لا أعتقد أن هناك أحدٌ أسعدَ باستمرار محركات V8 في الانتاج من جيريمي كلاركسون مقدم برنامج توب جير السابق المثير للجدل، ففلسفته تقوم على الترويج للمحركات الكبيرة ذات التنفس الطبيعي مقابل المحركات الصغيرة بالتيربو، وكذلك الكثير من عشاق المحركات يوافقه الرأي، و لكن مالسبب الذي يدعوا الشركات لاستبدال المحركات القوية والضخمة لصالح محركات صغيرة ذات فعالية أعلى، هو اشتراطات تقليل انبعاثات الكربون و معدلات صرف الوقود للشركات، فعلى مصنعي السيارات الآن أن يجدوا وسيلة لخفض ضررهم على البيئة وإلا سيواجَهوا بمنع بيع سياراتهم في العديد من أسواق العالم الكبرى.
مجموعة فيات كرايسلر العالمية هي إحدى أكبر مصنعي السيارات في العالم، و تمتلك المجموعة عدة علامات تجارية منها ألفا روميو ودودج و مازيراتي وفيراري، بالإضافة لكل من جيب و كرايسلر و رام، فكما تلاحظون جزء كبير من هذه العلامات التجارية أو الشركات يستخدم محركات V8 في أسطوله، وهذا ما يتسبب في رفع نسبة التلوث الكلية التي تنتجها الشركة في السنة وكذلك نسب صرف الوقود بالطبع، فلكل شركة حد معين من نسب الكربون في السنة ينبغي أن لا تتجاوزه حتى يسمح لها بالبيع في أسواق العالم الكبرى، ولكن يمكن حل تلك المشكلة بشراء اعتمادات من شركات لها نسب كربون قليلة جدا كشركة تيسلا مثلا، أو الاستثمار في صناعة محركات أصغر و أقل توفيرا في استهلاك الوقود و نسب انبعاثات الكربون.
بحسب هيئة حماية البيئة الأمريكية EPA فإن مجموعة فيات كرايسلر هي أكثر الشركات شراءً لاعتمادات تخفيض الانبعاثات في 2013، و لذلك يقول مدير المجموعة Sergio Marchionne في مقابلة مع موقع Automotive News الشهر الفائت “نحن اكتسبنا خبرة في شراء الإعتمادات، فشراؤها هو أوفر علينا من دفع المال لخفض الانبعاثات حاليا” و عند سؤال ماركيوني حول ما إذا كانت تلك القوانين ستجعلهم يتوقفون عن استخدام محركات الـ V8 لصالح محركات أصغر فأجاب بالنفي قائلا ” لا، نحن سنقوم بالتعويض عن ذلك، في كل مرة نتجاوز فيها الحد سنقوم بالتعويض، و التحدي الأكبر لنا هو أن نتوصل لصنع سيارة سيدان صغيرة الحجم لها تأثير إيجابي على نسب غازات الدفيئة.”
لكن لا تستطيع المجموعة شراء اعتمادات من الشركات إلى النهاية فلا بد للمهندسين أن يجدوا حلولا بديلة، فيقول ماركيوني “علينا أن نجد حلا، لدينا مجموعة من المهندسين يعملون في المحركات ليحاولوا ايجاد حل للمشكلة.” ، لكن حتى بعض الحلول التي طبقتها الشركة مسبقاً لتقليل نسب الانبعاثات كاستخدام ناقل حركة 9 سرعات واجهت شكاوي من المستهلكين حول أدائها، لكن ماركيوني أجاب بأن ناقل الحركة الجديد المطور لـ2016 ستسكت تلك الشكاوي.
على كل حال سيتوجب على مجموعة فيات كرايسلر الإسراع بتطبيق بعض الحلول الفعالة على مدى طويل من الزمن بدلاً من شراء الاعتمادات قصيرة الأجل ، و ترك التفكير في الخداع كحل لتقليل نسب الانبعاثات كما فعلت فولكس واجن في أمريكا والذي من شأنه أن يؤدي إلى غرامات كبيرة تجعل خطط الأبحاث والتطوير لتقليل نسب التلوث تذهب أدراج الرياح.