 2 من شهر يناير عام 2003, اي بعد يومين من انتهاء عقد فولكس واجن.

اما ميني, فقد بدأت في بي ام دبليو كسيّارة صغيرة الحجم في عام 1959. تُعرف بالأسماء Morris Mini-Motor و Austin Seven. كان يتم انتاجها من قبل شركة British Motor Company, او بشكل مختصر BMC. توسّعت فئات السيارة الى ان اصبحت ماركة تجارية تشمل العديد من السيارات مثل Countryman, و Moke, و Clubman.

شركة BMC اندمجت مع شركة Leyland Motors في عام 1968 لينتج شركة British Leyland. واصبحت ميني شركة منفردة في عام 1969. بعد سقوط شركة British Leyland, حصلت عليها مجموعة Rover في عام 1988, والتي اشترتها بي ام دبليو في عام 1994, وبذلك امتلكت بي ام دبليو العلامة التجارية ميني, ولكن تخلّصت من مجموعة Rover  بسبب خسائرها في عام 2000. وابقت لديها ميني, وMG, و لاند روفر.

واين بي ام دبليو M في هذا التاريخ المتقلّب؟

هل تتذكّرون السيارة 2800 CS؟ هذه السيارة تم استبدالها في عام 1971 بـ 3.0 CSو 3.0CSi. ونتج عن هذه السيارتين 3.0CSL, الذي كان اول مشروع لقسم سيارات السباقات من بي ام دبليو. بسبب نجاح هذه السيارة في السباقات, وارتفاع نبيعات السيارات الرياضية عالية الأداء, قدّمت M اول سياراتها الرياضية للعامّة في معرض باريس عام 1978. تلك كانت السيارة الأسطورية بي ام دبليو M1. وبسبب انتشار رزم السيارات الرياضية في بعض السيارات, تغيّرت وجهة M وانتجت فئة M535i عالية الأداء من الفئة الخامسة في عام 1979.

ويجدر الإشارة بأن قسم بي ام دبليو قام بتزويد مكلارين بمحرّك V12 DOHC, ليكون محرّك السيارة الأسطورية مكلارين F1. هذا المحرّك ادّى نجاح مذهل للسيارة في سباقات عديدة, اشهرها سباقات التحمّل في لو مان في موسم عام 1995, التي كانت اول مشاركة لها في تصنيف GTR.

بي ام دبليو M1
بي ام دبليو M1

هل تعرف نظام تسمية بي ام دبليو؟

ليس من الصعب ان تعرف نظام تسميتها اذا تعرّفت على نظام تسمية مرسيدس. فهو نفس الشيء. تستخدم بي ام دبليو 3 خانات للأرقام في سياراتها, تتبعها حرف او حرفين. هذه الأرقام عادةً ما تشير الى سعة المحرّك بوحدة سم/مكعّب (cc) مقسوماً على 100. ولكن في الاونة الأخيرة, كانت الشركة تستخدم خانة الأرقام كمؤشر للأداء. مثل 116i و 118i, جميعهم محرّكات بنزين بسعة 2.0 لتر. ومثل 350d و 330d, كلاهما محرّكات ديزل بسعة 3.0 لتر. يتم تعديل القوّة بالتيربو والأنظمة.

اما الأحرف, فهذا الدليل سيدلّك على معانيها:

  • حرف A = ناقل حركة اوتوماتيكي.
  • حرف C = سيارة كوبيه. استخدمته الشركة في E46 و E63, توقّفت عن ذلك في طراز عام 2005.
  • حرف c (صغير) = كابريو اي سيارة بسقف مكشوف.
  • حرف d = محرّك ديزل.
  • حرف e = eta بمعنى اداء اقتصادي, قادم من حرف η اليوناني. وينطق كما يقرأ “اتا”.
  • حرف g = محرّك غاز طبيعي مضغوط.
  • حرف h = هيدروجين.
  • حرف i = محرّك بنظام حاقن للوقود (بنزين).
  • حرف L = قاعدة عجلات طويلة.
  • حرف s = رياضي, واستخدم ايضاً في E36 ليكون بمعنى “بابين”.
  • كلمة sDrive = نظام دفع خلفي.
  • حرف T = سيارات عائلية (واجن/estate).
  • حروف Ti = سيارات هاتشباك, استخدم في بي ام دبليو الفئة الثالثة هاتشباك.
  • كلمة x او xDrive = نظام بي ام دبليو للدفع الرباعي.

الان يمكنك ان تخبر الجميع ماهي بي ام دبليو 330i ببساطة. بالنظر الى الأرقام, هذه السيارة هي من الفئة الثالثة, ومزوّدة بمحرّك وقود بنظام الحقن. رقم 30 هو حجم المحرّك بوحدة سم/مكعّب ولكن مقسوما على مئة. هذا يعني انه محرّك 3,000 سم/مكعّب بعد ضربه بمئة. و 3000 سم/مكعّب يساوي 3.0 لتر. سهلة, صحيح؟

ولكن هذا ليس هو الحال دائماً, مثال بي ام دبليو الفئة الأولى M اسمها هكذا, وليس M1 لأنه مستخدم ومخصّص للسيارة الأولى من M. ومثال فئات بي ام دبليو الفئة الأولى في عام 2008 التي كانت 125i, و 128i, و 328i, و 528i. جميعهم بمحرّكات سعتها 3.0 لتر. وليس 2,500 او 2,800 سم/مكعّب. وهناك الكثير من الإستثناءات في تاريخ بي ام دبليو, ولكن هذا هو نظام تسميّتها بشكل عام اذا لم تكن حالة خاصّة.

