عندما تتحدث عن مرسيدس – بنز S-Class، فإنك تتحدث عن أيقونة أسطول مرسيدس العريق و فئة يعتبرها الكثيرون قمة هرم السيارات الفاخرة، التي تجمع أفضل ما نتج من الهندسة الدقيقة و التقنية المتطورة و أحدث أساليب السلامة و الحماية القادمة من خبرات سنين طويلة جداً من شركة تعد من الشركات الأولى عالمياً.
بدأ تاريخ S-Class العريق في عام 1954 عمد طرح الجيل الأول و الذي لقب بـPonton، استمر إنتاج بونتون لغاية طرح الجيل الثاني Fintail في عام 1959، ثم في عام 1965 تم طرح الجيل الثالث W108، أما مسمى S-Class الذي نعرفه اليوم جاء عندما طرحت W116 في عام 1972، و التي تعتبر الجيل الأول لـS-Class بالتسمية الجديدة، لتبدأ منها رحلتها اللامعة في سوق السيارات الفاخرة بنجاحات كبيرة متواصلة إلى غاية يومنا هذا مع وصول الجيل السادس منها W222.
و بالعودة إلى تسمية الفئة S-Class، المرادف الإنلجيزي لمصطلح S-Klasse الألماني، التي بدورها تعد إختصاراً لـSonderklasse ما يعني الفئة الخاصة، دلالةً على أنها في تصنيف خاص بها بعيداً عن منافساتها من باقي الشركات. و يبدو أن S-Class فعلاً اسم على مسمى، فقد يجد الكثير مرسيدس S-Class هي معيار السيارات الفاخرة ذات الحجم الكبير بالرغم من المنافسة الشرسة للغاية من عدوتها اللدودة، بي إم دبليو الفئة السابعة، و أودي A8، اللتان أشعلتا نار المنافسة أكثر فأكثر في الجيل السابق، لتعود مرسيدس و تغير معايير اللعبة مرة أخرى في الجيل الجديد من S-Class الذي اطلق عام 2014 بسبب حمله لجينات مايباخ التي تم إيقاف إنتاجها مؤخراً.
التصميم الخارجي 8/10
من الخارج، حافظت S-Class على شكلها “البيضاوي” إن صح التعبير، و لكنها تخلصت من عقدة الخطوط التصميمية الغريبة التي طالت الجيل السابق، بل أصبحت الآن تتسم بخطوط حيوية و طبيعية أكثر جمالاً و تناسقاً من قبل، حيث تتسم بالبساطة البعيدة عن المبالغة و العشوائية.
الواجهة حصلت على الشبك التقليدي بحجم كبير يحتوي بين قضبانه على عدة أجهزة مثل الكاميرا الأمامية و الحساسات و الرادارات، يقع هذا الشبك بين مصابيح أمامية كبيرة تتسم بهوية مرسيدس الجديدة، بنفس التصميم الذي أصبحنا نراه في أغلب فئات الشركة، و بنفس الحاجب الكبير و لكن هذه المرة لا ينم عن نظرة غاضبة كباقي الفئات. يذكر أن المصابيح الأمامية تعمل بتقنية الـLED بالكامل بعمل 56 نقطة LED مع بعضها البعض.
من الجانب أيضاً حافظ S-Class على هوية مرسيدس من خلال حواف النوافذ التي تبدو و كأنها نصف دائرة، خصوصاً مع تلك الزوايا الحادة عند القاعدة. أما المقدمة المنخفضة و المؤخرة المرتفعة أصبحت من العلامات المميزة الجديدة في لغة تصميم مرسيدس فعلاً.
خلفية السيارة تتميزة بالبساطة الفاخرة عن طريق استعمال مصابيح LED طولية الشكل ممتدة إلى الأمام، و تتميز بتعدد الخطوط المضيئة فيها و المصنوعة من 35 نقطة LED لتعطيك نفس الإيحاء التصميمي الذي لطالما لازم مصابيح S-Class الخلفية عبر مختلف الأجيال. قاعدة العجلات بقيت على نفس المقاسات من الجيل السابق بطول 3035 مم للنسخة القصيرة، و طول 3165 مم للنسخة الطويلة، و لكن الأمر المثير للإهتمام هو أن مرسيدس قامت بالعمل على النسخة الطويلة أولاً و من ثم تقصيرها بعكس ما كان متعارف عليها سابقاً بإطالة النسخة القصيرة. هذا الأمر أدى إلى زيادة متانة القاعدة 68%.
