شكل الجيل الأول من أودي TT الذي طرح عام 1998 عاصفة تركت أثراً إيجابياً لدى الجماهير و النقاد عبر تصميم ثوري جدد معالم السيارة الرياضية الصغيرة تحت إشراف Peter Schreyer أحد أشهر المصممين في عالم السيارات. ظل الجيل الأول قيد الإنتاج لغاية عام 2006، و طرح خلال هذه الفترة العديد من الفئات بمحركات مختلفة، أقواها كانت بمحرك V6 سعة 3.2 لتر بقوة 240 حصان، دون مقاعد خلفية، و نظام تعليق قاسي.
وصل الجيل الثاني إلى الأسواق في عام 2006، التي قدمت لمسة أكثر عصرية لنفس التصميم الثوري، كما كانت بوزن أخف، صلابة أعلى، و أداء أفضل عبر مختلف محركاتها بمختلف فئاتها، كانت أبرزها فئة TT RS Plus بقوة مبهرة تصل إلى 355 حصان قادمة من محرك 5 سلندر سعة 2.5 لتر، ما سمح لـTT RS Plus أن تقدم أداء استثنائي لهذه الفئة.
أما الآن، مع إصدار الجيل الثالث من TT، فإن أودي تعد أن يكون هذا الجيل أقرب ما يكون إلى مفهوم السيارة الرياضية الصغيرة، فقد عملت أودي على تصميم من السيارة من الصفر لتظهر لنا كما سنراها في تقريرنا هذا.
التصميم 10/8
عملت أودي على الجيل الثالث من TT بالكامل ابتداءً من الصفر، لتظهر بشكل كلياً هي الأخف، الأعرض، الأسرع، و الأكثر كفاءة على مدى الأجيال الثلاثة.
فقد تم بناء TT الجديدة على قاعدة عجلات MQB التي تستعملها مجموعة فولكس واجن في العديد من السيارات من مثل فولكس واجن جولف، و أودي A3 على سبيل المثال.
و عند مقارنة TT الجديد بالجيل الأسبق، نجد أن قاعدة العجلات قد أصبحت أطول بمقدار 37 مم، و أعرض بمقدار 13 مم، و أقصر بـ11 مم. و خسارة ما يقارب 50 كجم من الوزن الإجمالي. هذا كله كان لصالح ديناميكية رياضية أفضل كما وعدتنا أودي.
تتميز واجهة السيارة بطابع رياضي هجومي شرس أوضح و أقوى و أجمل بكثير مما كنا نراه في الجيلين السابقين من TT، و اللذات كانا يقدمان خطوط أنعم و أكثر أنثوية. فابرز ما سيشد الانتباه في واجهة السيارة هو الشبك الأمامي الكبير بأضلاعه السداسية، و المحاط بمصابيح تحمل هوية أودي التصميمية الجديدة في الإنارة التي تتوفر بتقنية زينون، أو LED، أو Matrix LED، بخطوط تصميمية التي لطالما كانت من علامات الشركة المميزة. أسفل الواجهة تجد فتحتين كبيرتين للتهوية، و يتوسطهما مشتت هواء باللون الأسود.
من الجانب تظهر المزيد من العناصر الرياضية التي لطالما ميزت TT من طرح الجيل الأول منها، منها عتبة الأبواب البارزة إلى الخارج، أقواس العجلات الكبيرة و المنفوخة. يعلو ذلك من جهة اليمنى غطاء فتحة خزان الوقود بتصميم معدني الذي أصبح من تقاليد TT. بينما الجزء العلوي من جانب السيارة و المتمثل بالسقف و الأعمدة يبدو و كأنه جزء منفصل عن السيارة.