وتستخدم بي ام دبليو بعض الحروف في سياراتها, تلك الحروف هي X و Z. حرف  X هو للسيارات الكروس اوفر مثل X3, و X5, و X6. اما حرف Z, فيرمز للسيارات ذات الرودستر. مثل Z4.

لدى X6 و X5 نظام تسمية منفرد, فلو كانت تسير على نفس النظام. كان يجب ان يكون اسم فئات M منها هكذا: MX6 وMX5, ولكن هذه الأسماء محجوزة ومستخدمة لشركة مازدا اليابانية. لذا اضطرّت الشركة ان تجعلها X6 M و X5 M.

مسيرة بي ام دبليو في السباقات كانت اسهل من مسيرة تاريخها

كما علمت الأن, نجاح بي ام دبليو بعد الحرب العالمية الثانية واقتراب افلاسها كان بسبب السيارات الرياضية. لذا, من الطبيعي ان تستنتج انها كانت ناجحة في مجال سباقات السيارات.

قبل الحرب العالمية الثانية, كانت بي ام دبليو مشاركة في سباقات الدرّاجات بنجاح. حتّة مشاركاتها في سباقات السيارات قبل الحرب العالمية كانت رائعة, منها فوزها في مواسم الثلاثينات من سباقات Mille Miglia. وذلك بفضل سيارتها الرياضية المذكرو سابقاً 328, التي اثبتت قوّتها ايضاً في تصنيف السيارات ذات محرّك اللترين عالمياً.

بي ام دبليو 328
بي ام دبليو 328

وبعد انشاء قسم M الرياضي, زادت فرص بي ام دبليو في الفوز. وذلك بسبب M1, و جيل E30  من M3 التي انتجتها الشركة في الثمانينات. كانت E30 M3  افضل سيارة سباقات في العالم. ويثبت ذلك نجاحها وفوزها في سباقاتها في التسعينات, عندما فازت 318i و 320i بسباقات عديدة مثل BTCC, وبطولة French Sportouring, و كأس Super Tourenwagen, و Superturismo الإيطالي.

وتشارك بي ام دبليو ايضاً في سباقات الفورمولا ون, بداية من التسعينات. اخر فوز لها كان في عامنا هذا, 2013. حيث فازت بي ام دبليو ببطولتها الثانية بإستمرار في نهائي الموسم بحلبة Hockenheimring في المانيا.

وشاركت ايضاً في سباقات التحمّل لو مان, اول فوز لها كان بالسيارة الناجحة جداً 328 في عام 1939. بعد اكمالها لـ 236 دورة. وبعد 33 عاماً في 1972, عادت الشركة الى السباقات عبر فريق Schnitzer Motorsports بسيارتها 2800CS. واستمرّت بمشاركتها بفريق خاص حتّى عام 1989. ومن عام 1993 الى 2000 عن طريق استخدام العديد من الفرق محرّكات بي ام دبليو, مثل فريق مكلارين بـ F1 GTR التي فازت بسباق لو مان عام 1995.

وشاركت بي ام دبليو في سباقات لو مان عام 1999 بسيارتها من فئة LMR لتحرز فوزها الساحق ضد فرق شركات مثل اودي وتويوتا ومرسيدس ونيسان.

هنا اعزائي القرّاء, اصل لنهاية تقريري عن بي ام دبليو تاريخها الحافل, لتنظم الى بقيّة تقارير السلسلة. الان اريد ان اخصّص هذا الجزء لأعتذر لكم عن طوله, رغم ان تعليقاتكم في تقريري الأخير عن مرسيدس تقترح لي ان لا اهتم بذلك. واودّ ان اعتذر لكم بعدم وفائي بوعدي واكمالي تقارير الشركات منذ العام السابق. فقد صادف الشهر الذي كتبت فيه تقرير مرسيدس شهر انتقالي الى الولايات المتحدّة الأمريكية, ومنذ ذلك والدراسة تضغط عليّ دون ان اجد وقتي لكتابة تقرير شركات السيارات لكم.

اعتذر لكم مرّة اخرى, وسأحاول قد المستطاع ان افيدكم واستفيد من تقارير شركاتكم المحبوبة. الان, كما هو الحال مع جميع تقاريري السابقة, اتركم لكم اختيار الشركة التالية التي سأتحدث عنها. شاركوني بإقتراحاتكم بتغريداتكم لي على تويتر @Yazeedz, او بتعليقاتكم بالأسفل. وشكراً لكم على تفهّمكم ومتابعتكم للتقارير وموقع سعودي شفت.