بعدما نمت إحدى أنجح سيارات أسطول شركة فورد و هي توروس بالحجم، من سيارة سيدان متوسطة الحجم Mid-Size Sedan، إلى سيارة سيدان كاملة الحجم Full Size Sedan، كان يجب على فورد أن تعود و بقوة ببديل آخر يحل محل توروس في الأسواق الأمريكية بشكل خاص و في الأسواق العالمية كأحد ممثلين السيارات الأمريكية بشكل رئيسي ضمن هذه الفئة بشكل عام. لذلك عملت فورد على طرح فيوجن، و المسماة أيضاً بمونديو في مختلف الأسواق، و التي حرصت الشركة على أن تكون نقطة قوتها في أن تكون “سيارة عالمية” بمختلف المقاييس، ابتداءً من معايير السلامة و الجود، وصولاً إلى المزايا الوافرة مقابل السعر.
طرح الجيل الأول من فيوجن في عام 2006، و كان نقطة بداية قوية لولادة هذه الفئة الجديدة التي تتشارك بقاعدة العجلات مع كلاً من لنكولن MKZ و ميركوري ميلان التي كان يتم إنتاجها بذلك الوقت، لتنافس و بشدة تويوتا كامري و هوندا أكورد على سوق السيارات المتوسطة، حيث كانت تتوفر بخيارات متعددة تعتمد على خيارين من المحركات التي تناسب شريحة كبيرة من الزبائن، كما أنها نالت على تقييمات مبهرة للسلامة بحصولها على خمس نجوم من خمسة في مختلف الإختبارات.
و في خلال عام 2010، حصلت فيوجن على تحديثات كبيرة على الجيل الأول، يراها البعض تغييرات جذرية أكثر مما هي مجرد تغييرات منتصف العمر، فقد تضمنت هذه التغييرات إعادة تصميم الشكل الخارجي و الداخلي بالكامل لفيوجن، و إضافة خيارين جديدين من المحركات أحدهما يعمل بنظام هجين، بالإضافة إلى نظام SYNC بشاشة تعمل باللمس، و شاشة LCD لعرض المعلومات في تجويف العدادات و الكثير غيرها من التغييرات الإيجابية، ما زاد من قوة اسم فيوجن بحلتها الجديدة أمام منافسيها.
ظل إنتاج الجيل الأول من فيوجن مستمراً حتى نهاية عام 2013، عندما قدمت فورد الجيل الثاني لها، و الذي يتمتع بتصميم جريء يعتمد على مفاهيم فورد التصميمية الجديدة، مع زيادة مستوى الجودة و الرفاهية، و التركيز بقوة على أنظمة السلامة و حماية الركاب كما سنرى في تقريرنا هذا.
التصميم الخارجي 10/8
تصميم فورد فيوجن الخارجي هو أحد أبرز نقاط قوتها، فعند النظر إليها ككتلة واحدة، سترى تناغم جميل بين الخطوط المنحوتة على غطاء المحرك و جانبية السيارة، و الممتدة إلى الخلف لتشكل مظهراً عامة رياضياً به لمسة من الشراسة و الفخامة.
أما عند تدقيق النظر إلى التصميم الخارجي لفيوجن، و التركيز على عناصرها كل على حدة، سترى إهتمام بأدق التفاصيل صغيرة كانت أم كبيرة، التي بدورها ستترك إنطباعاً إيجابياً عن الجهد الذي بذلته فورد في إعادة تصميم فيوجن باستخدام العديد من العناصر التصميمة الجديدة التي أصبحت من هوية فورد في أغلب الأجيال الجديدة من سيارات أسطولها.
فالواجهة على سبيل المثال تحتوي على شبك سداسي الأضلاع يتخلله خطوط أفقية تتزين بالكروم العاكس ما زاد فخامة التصميم الخارجي و قوة حضوره، هذا الشبك محاط بمصابيح عرضية مسحوبة إلى الخلف بتصميم مائل زاد من طابع الرياضي العام لفيوجن.
لا يقل تصميم جانبية فورد فيوجن قوة عن باقي أجزاء السيارة، إذ تتمتع بخطين زادا التصميم الإنسيابي بالعمل مع السقف الذي ينحدر بدرجة ميلان تذكرنا بتصميم سيارات الكوبيه ذات الأربعة أبواب القادمة من ألمانيا. أما المرايا الجانبية فأصبحت الآن مثبتة على الأبواب بدلاً من تثبيتها على زاوية النوافذ للعمل على زيادة عزل صوت الهواء على السرعات العالية مع تحسين الإنسيبابية.
