بدأت أمازون منذ عدة أشهر بتركيب كاميرات مراقبة مزودة بالذكاء الصناعي في شاحنات التوصيل الخاصة بها وبشركات التوصيل المتعاقدة معها. تعمل تلك الكاميرات على مراقبة سلوك السائقين أثناء القيادة لأغراض السلامة والأمان.
من وجهة نظر سائقي أمازون، لا تبدو تلك فكرة جيدة، وقال كثير منهم أنهم تلقوا مخالفات من نظام الذكاء الصناعي لأشياء لا تستحق. على سبيل المثال، يحصل السائقون على مخالفة تشتت القيادة عند النظر في المرآة، أو عند استخدام الراديو، أو حتى عند التوقف عند الإشارات الإلزامية والتقاطعات، وحتى عند تجاوز السيارات الأخرى.
قال أحد السائقين “في كل مرة أحتاج فيها إلى الدوران إلى اليمين ، يحدث ذلك حتماً”. وأضاف “تتجاوزني سيارة أخرى، وتصرخ الكاميرا بصوت آلي مظلم وبائس حقاً. إنه أمر محبط للغاية. هذا مزعج لأنني لم أفعل أي شيء”. وقال سائق آخر “لم تكن الكاميرات التي ركبتها أمازون في شاحناتنا سوى كابوس”. وأضاف “إنهم يشاهدون كل حركة نقوم بها. هذه أمر مزعج للغاية عندما تتابع عن قرب، وتقوم الكاميرات بتشتتينا. إذا نظرت إلى المرايا الخاصة بي لأتأكد من أنني بأمان لتغيير الممرات فإنها ستخالفني تحت اسم قيادة مشتتة لأن وجهي قد استدار لينظر إلى مرآتي. أنا شخصيا لم أشعر بأي أمان أكثر مع كاميرا تراقب كل تحركاتي”.
جدير بالذكر أن الكاميرات قادرة أيضاً على قراءة وجمع بيانات حيوية كدرجة حرارة السائق، علامات الإجهاد والتشتت، وغيرها. وذلك في نفس الوقت الذي تراقب فيه سلوك السائق، وتثبيت أحزمة الأمان، وبيانات مختلفة عن القيادة.
أما أمازون نفسها فتقول أن الكاميرات قد ساهمت بالفعل بتحسين أداء السائقين وتخفيض مشاكل القيادة ومخالفات المرور. قالت متحدة باسم الشركة أن الحوادث قد انخفضت بنسبة 48%، وانخفضت مخالفة إشارات التوقف والإشارات الضوئية بنسبة 77%، بالإضافة إلى انخفاض نسبة القيادة بدون حزام الأمان بـ 60%، وانخفضت نسبة القيادة المشتتة بـ75%. وأضافت المتحدثة أن بعض السائقين سئمو من الكاميرات لدرجة أنهم بدأوا في وضع ملصقات على العدسات أو ارتداء نظارات شمسية داكنة للتحايل على شاشة القيادة شديدة الحساسية للعوامل المشتتة للانتباه.
للتوضيح، فإن سياسة أمازون الجديدة في التعامل مع سائقي التوصيل يقتضي بتخصيص مكافئات ومحفزات لأولئك الذين لا يتجاوزن أكثر من 5 مخالفات آلية في كل 100 عملية توصيل.