بورش 911 هي السيارة الرياضية المثالية والأيقونية التي نمت وتطورت بينما ظلت محافظة ووفية لجذورها. يبدأ تاريخ السيارة ذات المحرك الخلفي عام 1964، وعلى الرغم من محاولات الشركة تقديم شقيقتها 928 ذات المحرك الأمامي كيبدل لها في الثمانينيات، إلا أن 911 ظلت محتفظة بجاذبيتها وروقها.
خضعت 911 لترقية كبيرة في عام 1989 في الجيل الثالث المعروف باسم 964، حيث كانت 85% من قطع السيارة جديدة، واستعارت أيضاً من شقيقتها 959 التي كانت تعتبر السيارة الخارقة من بورش في ذلك الوقت. وكانت تلك هي المرة الأولى التي تقدم فيها السيارة ميزة الدفع الكلي ونظام المكابح المضاد للقفل، والمقود المعزز، والوسائد الهوائية، والتقنية المثيرة للجدل في وقتها: ناقل الحركة الأوتوماتيكي Tiptronic.
جاء التحديث التالي في عام 1994 مع جيل 993 والذي كان آخر سيارات 911 بنظام تبريد هوائي، ويعد مزيج من المظهر الكلاسيكي وبداية لعالم التقنية الحديثة حيث حصلت السيارة على هيكل من الألومنيوم بالكامل، وعلى صدام أمامي مدمج بالهيكل لمظهر أكثر أناقة.
أما الجيل الذي وصل في عام 1998 فقد تزامن مع مرور بورش بصعوبات مالية، ما أجبرها على أخذ تدابير لخفض تكاليف الجيل الرابع من 911، والمعروف باسم 996، حيث دخل نظام تبريد المحرك بالماء، كما منحت السيارة بعض الأجزاء لشقيقتها الأصغر بوكستر، ما أثار غضب جمهور 911 حينها.
بعد ذلك وفي عام 2005 كشفت بورش عن جيل 997 من أيقونة 911 وقدمت نظام التعليق النشط ونظام ناقل الحركة الأكثر تطوراً في وقته، PDK ثنائي الكلتش، وحتى نظام العادم الرياضي PSE الذي يمكن تعديله عن بُعد.
مع مرور الوقت، وصلنا لعام 2012 حيث وصل الجيل فاصل باسم 991، وأصبحت السيارة أكبر حجماً بشكل ملحوظ مع مساحات داخلية أوسع وقاعدة عجلات أكبر، ووفرت السيارة دعم للهواتف الذكير من خلال أبل كاربلاي، كما وفرت ميزة توجيه المحور الخلفي لأول مرة.
في الوقت الحالي، نعيش بالتزامن مع الجيل 992 من بورش 911، والذي وصل في عام 2020 بتقنية متقدمة تشمل شاشة وسطية مقاس 11 بوصة ونظام رؤية ليلية اختياري ونظام كاميرات 360 درجة. ومع أن التصميم الخارجي ظل وفياً طيلة تلك الأجيال إلا أن المحركات تطورت بشكل كبير حيث يمكن أن تجد 640 حصاناً تحت الطلب في أقوى فئات 911 الحالية.
تقترب بورش 911 من ذكرى ميلادها الستين، وقد تمكنت من تحسين الراحة والرفاهية والأداء على مر السنين. ومع توجه الصناعى نحو المركبات الكهربائية والهجينة فمن المتوقع أن تنضم 911 قريبًا إلى المعركة، مع الحفاظ على جذور السيارات الرياضية الشهيرة ذات المحرك الخلفي والوفاء لتاريخ بورش.
جدير بالذكر أن أسباب نجاح 911 أكثر من أن تعد، ولكن يشار إلى التصميم المحافظ، والأداء القوي مع الجودة والاعتمادية، إلى جانب تنوع فئات السيارة بشكل كبير جداً، ومصداقية علامة بورش بالإضافة لقاعدة العملاء الواسعة، كأهم وأبرز أسباب لنجاح السيارة الأيقونية.