إذا اردت ان تعرف شركة سيارات لديها إصرار الوصول للهدف مهما طال الزمن، فلا تنظر لأبعد من كاديلاك. فمنذ ثلاثون عاماً وهي تحاول جاهدة الدخول في منافسة مع السيارات الأوروبية في السيارات الصغيرة والمتوسطة.
كاتيرا وسيمارون هي أسماء لموديلات كاديلاك سابقة حاولت فيها الشركة الدخول في قطاع مختلف عن السيارات الكبيرة الفخمة. كل واحدة منهن عبارة عن محاولة كسولة انتهت بفشل ذريع.
كنت ولا زلت اعتقد أن إدارة شركة جنرال موتورز هي أكثر الشركات الأمريكية عشوائية بسياستها ناحية سياراتها. فهي لا تملك تخطيط فورد، ولا جرأة كرايسلر. وكبر حجمها وكثرة موديلاتها يشعرك بعدم التركيز على كل منتج بالشكل المطلوب.
ولكن يبدو الأمر مختلف تماماً عند النظر إلى كاديلاك. ومتى بدأ الأختلاف تحديداً؟ عام 2003، في العام الذي قدمت فيه سيارتها CTS كمنافس لحجم السيارات المتوسطة الألمانية. عندها فقط، بدأ عهد جديد للشركة.
ما سبب نجاح CTS؟ السيارة حملت روح جديدة وسعرها ومواصفاتها ساعدا على المبيعات في وقت كانت فيه سيفيل وديفيل هما السيدان الوحيدتان لدى كاديلاك وتصنفان ضمن السيارات الكبيرة.
وفي 2008 تمكن جيلها الثاني من تكملة نجاح قصتها بموديلات إضافية – كوبيه وسبورت واجن – مما انعكس بأرقام مبيعات عالمية مرضية جداً. ويبدوا أن كاديلاك لن تتنازل بسهوله لما وصلت إليه، وتصميم CTS 2014 الجديدة كلياً خير برهان على ذلك.
ومن جهة أخرى، تحصد ATSالجديدة نجاح توجه كاديلاك. وبدون مقدمات اصبحت منافس للفئة الثالثة من بي إم دبليو ومرسيدس سي كلاس حيث اعلنت الشركة ان الطلب على السيارة في الولايات المتحدة كان له دور أساسي بإرتفاع مبيعات الشركة خلال الثمان شهور الماضية. وحالياً جاري العمل على كوبيه منها ليبدأ الإنتاج في بداية العام القادم.
الإبداع في ما فعلته كاديلاك في السنوات الأخيرة، بالنسبة لي، ليس بنجاح سيارة واحدة أو اثنتان. لكن الإبداع هنا في القدرة على قلب مفهوم ونظرة مجتمع كامل لسيارات الشركة.
لا يعلم الكثير ان لقب كاديلاك لسنوات طويلة في الولايات المتحدة كان “سيارة الأجداد” Grandparents Car. وفكرة إمتلاكها لم تكن تراود أي شخص تحت سن الستين، حيث ان معظم زبائنها هم من المتقاعدين وكبار السن.
أمّا الآن، أعمار ملاّك CTS و ATS ساهموا بتغيير المفهوم السائد. وساهمت الفئة V بجذب شباب أصغر سناً اصبحوا يقارنون آدائها بآداء M من بي إم دبليو وAMG من مرسيدس.
لذا، لم استغرب عندما اعلنت كاديلاك قبل أشهر تحقيق أرقام مبيعات لم تحققها من 37 سنة (اقرأ عن الخبر هنا). ونظراً لتوجّه الأسواق العالمية، أتوقع ان يستمر نجاح الشركة معتمداً على هاتين السيارتين لفترة طويلة.
وسواءً كنت من محبين سيارات كاديلاك أو لم تكن، إلاّ أن اسلوب الجهد المبذول من قبل الشركة للوصول للهدف والإصرار على الإستمرار فيه هو اسلوب يستحق كل الإحترام.