تكتمل إنسيابية التصميم الخارجي لغاية الوصول إلى حفة غطاء الصندوق التي تتخذ شكل يحاكي الخطوط التصميمية التي تنطلق من مقدمة غطاء المحرك، لتشكل ما يشبه الجناح الصغير المدمج، يحده من الأسفل المصابيح الخلفية و التي تعمل بتقنية الـLED و الممتدة إلى الربع الخلفي الأخير من السيارة.
تتوفر فيوجن بـ 9 ألوان للخارجية، هذه الألوان تتنوع ما بين الأحمر و الأزرق و الأبيض و الأسود و الرمادي و تدريجات منها، و بسبب جاذبية تصميم الخارجية، مهما كان إختيارك للألوان الخارجية فإنه سيبدو جميلاً و سيبرز جمال الخطوط التصميمية لها.
الداخلية 10/8
التصميم 2/2
من اللحظة التي تجلس فيها في فيوجن 2014، ستلاحظ مدى حداثة و عصرية التصميم الداخلي الذي يكمل ما بدأ به التصميم الخارجي، حيث يعتمد على البساطة المريحة للعين.
مركز قوة تصميم داخلية فيوجن تتمثل في منتصف المقصورة التي تتمتع بتصميم عصري مائل و نحيف ليخلق من خلفه مساحة تخزين كبيرة، حيث يتواجد في منتصف المقصورة شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي و التي تعمل باللمس و من أسفلها مفاتيح بسيطة التصميم للتحكم بوحدة التكييف و التي تعمل باللمس أيضاً.
للوصول إلى أقصى درجات البساطة، قامت فورد باعتماد شاشة اللمس للتحكم بالنظام الترفيهي و وحدة التكييف بشكل أساسي مع إمكانية التحكم بهما من خلال الشاشة الخاصة بالسائق الموجودة على الجهة اليمنى من العدادات عن طريق أزرار مثبتة على المقود، و بتحويل أكبر عدد ممكن من المفاتيح الخاصة بالقيادة إلى قائمة رقمية على الشاشة أخرى موجودة على الجهة اليسرى في نفس التجويف، يمكن التحكم بها من خلال أزرار منفصلة متواجدة على الجهة اليسرى أيضاً.
الجودة 2/2
كما هو متوقع في سيارة من فئة سيدان ذات الحجم المتوسط، خليط من المواد ذات القوة البنيانية الجيدة و العمر الطويل تغطي أغلب المساحات في الداخلية و الذي زاد من جمالها هو اللمسة التصميمية العصرية التي أظهرت بريق تلك المواد.
يغطي البلاستيك الطري أغلب مساحات المقصورة، مع تداخلات ذات تصميم أنيق من التلبيسات ذات طابع الألمنيوم المحيطة بتلبيسات خشبية المظهر، و التي تعمل معاً لتشكل فاصلاً ينقل التصميم بين الطبقات العليا و السفلى في الداخلية، حيث تكون الطبقة السفلى بلون مغاير يطابق لون المقاعد، مثل اللون الأسود للطبقة العليا و لون البيج في السفلى كما هو الحال في السيارة التي كانت بحوزتنا.
نفس التلبيسات التي تأتي بلون الألمنيوم تحيط بلوحة شاشة النظام الترفيهي المعلوماتي، و فتحات التكييف، و تجويف العدادات، و تلبيسات الأبواب، و مقبض ناقل الحركة، و المقود. أما الكونسول الوسطي فتغطيه تلبيسات أخرى بلون البيانو الأسود، و الذي يجب عليك الإنتباه من ترك بصماتك عليه إن كنت من مهووسي النظافة نظراً لسهولة إتساخه.
أما المقاعد و مساند اليد الوسطية و مساند اليد على الأبواب، فهي مغطاة بجلد ذو ملمس ناعم و مريح، زاد من جماله التصميم البسيط و الذكي الذي يسمح بتهوية ظهر الراكب بكفاءة عالية.
