الجيل السادس من فورد موستانج هو الأهم في تاريخ هذه السيارة العريقة التي يمتد عمرها لأكثر من نصف قرن. ليس فقط لأنه رفع معايير المنافسة الثلاثية مع كمارو و تشالنجر فحسب، بل ايضاً لأنه يمثل فسلفة فورد الجديدة في تسويق موستانج التي نمت و نضجت لتصبح جاهزة لغزو الأسواق العالمية بشكل عام، و الأسواق الأوروبية بشكل خاص، لذلك، تم تغيير فلسفة التصميم الخارجي أيضاً ليصبح أكثر حداثة و عصرية و ليتماشى مع معايير السلامة حول العالم، بالإضافة إلى عودة خيار محرك الـ4 سلندر بعد إنقطاع دام حوالي 30 سنة منذ أن طرحت موستانج SVO في عام 1984، نعم، محرك فورد EcoBoost الجديد هو ليس أول محرك 4 سلندر يستعمل في موستانج كما يعتقد البعض.
التصميم الخارجي 10/8
كما ذكرت سابقًا بعزم فورد على دخول السوق الأوروبي فكان لابد أن تحصل بعض التغييرات الجذرية على التصميم الخارجي لموستانج. فقد أعادت فورد تصميم موستانج بطريقة ذكية بإعطائها الطابع العصري الحديث مع الحفاظ على أهم العناصر التراثية لهذه السيارة دون أن تنسى بأن تضع بصمة الشركة لتوحيد واجهة موستانج مع باقي أسطول فورد والنتيجة كانت مذهلة بالفعل بتصميم خارجي جميل وملفت للنظر ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا حتى كارهي سيارات العضلات حتى و إن وجدوا أنّ التصميم قد ابتعد قليلاً عن هوية هذه الفئة.
أبعاد السيارة كانت متناسقة بشكل جميل بمقدمة طويلة ومؤخرة قصيرة. فقد نجح مصممو فورد بالحفاظ على المقدمة العدائية دون مخالفة قوانين السلامة المعتمدة في الكثير من البلدان الأوروبية التي تستهدفها فورد. من الجانب تظهر رشاقة التصميم بسقف أكثر انخفاضاً وبدرجة ميلان أكبر والذي زاد من جماله والاستغناء عن العناصر الغير ضرورية من مثل فتحات التهوية المزيفة التي كانت متواجدة في الجيل السابق. نقطة قوة جمال التصميم الخارجي كانت خلفية السيارة التي تميزت ببساطتها بتصميمها العصري بلمسة مستوحاة من الأجيال الأولى لموستانج. و قد أعطى تصميم الخلفية انطباع عن عرض السيارة الكبير بسبب عرض قنطرة العجلات الخلفية التي زادت من الطابع الرياضي الشرس بشكل عام.
التصميم العام للجيل السادس لموستانج ملفتا للنظر بشكل إيجابي ولا يهم اللون الخارجي للسيارة لأن هذا التصميم من التصاميم النادرة التي يمكن اختيار أي لون لها غامقاً كان أو فاقعاً فستبقى مميزة بجميع الأحوال.
نلاحظ توحيد العنصر الثلاثي في المصابيح الأمامية و الخلفية، إذ أنواء أنوار الـLED النهارية تتكون من ثلاثة خطوط رأسية في الأمام، تتشابه مع المصابيح الخلفية التي تتألف من ثلاثة خطوط رأسية أيضاً، و بهذا تضيف فورد لمسة جمالية إضافية مرتبطة بجينات موستانج الكلاسيكية.
ستجد في الأسواق نسخة الذكرى الـ50 عاماً على موستانج متوفرة حالياً، و هذه هي نفس الرزمة المتوفرة في السيارة التي بحوزتنا، و تتضمن بعض الإضافات الخاصة من مثل الشبك المختلف، و الشعار ذكرى الـ50 عام بين المصابيح الخلفية، بالإضافة إلى إضاءة شعار موستانج على الأرض عند فتح القفل، و شعار من الألمنيوم بذكرى الـ50 عام في الداخلية.