أما من الخلف، نجد نفس لغة التصميم المصابيح الأمامية متواجدة في المصابيح الخلفية عبر خطوط من إنارة الـLED، و إنارة المكابح التي تتصل ما بين مصابيح الإنارة الخلفية كخط طويل يقطع أسفل الجناح النشط مباشرة، و التي لم تعجبني شخصياً لأني لا أرى هذا الضوء يتماشى مع سيارة بهذا الحجم و هذا الغرض بعدما اعتدنا عليه في سيارات سيدان فائقة الفخامة مثل بنتلي و بي إم دبليو الفئة السادسة جران كوبيه و غيرها. أسفل ذلك نجد عادمين دائريين كبيري الحجم يقسمان الصدام الخلفي إلى 3 أثلاث بتصميم رياضي بحت.
التصميم العام للسيارة نما بشكل كبير خلال فترة زمنية قصير من عمر هذه الفئة، و تحسنت بشكل مثير فعلاً، و أصبح لها قوة حضور أكبر من أي جيل سابق، كما أنها أصبحت أقرب لشقيقتها الكبرى R8 في العديد من العناصر منها الإنارة الأمامية و الخلفية و الواجهة الأمامية بشكل عام.
الداخلية 10/9
داخلية TT الجديدة قد تعتبر النقطة الأهم في تصميم السيارة ككل، فهذا التصميم سيكون المرجع الأساسي الذي ستنطلق منه أغلب تصاميم أودي المستقبلية، و ذلك لتصميمه المستقبلي البسيط، و الذي يركز على تلبية كل احتياجات السائق بشكل أساسي عبر التخلص من شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي الوسطية و تحويلها إلى تجويف العدادات الخاص بسائق و دمج جميع العدادات بشاشة كبيرة الحجم، أما وحدة التحكم بنظام التكييف فتم دمجها ضمن فتحات التكييف الدائرية التي تشبه المراوح أو التوربينات.
يمكن التحكم بشاشة النظام الترفيهي المعلوماتي عبر مقبض دوراني يتواجد في الكونسول الوسطي كما جرت العادة في التصاميم الحالية لجميع سيارات أودي.
اللمسة الرياضية لـTT طالت كلاً من المقاعد و المقود، فالمقاعد الرياضية التي أصبحت أخف بـ2.5 كجم توفر درجة تثبيت ممتازة مع مستويات راحة جيدة جداً عبر المساند الجانبية و مسند الرأس المدمج مع ظهر المقعد، أما المقود فيعتبر تطوير لمقود أودي الأساسي بحصوله على حواف من الألمنيوم لأضلعه المفرغة من الداخل، بالإضافة إلى الحافة السفلية المسطحة. فكانت نتيجة مقاعد الصف الأمامي ممتازة لمختلف الأشخاص بمختلف القامات.
على العكس تماماً، كانت المقاعد الخلفية تكاد لا تكون أكثر من مجرد مظهر، فهي صغيرة و ضيقة جداً بالنسبة لمساحة الأقدام و مساحة الرأس، لدرجة أنك ستلاحظ عدداً من ملصقات التحذير التي وضعتها أودي لتجنب إغلاق باب الصندوق الخلفي على رأس ركاب المقعد الخلفي. ولكن فإن هذه المقاعد مثالية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة حسب كلام الشركة.
أما صندوق التخزين فقد نما بالحجم ليصل إلى إجمالي 305 لتر بزيادة قدرها 13 لتر عن الجيل السابق، و يمكن زيادة حجم التخزين إلى 712 لتر عند طوي المقاعد الخلفية المقسمة 50-50.
النظام الترفيهي المعلوماتي 8/7
كما ذكرت سابقاً، فإن الهوية الجديدة لتصميم داخلية سيارات أودي تعتمد بشكل أساسي على السائق، لذلك تم الاستغناء عن شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي الوسطية ونقلها إلى تجويف العدادات ودمجها بشاشة رقمية كبيرة بمقاس 12.3 إنش بدقة كبيرة تبلغ 1440×540 تعمل بتردد 60 هرتز ما يجعلها دقيقة جداً في عرض عدد دورات المحرك دون تفاوت في الزمن.
