فيما يشبه فيلماً سينمائياً، ولكن على أرض الواقع، تمكنت مجموعة من اللصوص من سرقة أكثر من 900 محرك من أحد مصانع كيا في الهند، خلال 5 سنوات من العمل الخفي. في عملية وصفتها الشرطة بأنها “وظيفة داخلية مخططة بعناية”.
يقع المصنع في جنوب الهند، وهو مسؤول عن تجميع سيارات طرازات شهيرة مثل كيا سيلتوس وكيا سونيت بقدرة إنتاجية تتجاوز 300,000 سيارة سنويًا. ومع هذا الحجم الكبير، لم يكن من الصعب على الجناة تمرير سرقات تعتبر ضئيلة إلى حجم التجميع الكبير، وبشكل تدريجي ودون إثارة الشكوك.
مهما طال الوقت، سيقع المجرمون في شر أعمالهم، فبينما كان المصنع يجري تدقيقاً داخلياً عام 2024، تكشف وجود خلل خطير في سجل المحركات، ما دفع الإدارة إلى فتح تحقيق موسع، قبل أن يتوجهوا بطلب إلى السلطات الرسمية في مارس 2025.
أكدت الشرطة لوسائل الإعلام الهندية أن السرقة لم أثناء نقل المحركات كما كان يُعتقد في البداية، بل من داخل المصنع نفسه. وصرّح متحدث رسمي “تشير التحقيقات الأولية إلى أن المحركات سُرقت بطريقة تدريجية ومخططة. نشتبه في وجود تواطؤ بين بعض الموظفين السابقين والحاليين.”
وأضافت الشرطة أن السجلات الخاصة بخروج ودخول المحركات تم التلاعب بها بمهارة لضمان عدم اكتشاف أي نقص فوري، ما يعزز فرضية التورط الداخلي و”التنظيم الاحترافي” للجريمة.
ما يثير الدهشة حقًا هو أن هذه المحركات ليست قطعًا صغيرة يمكن تهريبها بسهولة، فكل محرك يُعد وحدة ضخمة وثقيلة. وحتى اللحظة، لا تزال الطريقة الدقيقة لنقل هذه المحركات خارج المصنع غير معروفة. وهو ما يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول مدى صرامة أنظمة الجودة والتتبع التي اعتمدتها كيا.