سهولة الإستعمال 2/1
بغض النظر عن فكرة التصميم العصري البسيط، إلا أن استعمال مفاتيح تستشعر اللمس في المقصورة ليست فكرة سديدة في أي سيارة كانت، فحساسية اللمس العالية و عدم وجود بروز واضح للأزرار، سيصعب عملية التعود على أماكن تلك المفاتيح ما يولد تردد قبل أن تفكر أن تضغط على مفتاح خفض درجة حرارة التكييف على سبيل المثال دون النظر خوفاً من أن تضغط على مفتاح إيقاف تشغيل وحدة التكييف بالكامل دون أن تنتبه، مما سيعمل على تشتيت تركيز السائق من على الطريق.
أما شاشة اللمس الخاصة بوحدة النظام الترفيهي و وحدة التحكم، فبالرغم من بساطة تصميمها و سهولة فهمها، إلا أن الخيارات الظاهرة على الشاشة صغيرة الحجم و يصعب استعمالها أثناء القيادة ما يمكن أن تشتت السائق أيضاً.
و لكن كان هنالك بديلان اثنان عملا على حل هذه المشكلة، و هما التحكم بكل تلك الخصائص بما فيها وحدة التكييف عن طريق أزرار المقود، أو عن طريق الأوامر الصوتية و التي تعمل بكفاءة عالية جداً على مبدأ مشابه إلى حد ما آلية عمل “سيري” في أجهزة الأيفون من أبل.
الراحة 2/2
على الرغم من تصميم السقف المنحدر، إلا أن هذا لم يؤثر على المسافات لرؤوس الركاب في المقعد الخلفي، الذي يستطيع تحمل أشخاص طوال القامة دون إزعاج، حتى بالنسبة لمساحة الأقدام التي تم زيادتها باستعمال مقاعد رفيعة للصف الأمامي.
أما مقاعد الصف الأمامي، و بالرغم من إرتفاعها، إلا أنها توفر مستويات راحة عالية بفضل نوعية الجلد المستعمل و مدى راحة الفرش دون التضحية بمستويات التثبيت الجيدة، بالإضافة إلى زوايا رؤية ممتازة لمختلف جوانب السيارة الناتجة عن المساحات الزجاجية الواسعة.
العمل على زيادة العزل الصوتي جاء بثماره على خلق جو هادئ داخل المقصورة بعيدة عن صوت الرياح أو صوت المحرك الذي يعمل بهدوء كبير. أضف على ذلك نظام التعليق أيضاً الذي عمل على وضع لمسته في ديناميكية القيادة اليومية التي تضع “الراحة” في مقدمة أولويتها.
أما بالنسبة لمدمني مواقع التواصل الإجتماعي على الهاتف المتحرك و الذين يعانون من إنخفاض شحن الهاتف بصورة مستمرة، فإن فورد وفرت قابس كهربائي ثلاثي يمكن من خلاله وضع أي شاحن منزلي لأي هاتف متحرك أو وصل أجهزة كهربائية أخرى، و ذلك بجانب منفذ السيارة الإعتيادي ذو الـ12 فولت.
مساحات التخزين 2/1
يتمتع صندوق الأمتعة بحجم كبيرة يصل إلى 16.5 قدم مكعب، ما يعادل حوالي 467 لتر ما يجعل فيوجن متفوقة على غالبية منافساتها من نفس الفئة. يزيد من كفائة تصميم الصندوق مدى عمقه و سهولة تحميل الأمتعة و إخراجها نظراً لفتحة الصندوق الواسعة. بالطبع يمكن زيادة حجم الصندوق عبر طوي المقاعد الخلفية المقسمة بنسبة 40-60.
مساحات التخزين الداخلية ليست بالحجم الكبير أو العدد الوفير، و لكن يحسب لها سهولة الوصول إليها و استعمالها سواء كان ذلك من جهة السائق أو من جهة الراكب، مثل مساحة التخزين المكشوفة خلف الكونسول الوسطي على سبيل المثال و التي يسهل إستعمالها لوضع الهاتف أو المحفظة أو مفاتيح البيت و غيرها.
النظام الترفيهي المعلوماتي 10/7
تتزود فيوجن الجديدة بنظام SYNC MyFord Touch الذي يوفر شاشة تعمل باللمس بمقاس 8 إنش، بالإضافة إلى شاشة أخرى مخصصة للسائق تتواجد في تجويف العدادات يمكن التحكم بها من خلال أزرار مثبتة على المقود كما ذكرت سابقاً، نعود إلى الشاشة الوسطية التي تتميز بتصميم أنيق و بسيط سهل الفهم، حيث تنقسم الشاشة الرئيسية إلى أربعة أقسام أو زوايا.