التصميم الداخلي 10/10
داخلية السيارة بعيدة عن ما تعودنا عليه من السيارات الألمانية الفاخرة، بل هي أقرب إلى كونها صالة في قصر فرنسي فخم، أو يخت باهظ الثمن، أو حتى طائرة خاصة لرجال الأعمال، لقد أبدعت مرسيدس حقاً بخلق جو فريد من نوعه لم أشعر به بأي سيارة فاخرة من قبل، و يعود الفضل في ذلك إلى بساطة التصميم في الدرجة الأولى، و الإعتماد على عناصر في غاية الفخامة سواء كانت في جودة المواد أم في التصميم، و أبسط مثال على ذلك، فتحات التكييف المصنوعة من الألمنيوم و بتصميم دائري تقليدي.
بساطة التصميم اعتمد على إخفاء أكبر عدد ممكن من الأزرار و الأجهزة الإلكترونية عن أعين الركاب، و زيادة مساحات التلبيسات الخشبية الفاخرة و الجلود المزينة بتطريزات راقية، و فوق هذا كله، يزين الداخلية نمط إضاءة داخلي أضاف سحره الخاص بكل إتقان و جمالية، و الذي برأيي كان مفتاح تميز الداخلية بهذا الشكل الرائع. يمكن الإختيار بين 7 ألوان مختلفة للإضاءة الداخلية، الأمر الذي لم يجعبني بسبب جمال كل الألوان المستخدمة و طريقة خلق أجواء مختلفة لكل لون! ما يجعل الإختيار بينها أمراً صعباً للغاية.
المساحات للركاب للأمام أكثر من ممتازة، و مثالية لكل الأشخاص مهما كانت أوزانهم أو أطوالهم، و مستويات الراحة التي توفرها المقاعد عالية جداً مع درجة تثبيت ممتاز أيضاً، حيث يمكنك التحكم بكل ما يخطر ببالك من صغيرة و كبيرة فيما يخص وضعيات الجلوس من مساند الجوانب و مساند الظهر و خلف الركبة و الرأس و مدى قساوة أو طراوة كلاً منها و تفاصيل كثيرة لن أتمكن من ذكرها كلها، بالإضافة إلى المساحات و تبريد المقاعد و تدفئتها.
أما بالخلف، فسيحصل الركاب على مساحات رحبة للغاية، خصوصاً كون السيارة التي قمنا بتجربتها بقاعدة عجلات طويلة. دون التضحية بتوفير كل المزايا الموجودة للركاب في الأمام، بل و زيادة عليها إمكانية فتح المقعد الخلفي ليتحول إلى سرير مريح للغاية يشبه ما تراه في درجة رجال الأعمال في الطائرات، ما يمكن الركاب من الاستلقاء و النوم بكامل الأريحية بعد يوم طويل و متعب عند قيادة سائقك الخاص للسيارة.
الجودة 10/10
إيقاف إنتاج مايباخ إنعكس إيجاباً على كل مكونات الجيل الجديد من S-Class، الإهتمام و العناية بأدق التفاصيل، الحرفية في التنفيذ، الهوية المميزة، و جودة المواد المستخدمة، كانت من العلامات الفارقة في S-Class. من شبه المستحيل إيجاد قطعة مصنوعة من البلاستيك داخل المقصورة، ققد تم إستعمال 3 مواد رئيسية في الداخل مثل الجلد الفاخر و المطرز على شكل معينات في المقصورة و الأبواب و المقاعد، و الخشب كتلبيسات على حواف المقصورة و الأبواب، بالإضافة إلى الألمومنيوم الذي يغطي الأزرار و المقابض و فتحات التكييف و أغطية سماعات النظام الصوتي التي تتميز بنقشات تفصيلية في خاية الجمال.