يمكن التحكم بهذه الشاشة عبر الأزرار المثبتة على المقود أو من خلال المقبض الدوراني المتواجد في الكونسول الوسطي الذي يتميز بخاصية اللمس لكتابة الأحرف عند البحث. كما يمكن الاختيار بين نمطين لعرض المعلومات بتغير حجم عداد السرعة وعداد دورة المحرك لعرض المزيد من المعلومات.
المشغل الموسيقي 2/2
يدعم المشغل الموسيقي جميع أنواع التوصيلات الخارجية بما في ذلك شبكات WiFi و راديو AM و FM وبثها عبر 12 مكبر صوت عالي الجودة من شركة Bang & Olufsen
اللغة العربية 2/1
للأسف فإن النظام الترفيهي المعلوماتي لا يدعم اللغة العربية كلغة قوائم ولكن يدعم قراءة أسماء الملفات.
نظام الملاحة -/-
لا يتواجد نظام الملاحة في أي من نسخ أودي TT المتوفرة في أسواقنا حالياً، ولكن سيتوفر ابتداءً من شهر يونيو المقبل. حيث يتوقع أن يكون بأداء مبهر و مطور عن الأنظمة الحالية التي هي في الأساس أحد أفضل الأنظمة المتوفرة.
شاشة عرض المعلومات للسائق 2/2
نجحت أودي في جعل مكونات المقصورة تتمحور حول راحة السائق بما في ذلك شاشة عرض المعلومات التي قد تكون هي الأفضل في العالم حالياً بعرضها جميع المعلومات بتصميم بسيط سهل القراءة وسهل التحكم دون تشتيت الانتباه عن الطريق.
تجربة المستخدم 2/2
تطور النظام الترفيهي المعلوماتي MMI في سيارات أودي بشكل كبير خلال فترة زمنية قصيرة، فقد أصبح سريعاً في التنقل بين قوائمه وسلس الحركة ودعم شتّى أنواع التوصيلات الخارجية دون قيود كما كان في السابق.
السلامة 10/9
تقييمات السلامة 5/4
لم يتم تقييم أودي TT الجديدة سوى من قبل Euro NCAP التي قيمتها بـ4 نجوم من 5 في إختبارات السلامة و تحقيقها لنتيجة 81% في حماية البالغين، و 68% لحماية الأطفال، و 82% لحماية المشاة، و 64% في الأنظمة المساعدة، و تعلل Euro NCAP عدم حصول TT على الدرجة الكاملة 5/5 بسبب عدم تماشيها مع المعايير الجديدة التي وضعتها هيئة الإختبارات و السلامة و التي تشدد على الأنظمة النشطة.
أنظمة السلامة و مساعدة السائق 5/5
تذخر أودي TT الجديدة بكم هائل من أنظمة مساعدة السائق، العديد منها ميزة أساسية تتوفر في كل فئات السيارة. من أبرز تلك الأنظمة، هو نظام المكابح الثانوية عند الإصطدامات، و نظام تنبيه قبل وقوع الحادث، و نظام تنبيه السائق عند الشعور بالتعب، و نظام تنبيه الخروج عن المسار، و نظام مثبت السرعة النشط، و نظام الثبات و نظام و حساسات أمامية و خلفية، و كاميرا خلفية، و نظام الركن الآلي المتواجد كخيار أساسي في TT.
القيادة 10/8
فئتين أساسيتين لأودي TT هي الخيارات المتوفر في أسواقنا حالياً، كلا الخيارين يقدمان محرك 4 سلندر سعة 2.0 لتر بقوة 230 حصان لـTT و 286 حصان لـTTS، يتصل المحرك بناقل حركة أوتوماتيكي S Tronic من 6 سرعات ينقل القوة إلى العجلات الأمامية، أو العجلات الأربعة عبر نظام كواترو الذي يتوفر كخيار أساسي في TTS و TT بمحرك 45 TFSI مثل التي كانت بحوزتنا للتجربة، و خيار إضافي لباقي الفئات. تتسارع TT بمحرك 45 TFSI بنظام كواترو من 0 إلى 100 كم/س خلال 5.3 ثانية، قبل أن تصل إلى سرعتها القصوى البالغة 250 كم/س، بينما تتسارع TTS من 0 إلى 100 كم/س خلال 4.6 ثانية قبل الوصول إلى سرعتها الفصوى البالغة.