الزاوية العلوية اليمنى مخصصة للمعلومات، و تقوم بعرض مختلف المعلومات من مثل البوصلة و الرزنامة و التطبيقات التي يدعمها هذا النظام، أما الزاوية العليا اليسرى فهي صفحة الهاتف، و يمكن من خلال إجراء المكالمات و البحث في الأسماء، أما الزاوية السفلى اليمنى يمكن من خلالها التحكم بوحدة التكييف بالكامل دون الحاجة للعودة إلى مفاتيح اللمس في المقصورة، و أخيراً الزاوية السفلى اليسرى مخصصة لكل ما هو متعلق بالمشغل الموسيقي
المشغل الموسيقي 2/2
المشغل الموسيقي في فيوجن يوفر خيارات كبيرة جداً من أساليب التشغيل المختلفة، يدعم SYNC MyFord Touch منافذ الـUSB و الـCD و البلوتوث و قراءة بطاقات ذاكرة من نوع SD، بالإضافة إلى القرص الذي يمكن تخزين عليه الملفات دون الحاجة إلى أي توصيلات، كما تتوفر موجات راديو FM و AM بكل تأكيد.
و إن كان هذا لا يكفي، فإن فورد قامت بوضع منافذ لمشغلات الفيديو عبر التوصيلات الحمراء و البيضاء و الصفراء، و التي يمكن من خلال توصيل أجهزة البلايستيشن أو الإكس بوكس أو مشغل DVD أو Blu-Ray أو … إلخ، لتفتح لك خيارات كبيرة ليستمتع الركاب معك بمقاطع الفيديو على طرقات السفر الطويلة.
الملاحة 2/1
شكل نظام الملاحة في فيوجن علامة استفهام لدي، فهو ليس ضمن قوائم SYNC MyFord Touch بل هو نظام منفصل تماماً، و طريقة الوصول إليه تتلخص بالضغط على “سهم اليسار” على المقود لمدة طويلة لتتحول الشاشة الوسطية إلى شاشة الملاحة التي تعمل بنظام iGo الشهير على أجهزة الهاتف المتحرك أو أجهزة الـ جي بي إس، و هو معروف بقوته بسرعته سهولة إستعماله، و لكن في فيوجن كان iGo بطيئاً في الإستجابة، كما أنه كان غير واضحاً على الشاشة الوسطية، و كأنه كان معداً لشاشة أصغر بالحجم و تم تكبيرها بعد الإنتهاء من تصميمه ليبدو مكوناً من بكسلات كبيرة الحجم “Pixelated”.و لكن هذا لم يمنع iGo من إبقائه على نفس درجة السهولة في التعامل مع قوائمه و البحث عن الوجهة المرادة كما هي نسخ الهواتف المتحركة.
اللغة العربية 2/1
للاسف، لا يدعم SYNC MyFord Touch اللغة العربية في القوائم، و لكنه قادر على قراءة الملفات إن كانت باللغة العربية، هذا يقتصر على الشاشة الوسطية فقط، و لكن شاشة السائق لا تستطيع قراءة الملفات إن كانت بالعربية بل تقوم بإظهراها على شكل مربعات فارغة.
أما نظام الملاحة من iGo يحتوي على اللغة العربية كلغة كتابة للبحث عن الوجهات المراد الوصول إليها، كما أنه قادر على عرض أسماء المناطق باللغة العربية أيضاً.
شاشة السائق 2/2
تتواجد شاشتين لعرض المعلومات للسائق على جانبي عداد السرعة، الشاشة الأولى على يمين مؤشر السرعة و هي مخصصة لعرض ملخص ما هو موجود على شاشة اللمس الوسطية مع إمكانية التحكم الكامل بكل محتوياتها من خلال أزرار المقود على الجهة اليمنى أيضاً، و التي يمكن من خلالها التحكم بالمشغل الموسيقي و عرض معلومات الملف و صورة الألبوم، بالإضافة إلى التحكم بوحدة التكييف، و الهاتف مثل إجراء المكالمات منه و استقبالها.