النظام الترفيهي 7/10
على الرغم من عمل مرسيدس بشكل مكثف على النظام الترفيهي COMAND و صدوره بنسخته الجديدة على S-Class و الذي يتميز بواجهة جميلة جداً بنقلات و مؤثرات بصرية جميلة للغاية، إلا أنه لا يزال أكبر عيوب الشركة بشكل عام و العيب الوحيد في هذا اليخت بشكل خاص. فهدف مرسيدس بتقليل عدد الأزرار في الداخلية لزيادة بساطتها و جمالها إنعكس بشكل سلبي للغاية على النظام، ليصبح نظام معقد للغاية خصوصاً في التنقل بين القوائم دون الحصول على مفاتيح إختصار كافية، ما يجعلك أن تخطو خطوات إضافية للوصول إلى المراد الوصول إليه، و التعايش مع بطء النظام الذي ما زال مستمراً حتى في هذه النسخة. فحتى طريقة إطفاء نظام التكييف معقدة لدرجة يتوجب عليك أن تخطي 7 خطوات لطفيه بالكامل بدلاً من وجود زر OFF مخصص يسهل الوصول إليه. 
يتمتع النظام الموسيقي بدعمه لكل مصادر التشغيل مثلFM/AM/CD/USB/BlueTooth. بالإضافة إلى توصيلات الـAUX لتسمع صوت نقي للغاية عبر 24 سماعة تتميز بغطاء من الألمونيوم في غاية الفخامة شكلاً و نوعيةً، تعمل بتوزيع صوت 3D من شركة Burmester الشهيرة.
يدعم النظام اللغة العربية بشكل كامل من ناحية القوائم و قراءة الملفات و الأسماء و الكتابة بشكل جيد جداً، و إمكانية عرض المعلومات على شاشة العرض على الزجاج باللغة العربية أيضاً.
نظام الملاحة يتميز بسرعته عن النسخ السابقة من نظام COMAND و الجميل فيه هو أسلوب عرض المباني بطريقة ثلاثية الابعاد بتفاصيل مثيرة و ملفتة.
السلامة 10/10
لم يتم تقييم S-Class الجديدة من قبل هيئة IIHS أو NHTSA الأمريكية، أو حتى EuroNCAP الأوروبية لغاية الآن، و ذلك بسبب سعرها المرتفع و عدم بيعها بكميات تجارية ضخمة، لذلك لا تعتبر أولوية ضمن قائمة إختباراتهم. و لكن شركة مرسيدس عريقة جداً في ناحية السلامة و الحماية من الحوادث قبل و أثناء حدوثها، لذلك لا نتوقع أي نتائج سلبية لدى S-Class و هي الفئة التي تضع فيها مرسيدس كل خبراتها و أحدث تقنياتها.
بدلاً من ذكر المزايا الموجودة، قد يبدو من الأسهل ذكر ميزات السلامة التي لا تتوفر في S-Class، و هي المواد المصفحة الحامية من الرصاص! عدا ذلك، كل أنظمة السلامة التي قد تطرأ على بالك متواجدة في السيارة مثل طقم الأكياس الهوائية للأمام و الخلف، مكابح ABS، نظام مانع الإنزلاق و نظام الثبات، مساند الرأس النشطة، فرملة الطوارئ، ضوء للفرملة الطارئة، و تهيئة السيارة لحادث لا يمكن تجنبه عن طريق قفل الأبواب و شد أحزمة الأمان.
بالإضافة إلى العديد من أنظمة مساعدة السائق مثل نظام النقطة العمياء، و نظام مغادرة المسار، مثبت السرعة النشط، و نظام التوجيه الآلي الذي وجدته من أكثر الأنظمة فائدة عند الإزدحامات المرورية، و بالتأكيد الكاميرات المحيطة بالسيارة للرؤية بـ360 درجة، و نظام الرؤية الليلية، و أخيراً نظام الركن الآلي الذي يعمل بدقة عالية جداً. 
