تعتبر كورفيت أسطورة أمريكية ومن أشهر السيارات الرياضية في العالم. وهي إحدى سيارات شركة “شيفروليه” العريقة إلا انها تملك شعارها الخاص بها. وسعرها المنخفض، مقارنه بآدائها الرياضي الجبَار، الذي يعد إحد العوامل الرئيسية لنجاحها. وبما أن الكثير ممكن أن يقال عنها، إلا أنني أودَ التحدث بأختصار عن كورفيت من وجهة نظر شخصية، متعلقة بالتصميم، قد لا تعجب بعض ملاك وهواة كورفيت .
في السابق، كنت اعتقد أنه كان يجب على شركة جنرال موتورز الفصل التام بين كورفيت وشيفروليه. بحيث يكون أسم كورفيت علامة تجارية مستقله تحت مظلة GM تتبع سياسة وتخطيط منفصلين تماماً عن السيارات الأخرى للشركة. حيت ممكن أن ينتج منها أكثر من موديل بأحجام ومسميات ومحركات مختلفة. كـموديل أصغر حجما بمحرك V6 ثنائي التيربو، وموديل أكبر حجماً بمحرك خلفي ودفع رباعي مع الحفاظ على هوية كورفيت بجميع الموديلات. ولكن بما أن الواقع غير ذلك، إلا إني أرى أن GM لم تعطي كورفيت الأهتمام الذي تستحقه خاصة في الستة عشر عاماً الأخيرة. وتحديداً منذ البدء بالتخطيط للجيل الخامس (C5) وحتى تقديم الجيل السابع الجديد (C7) والذي تم الكشف عنه مؤخراً في معرض ديترويت للسيارات .
فعند النظر في الأربعة أجيال التي سبقت C5 ، تجد أن كل منها انفردت بشكل مختلف تماماً عن الآخر بتصميم فريد لا يشبه أي سيارة أخرى من داخل أو خارج الشركة. وهذه السياسة باعتقادي كان لها الفضل لوصول شعبية كورفيت لما هي عليه اليوم.
إلاَ أن تصميم C5 والذي بدء عام 1997 كان – وباعتراف GM في ذلك الوقت – منسوخ كلياً ، من ناحية الآداء ووضعية المقصورة ، من سيارة أكيورا NSX (والتي كانت من أنجح السيارات الرياضية في التسعينات، تصميماً وآداءً ومبيعاً). ومع التطور الملحوظ لآداء C5 ، إلا ان خارجيتها كانت تبدو وكأنها C4 لكن بخطوط أكثر انحناءً. هذا مع عدم تقبل هواة كورفيت بأن يكون مفهوم الموديل الجديد للأسطورة منسوخ من سيارة عمرها لا يتعدى الـست سنوات.
ولحقتها C6 عام 2005 بتغييرات خارجية وداخلية – لا اعتبرها جذرية – أكثر ما يميزها المصابيح الخلفية الدائرية المشهورة بها كورفيت، والتي رجعت بعد انقطاع 14عام. وفي كلا الجيلين (C5 و C6) كان تصميم المقصورة الداخلية، مقارنة بسابقاتها، مُملَ ولا يوحي أنه لسيارة رياضية على الإطلاق.
وعند تقديم الـ C7 حديثاً، لفت نظري أن شكل السيارة الخارجي مميز وفريد. وأعجبني أن التصميم الداخلي للمقصورة جذاب ومستوحى من مقصورة الـ C4. ولكن عند التدقيق أكثر بالتفاصيل، مقود الـ C7 مشابه لمقود كاديلاك ATS الجديدة وشيفروليه كروز! (كما كان مقود C6 مطابق تماماً لمقود شيفرولية ماليبو!) كما لو أن الشركة عاجزة عن تصميم مقود رياضي مميز ومخصص لكورفيت ، كمقود سيارات الـ SRT مثلاً. وخلفيتها مستوحاة من كومارو!، كما لو أن كورفيت لا تملك تاريخ عمره ستون عاماً وستة أجيال غنية بتصاميم متنوعه وفريدة لتستوحى منها .
مع ذلك، ومع إيماني التام بأن إسم وآداء كورفيت كفيلان بنجاح أي تصميم. إلا أنها عادت كما تعود عليها عشاقها، جديدة كلياً لا تشبه أي سيارة أخرى ولا حتى من سابقاتها. واتوقع أن نجاح C7 في المبيعات سيتفوق عن أي جيل سابق، فالحماس والإثارة والإعجاب الذي بدأ منذ لحظة الكشف عنها كفيله بضمان ذلك.
بعض حقائق كورفيت:
– أول كورفيت تم تقديمها كان عام 1953 وتم صنع 300 سيارة منها فقط كلها بلون واحد ، أبيض وداخلي أحمر
– الجيل الثاني (1963-1967) كان أول كورفيت تحمل إسم Sting Ray
– احتفلت GM عام 1992 بصنع كورفيت رقم مليون وكان لونها مطابق لأول كورفيت تم صناعتها ، أبيض وداخلي أحمر
– (C4) كان أكثر جيل شعبية ومبيعاً (1984-1996) حيث تم بيع 364,180 سيارة منها
– مجموع مبيعات كورفيت من نشأتها وحتى نهاية 2012 هو 1,357,293 سيارة
– تم إيقاف إنتاج (C6) الخميس الماضي بنهاية شهر فبراير 2013
– آخر سيارة كانت باللون الأبيض كشف وداخلية باللون الكحلي ، ليست مخصصة للبيع وسيحتفظ بها بمتحف GM
– تم صنع 215,100 كورفيت C6 خلال تسع سنوات
– سيبدأ إنتاج (C7) الجديدة – والتي ستحمل إسم Stingray مجدداً – ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الجاري