أما الشاشة الثانية المتواجدة على يسار مؤشر السرعة، فهي مخصصة لمعلومات السيارة من مثل إستهلاك الوقود، و المسافة المقطوعة و حرارة السيارة، و خصائص أنظمة السلامة مثل نظام الخروج عن المسار و مثبت السرعة و نظام الثبات و غيرها، و التي يمكن إضافة مؤشر دورات المحرك بصورة رقمية. يمكن التحكم بهذه الشاشة من خلال أزرار تتواجد على الجهة اليسرى من المقود.
سرعة النظام 2/1
لا شك أن لدى نظام SYNC MyFord Touch الإمكانات ليصبح من الأنظمة الترفيهية المعلوماتية القوية، نظراً للكم الكبير من المزايا التي يمكن التعامل معها من خلال تصميم بسيط سهل الفهم، و لكن العائق الأول للوصول إلى تلك المرحلة هي سرعة الإستجابة التي تقع في مكان ما بين المتوسط و الأقل من المتوسط، إذا كان عامل السرعة يعتمد على المعالج لا يسعنا سوى إنتظار فورد لتحسينها في السيارات القادمة أما إذا كان يعتمد على السوفتوير، فبإمكانك تحديثه باستمرار من خلال هذا الرابط.
السلامة 10/10
تقييمات السلامة 5/5
نالت فورد فيوجن على تقييمات مبهرة عند إختبارها من قبل هيئة IIHS الأمريكية بحصولها على لقب 2014 Top Safety Pick+ بعد أدائها الجيد في كلاً من التصادم الأمامي، و التصادم الجانبي، و قوة تحمل السقف، و الحماية عند لحظة الاصطدامام من قبل مساند الرأس و المقاعد، بينما حصلت على تقييم مقبول في التصادم الأمامي الطرفي.
كما حصلت على تقييم خمس نجوم من خمسة في التقييم العام في إختبارات هيئة NHTSA، و على خمس نجوم في التصادم الأمامي، و أربعة نجوم في كلاً من التصادم الجانبي و الإنقلابات.
بينما لم تختبر هيئة EuroNCAP السيارة حتى لحظة كتابة التقرير، و لكن بالنظر إلى نتائج الهيئات الأخرى و بالنظر إلى تاريخ فيوجن في أدائها في إختبارات السلامة عبر الجيل الأول لها، نجد أنها تستحق تقييم 5/5 بكل جدارة و استحقاق، و هذه نقطة قوة كبيرة تحسب لفيوجن أمام منافسيها من نفس الفئة أيضاً.
أنظمة السلامة و مساعدة السائق 5/5
من الواضح أن سلامة الركاب كانت من أولوية مهندسي فورد عند العمل على الجيل الثاني من فيوجن، التي أبهرتنا في تجهيزات السلامة المتوفرة في النسخة الأساسية منها هو احتوائها على 8 وسائد هوائية، بالإضافة إلى تلك الموجودة لحماية ركب الأشخاص في المقعد الأمامي، بالإضافة إلى مسند الرأس التشط، و البلوتوث لإجراء المكالمات دون تشتيت انتباه السائق عن الطريق.
أما في النسخة العليا، فإن قائمة مواصفات السلامة قد تكاد لا تنتهي! بداية من الكاميرا الخلفية مع الخطوط النشطة الظاهرة على الشاشة، وصولاً إلى الحساسات الأمامية و الخلفية و حتى الجانبية التي تعمل معاً لإضافة ميزة أخرى و هي نظام الركن الآلي، و الجدير بالذكر هو تزويد أحزمة الأمان في المقعد الخلفي بآلية نفخ تحت مسمى Inflatable Seatbelt System، و هي الأولى من نوعها في العالم حسب فورد، هذا النظام يعمل عند الوقوع الحوادث بشكل مشابه للوسائد الهوائية، و الفائدة منه هو تقليل الضغط الناتج من الحزام الإعتيادي عند منطقة الرقبة و الرأس خصوصاً عند الأطفال. كما يتلاءم هذا النظام مع مقاعد الأطفال أيضاً.
فورد لم تكتفي بهذا القدر من أنظمة الأمان، بل عملت على تزويد فيوجن بنظام تنبيه الخروج عن المسار و نظام النقطة العمياء، و نظام التحذير من السيارات القادمة من الجانب، الذي يفيد في التنبيه عند وجود سيارة قادمة من أحد الجانبين عند الخروج من الموقف مع وجود عائق خارجي يغطي على زاوية الرؤية لدى السائق.