التصميم الداخلي 10/8
من الداخل، يبدو تصميم موستانج نتيجة عملية تطوير كبيرة لداخلية الجيل السابق تم استيحائها من مقصورة الطائرات عبر إدخال بعض العناصر من مثل مفاتيح التبديل التي استعملت لتشغيل الإشارات الرباعية، و تغير نمط القيادة، و التحكم في نمط نظام التوجيه، بالإضافة غل العديد من العناصر الدائرية مثل فتحات التكييف، و العدادات العميقة في التجويف التي تحتوي على خط كبير و واضح سهل القراءة. يمكنك ملاحظة عبارة “Ground Speed” او “السرعة الأرضية” عند عداد السرعة، حركة لا داعي لها ولكن فورد قد تحمست للأمر.
جودة المواد تحسنت بشكل واضح و ملحوظ عن الجيل السابق، اتساع المساحات المغطاة بالجلد، و استخدام التلبيسات ذات طابع المعدني المنقوش، مثل الألمنيوم المتواجد في السيارة التي كانت بحوزتنا، ساهمت برفع اسم موستانج في المنافسة الثلاثية مع كمارو و تشالنجر. و لكن، بالطبع الداخلية بشكل عام لا تخلوا من البلاستيك القاسي الرخيص هنا و هناك، و لكن ليس في الأماكن التي يطالها السائق بشكل يومي و مستمر.
المقاعد الأمامية رحبة و مريحة جداً كما يوحي لك التصميم الخارجي الضخم للسيارة، و يساعد على ذلك المقاعد الأمامية التي توفر مستوى ثبات ممتاز دون التضحية بالراحة حتى عند القيادة لمسافات طويلة، و لكن لا يمكننا قول المثل للمقاعد الخلفية، في الواقع، المقاعد الخلفية توفر مساحة أضيق و أقل إنخفاضاً للرأس بسبب إنخفاض السقف و زيادة درجة ملانه كلما اتجه للخلف، ما قد يلامس رأس أي راكب يزيد طوله عن 175 سم، و هذا قد يكون العيب الأبرز في داخلية موستانج الجديدة، خصوصاً إذا ما قارناه بالجيل السابق الذي يتفوق بهذا الشيء.
حجم صندوق الأمتعة جيد جداً بالنسبة لفئة السيارة، و ذلك بتوفيره 382 لتر يمكن زيادته بطوي المقاعد الخلفية، إلا أن فتحة الصندوق الضيقة ستشكل العائق الوحيد أمام الإستعمال الأمثل.
النظام الترفيهي المعلوماتي 10/7
تتزود موستانج بنظام SYNC MyFord Touch الذي يوفر شاشة تعمل باللمس بمقاس 8 إنش، بالإضافة إلى شاشة أخرى مخصصة للسائق تتواجد في تجويف العدادات يمكن التحكم بها من خلال أزرار مثبتة على المقود، نعود إلى الشاشة الوسطية التي تتميز بتصميم أنيق و بسيط سهل الفهم، حيث تنقسم الشاشة الرئيسية إلى أربعة أقسام أو زوايا. الزاوية العلوية اليمنى مخصصة للمعلومات، و تقوم بعرض مختلف المعلومات من مثل البوصلة و الرزنامة و التطبيقات التي يدعمها هذا النظام، أما الزاوية العليا اليسرى فهي صفحة الهاتف، و يمكن من خلال إجراء المكالمات و البحث في الأسماء، أما الزاوية السفلى اليمنى يمكن من خلالها التحكم بوحدة التكييف بالكامل دون الحاجة للعودة إلى مفاتيح اللمس في المقصورة، و أخيراً الزاوية السفلى اليسرى مخصصة لكل ما هو متعلق بالمشغل الموسيقي
المشغل الموسيقي 2/2
المشغل الموسيقي في موستانج يوفر خيارات كبيرة جداً من أساليب التشغيل المختلفة، يدعم SYNC MyFord Touch منافذ الـUSB و الـCD و البلوتوث و قراءة بطاقات ذاكرة من نوع SD، بالإضافة إلى القرص الذي يمكن تخزين عليه الملفات دون الحاجة إلى أي توصيلات، كما تتوفر موجات راديو FM و AM بكل تأكيد. المشغل الموسيقي مرتبط بنظام صوتي من Shaker مكون من 12 سماعة و مضخم صوت، بجودة صوتية رائعة.