يتواجد نظام كواترو في TT بهيئة مطورة يعمل بنظام هيدروليكي ينقل القوة إلى العجلات الأمامية في حالة القيادة العادية، و إلى العجلات الأربعة عند القيادة الرياضية، ما يوفر درجة ثبات ممتازة، آمنة، و ممتعة في نفس الوقت.
نظام التعليق يتسم بصلابة عالية و لكنها غير مزعجة على موكنات السيارة الداخلية، في الحقيقة كان لأودي TT توازن جميل بين الصلابة المطلوبة للأداء الرياضي، و المرونة المحببة للقيادة الإعتيادية.
زوايا الرؤية قد تبدو غير مبشرة من الخارج، و لكن ما إن تجلس في الداخل حتى تجد أنها أفضل بكثير مما تتصور بمساحات زجاجية مناسبة و وضعية جلوس مريحة، يعود الفضل في ذلك إلى إلى التصميم الخارجي ككل، و الذي بالمناسبة يقدم أفضل معامل جر في هذه الفئة من السيارات الرياضية الصغيرة يبلغ 0.29 ما يحسن من انسيابية الهواء عبر التصميم الايروديناميكي للواجهة، و الذي يزيد من ثبات السيارة بمساعدة الجناح الخلفي الذي يفتح عند سرعة 120 كم/س، و يعمل على إنشاء قوة دفع سفلية تصل إلى 50 كجم عند سرعة 250 كم/س.
إذا قمت بالتدقيق على مؤشر ناقل الحركة في العدادات، ستجد أن رقم النسبة “على سبيل المثال 5” سيختفي ما إن تزيل قدمك من على دواسة التسارع، و ستظهر من جديد برقم مغاير عند الضغط على الدواسة مرة أخرى، هذا يحصل عند القيادة بالنمط الإقتصادي Economic، و السر من وراء هذا أن ناقل الحركة يقوم فصل النسب و كأنه في وضعية N لتوفير أفضل في البنزين، ثم يعود و يعشق النسبة الأفضل حسب الحاجة عند الضغط على الدواسة. ميزة رائعة ساهمت بتحسين استهلاك الوقود بنسبة كبيرة فعلاً.
بشكل عام، جو القيادة داخل TT ممتاز من الناحية الرياضية، فحتى صوت العادم يبدو و كأن المحرك أكبر من مجرد 4 سلندر سعة 2.0 تيربو، أما التسارع و قوة الكبح و مستوى الثبات فكانوا على الموعد لجعل TT أقرب ما تكون لسيارة رياضية حقيقية كما وعدت أودي بالضبط، مقارنة بالأجيال السابقة، ما يجعلني متحمساً جداً لـTT RS الجديدة و التي تجعلني شبه متأكد بأنها ستحرج العديد من الأسماء الكبيرة من فئات و محركات أكبر!
أرقام
تصوير M Noor Kebbewar
الخلاصة
أثبتت أودي TT أنها على الطريق الصحيح لتكون سيارة رياضية بإمتياز، تطور هائل في فترة زمنية قصيرة على مدى 3 أجيال من ناحية التصميم و القوة و الأداء و التجهيزات، ستقدم لك أداء مفاجئ أكبر مما تتوقعه، ممتازة للقيادة اليومية المريحة، و الرياضية الحادة بالنسبة لمحركاتها و فئتها و سعرها كسيارة ألمانية من شركة فاخرة.
التقييم النهائي
- الشكل الخارجي المميز
- تصميم داخلي ثوري
- تجهيزات مبهرة الكمبية و النوعية
- أداء ممتاز لفئتها
- مساحة المقاعد الخلفية
- صندوق أمتعة غير عملي