القيادة 10/7
بالرغم من الخيارات الكثيرة من المحركات في الأسواق العالمية لفورد فيوجن بما فيها الأنظمة الهجينة، إلا أنها تتوفر في منطقتنا بخيار واحد فقط حتى لحظة كتابة التقرير، هذا المحرك هو نفس المحرك المتوفر في الجيل السابق من فيوجن و يتكون من 4 سلندر بسعة 2.5 لتر بقوة 175 حصان تتوفر عند 6000 دورة في الدقيقة، و عزم دوارن يصل إلى 237 نيوتن متر متاحة عند 4500 دورة في الدقيقة، أما ناقل الحركة المتصل بهذا المحرك فهو أوتوماتيكي من 6 سرعات تحت مسمى 6F، و ينقل القوة إلى العجلات الأمامية، ما يسمح لفيوجن بالتسارع من 0 إلى 100 كم/س خلال 9.5 ثانية، قبل الوصول إلى سرعتها القصوى البالغة 200 كم/س.
أما المحرك الثاني الذي مازال غير متوفراً في سوق الشرق الأوسط حتى الان، فيتكون من 4 سلندر أيضاً و لكن بسعة 2.0 لتر EcoBoost، هذا المحرك ينتج قوة أكبر من الأساسي تصل إلى 240 حصان عند 5500 دورة في الدقيقة و عزم دوران يبلغ 370 نيوتن متر عند 3000 دورة، يتصل المحرك بنفس ناقل الحركة 6F المكون من 6 سرعات أوتوماتيكية تنقل القوة إلى العجلات الأمامية أيضاً، يذكر أنه قد يتوفر هذا المحرك في الأسواق في نهاية العام الجاري و بالتحديد في نهاية شهر نوفمبر أو بداية ديسمبر.
أداء نظام التعليق في فيوجن الجديدة كان مبهراً بتقديمه مستويات ثبات جيدة جداً على السرعات العالية أو عند المنعطفات لسيارة سيدان متوسطة الحجم، دون التضحية بمستويات الراحة للقيادة اليومية الإعتيادية، أما بالنسبة لنظام التوجيه فأبرز إيجابياته تتلخص في مدى قساوته المحببة و البعيدة عن ما نراه في أنظمة توجيه إلكترونية ليّنة قد تشعرك بالملل أثناء القيادة، و لكنه يفتقر إلى الإحساس بالطريق و حالة العجلات بشكل عام.
اثر نظام التعليق كان واضحاً على أداء الفرامل أيضاً، فحسب إختباراتنا لفرامل السيارة من سرعة 100 إلى 0 كم/س، حصلت فيوجن على نتيجة جيدة جداً بقطع مسافة تتراوح ما بين 36 إلى 37 متراً للوقوف التام، و بعد هذا الرقم جيداً بسبب كونه مشابهاً لأرقام باقي المنافسين من نفس الفئة بالرغم أنهم أخف وزناً بفارق قد يصل إلى 100 كجم!
إستهلاك الوقود كان من من أبرز العيوب في هذا المحرك، إذ أننا لم نستطع أن نحقق رقم أفضل من 12 لتر / 100 كم كمتوسط إستهلاك على مدى 5 أيام، بالإضافة إلى ضعف أداء المحرك بشكل كبير على فيوجن إذا أنه ما زال يعتمد على تقنيات قد أصبحت “قديمة” حسب مفاهيم اليوم، و هذا ما يبدو واضحاً، لذلك من الأفضل أن نرى نفس السيارة بمحرك الـEcoBoost القادم بقوة و عزم أكبر بكثير مع إستهلاك وقود منخفض، و هذا ما ينقص فيوجن لجعلها متسيدة هذه الفئة بكل إمتياز بجانب تجهيزات السلامة المبهرة.
أرقام
المنافسين
تصوير M Noor Kebbewar
الخلاصة
لا شك بأن فيوجن أصبحت من أقوى سيارات السيدان ذات الحجم المتوسط، فهي الأفضل من ناحية السلامة مقارنة بمنافسيها و من أكثر جمالاً في التصميم الخارجي و الداخلي.
التقييم النهائي
- تصميم خارجي عصري
- تصميم داخلي أنيق وعملي
- مزايا و تجهيزات السلامة و مساعدة السائق الأفضل في فئتها
- ضعف أداء المحرك
- بطئ النظام الترفيهي و المعلوماتي
- إستهلاك وقود مرتفع مقارنة بالمنافسين