متى كانت آخر مره سمعت فيها من أحد أقاربك أو اصدقائك أنه يرغب بشراء سيارة فولفو؟ أو حتى يضعها كاحتمال لإحدى خياراته؟ أو على الأقل معجباً بأحدى موديلات الشركة مؤخراً؟ متأكد أن جواب الأغلبية سيكون بالسالب.
الأسبوع الماضي، أتصل بي أحد الأصدقاء طالباً مني مرافقته لبعض معارض السيارات لإلقاء نظرة على بعض موديلات السيارات الجديدة رغبةً منه بشراء سيارة من فئة الحجم المتوسط. وبعد الانتهاء من المرور على عدة وكالات ومشاهدة عدة موديلات لمحت وكالة فولفو على الطريق وطلبت منه الوقوف عندها لمعرفة جديدهم . ردة فعله كانت: باللهي من يشتري فولفو الحين؟
طبعاً ردة فعله زادت من فضولي لمعرفة ما الذي حل بشركة اجتهدت باخلاص لسنوات طويلة لتؤسس سيارات مشهورة بالصلابة والاعتمادية. وكانت رائدة في تقديم الأبتكارات وأساليب وأنظمة السلامة بسيارات السيدان والسيارات العائلية.
هل تعلم أن فولفو أول من استخدم الزجاج الآمن (لا يتناثر عند الحوادث) في سياراتها عام 1944؟ وأن حزام الأمان المستخدم اليوم بجميع السيارات هو من اختراع احد مهندسي فولفو عام 1958؟ وأن فولفو أول من قدم الوسائد الهوائية على الأبواب وفرضته على جميع موديلاتها عام 1996؟ وغيرها الكثير من الانجازات الاستباقية.
ورجوعاً للمعرض، لم يكن هناك إلا شخص مبيعات واحد، ومدير معرض يدخن خلف مكتبة الزجاجي لم يعيروننا أي اهتمام. رجل المبيعات أعطانا نظرة سريعة اعتقد كان محتواها: ما يحتاج أتعب نفسي واروح لهم، ثواني وهم طالعين. للوهلة الأولى احسست بأننا داخل متحف، هدوء قاتل وإضاءة سيئة تظهر السيارات بصورة أسوأ من واقعها، وتصاميم أكل عليها الدهر، والجديد منها لا يستطيع إلاً أن يخمد حماس أي عاشق للسيارات عند النظر إليها. مع وجود موديلات 2011 لم تباع حتى الآن!.
أخذنا وقتنا بتفقد S60 والمفترض انها منافسه لسيارات الفئة الثالثة من BMW، أودي A4 وفئة C من مرسيدس. وبينما سعرها جداَ منافس ويبدأ من 126,000 وحتى 156،000 ريال للفئة الرياضية منها, إلاً أن حجمها أصغر بكثير من منافساتها وسعة مقصورتها أصغر من الكورولا ! وعلاوه على ذلك، السيارة لا يمكنها إشعال شرارة الحماس لمن ينظر إليها، ولا يوجد بها لا من الداخل أو الخارج أي نوع من الجاذبية ! ومثلها مثل كل جديد تقدَمه فولفو مؤخراً، تحسسك بأنها كان ممكن أن تنجح لو تم انتاجها قبل عشر سنوات.
وضع فولفو جداً غريب بالنسبة لي. نعم فولفو لا تزال تملك السمعة الإيجابية، وهو ما يستغرق أي شركة سيارات عشرات السنين من العمل المتواصل والمثابرة للحصول عليها، ولكن مبيعاتها لا تصل لمستوى السمعة ! ومن يعرف ماضي فولفو جيداً ويرى حاضرها، يصعب عليه التنبؤ بنجاح خطط الشركة لمستقبلها.
إذاً ماذا حصل؟ كيف اصبحت فولفو خارج أي منافسة؟ لماذا اصبح اسمها شبه منسي في عالم السيارات؟ هل هو تقصير في التسويق؟ أم المشكلة في تصميم سياراتها؟ هل الجودة لم تصبح من أولويات المشتري؟ وبغض النظر عن الأزمة المالية التي مرت بها، جميع الشركات تعاني من فترة إلى أخرى، إلا ان مشكلة فولفو باعتقادي يصعب تحديدها.