القيادة 10/10
تتوفر S-Class في منطقة الخليج العربي بخيارين من المحركات (باستثناء AMG)، الخيار الأول و هو الذي قمنا بتجربته يتكون من محرك V6 سعة 3.5 لتر بقوة تصل إلى 333 حصان تتولد عند 6500 دورة في الدقيقة، و عزم 370 نيوتن.متر ما بين 3500 و 5250 دورة في الدقيقة، هذا المحرك متصل بناقل حركة أوتوماتيكي من 7 سرعات ينقل القوة إلى العجلات الخلفية لتتسارع من 0 إلى 100 كم/س خلال 5.3 ثانية و سرعة قصوى محددة إلكترونياً تصل إلى 250 كم/س.
أما الخيار الثاني فهو محرك V8 سعة 4.7 لتر تيربو بقوة 449 حصان تتوفر عند 5250 دورة في الدقيقة و عزم 700 نيوتن.متر ما بين 1800 و 3500 دورة في الدقيقة، هذا المحرك متصل أيضاً بنفس ناقل الحركة الأوتوماتيكي من 7 سرعات ينقل القوة إلى العجلات الخلفية، و لكن بتسارع أفضل بالطبع من 0 إلى 100 كم/س بزمن يقدر بـ4.8 ثانية قبل وصولها إلى سرعتها القصوى المحددة إلكترونياً أيضاً عند 250 كم/س.
إذا كنت تبحث عن الأداء الرياضي، فلا أنصحك بتكملة قراءة المقال، لأن S400 صممت لتقاد كما يقاد اليخت تماماً، أي أنها تقاد بهدوء و رزانة على سرعات منخفضة ، هذا الأمر ليس باختيارك، بل إن السيارة ترغمك على هذا النمط من القيادة بسبب السحر الموجود من تسخير كل عبقرية و نقاط قوة هندسة مرسيدس و خصوصاً في نظام التعليق و العزل الصوتي و نظام التوجيه الطري للغاية إلى خلق جو داخلي في غاية الراحة و الهدوء، و كأنك في رحلة إستجمام على هذا اليخت الفاخر الذي لا تريد إفساد مزاجك بقيادته بسرعات عالية. سأتحدث بلغة الأرقام لأثبت مدى هدوء المقصورة الداخلية عند القيادة، فحسب وحدة قياس السمع الديسبل (dB) فإن مستوى الضجيج داخل مقصورة S400 على سرعة 80 كم/س وصلت إلى 57 dB، مقارنة بـ61 dB لدى بنتلي فلاينج سبير على نفس السرعة.
أجهزة مساعدة السائق زادت من مدى استمتاعك بالاستجمام على متن S400 مثل مثبت السرعة النشط و نظام التوجيه الآلي الذي يعمل بكفاءة لا بأس بها على السرعات المنخفضة و خصوصاً في الإزدحامات، بالفعل و كأن هنالك ربان يقوم بمهمة توجيه اليخت بينما أنت تستمتع بمساج على تلك المقاعد المريحة. و لعل من أبرز الميزات التي أعجبتني هي نظام الركن الآلي الذي يعمل بدقة عالية جداً ستسهل عليك ركن السيارة إذا لست معتاداً على أبعادها و لم يمضي على قيادتك لها فترة كافية، لأن حجمها قد يسبب لك بعض الإزعاج قليلاً.
الأرقام
المنافسين
تصوير M Noor Kebbewar
الخلاصة
مرسيدس تثبت مرة أخرى أنها صاحبة الكلمة العليا بتقديم سيارة بفخامة تضاهي ما توفره سيارات أخرى بـ3 أضعاف السعر. يبدو أن لإيقاف مايباخ أثر أيجابي للغاية يسر عشاق S-Class. ننصحك بشراء S-Class بألوان فاتحة للداخلية.
التقييم النهائي
- تصميم داخلي مميز وفاخر
- جودة عالية للمواد
- القيادة اليومية المريحة
- تجهيزات السلامة العالية
- تقنيات مساعدة السائق
- السعر مقابل الميزات
- بطئ نظام الترفيه
- استهلاك وقود مرتفع مقارنة بأرقام الشركة