الملاحة 2/1
نظام الملاحة ليس ضمن قوائم SYNC MyFord Touch بل هو نظام منفصل تماماً، و طريقة الوصول إليه تتلخص بالضغط على زر الأوامر الصوتية على المقود لمدة طويلة لتتحول الشاشة الوسطية إلى شاشة الملاحة التي تعمل بنظام iGo الشهير على أجهزة الهاتف المتحرك أو أجهزة الـ جي بي إس، و هو معروف بقوته بسرعته سهولة إستعماله بأداء محسن بدرجة عن الفئة التي قمنا تجربتها في فيوجن.
اللغة العربية 2/1
للاسف، لا يدعم SYNC MyFord Touch اللغة العربية في القوائم، و لكنه قادر على قراءة الملفات إن كانت باللغة العربية، هذا يقتصر على الشاشة الوسطية فقط، و لكن شاشة السائق لا تستطيع قراءة الملفات إن كانت بالعربية بل تقوم بإظهراها على شكل مربعات فارغة. أما نظام الملاحة من iGo يحتوي على اللغة العربية بالكامل للقوائم و لغة كتابة للبحث عن الوجهات المراد الوصول إليها، كما أنه قادر على عرض أسماء المناطق باللغة العربية أيضاً.
شاشة السائق 2/2
تتواجد شاشة لعرض المعلومات في منتصف العداد، هذه الشاشة مخصصة لمعلومات السيارة من مثل إستهلاك الوقود، و المسافة المقطوعة و حرارة السيارة، و خصائص أنظمة السلامة و معلومات المحرك لحظياً، و أنماط القيادة.
تجربة المستخدم 2/1
لا شك أن لدى نظام SYNC MyFord Touch الإمكانات ليصبح من الأنظمة الترفيهية المعلوماتية القوية، نظراً للكم الكبير من المزايا التي يمكن التعامل معها من خلال تصميم بسيط سهل الفهم، و لكن العائق الأول للوصول إلى تلك المرحلة كانت سرعة الإستجابة التي تقع في مكان ما بين المتوسط و الأقل من المتوسط في النسخ السابقة، التي تحسنت بشكل ملحوظ في موديلات عام 2015.
السلامة و أنظمة مساعدة السائق 10/10
لم تنتظر NHTSA طويلاً لإختبار فورد موستانج 2015 التي أدت أداءً مثالياً بتحقيقها 5 نجوم في التصادم الأمامي، و 5 نجوم في التصادم الجانبي، و 5 نجوم في الحماية عند الإنقلابات، لتكن النتيجة الإجمالية طبعاً 5 نجوم من 5.
أما بالنسبة لأنظمة مساعدة السائق، فإن فورد توفر عدداً هائلاً من التقنيات التي ستحتاجها بشكل شبه يومي إن لم يكن يومي فعلاً من مثل الكاميرا الخلفية، و الحساسات، و مثبت السرعة، نظام النقطة العمياء BLIS، و نظام التنبيه من السيارات القادمة من الجوانب عند الرجوع إلى الخلف، و نظام التنبؤ بالتصادمات الأمامية و التحذير منها و التدخل لتجنبها عبر تفعيل المكابح أوتوماتيكياً.
الأداء و القيادة 10/8
لحظات خلف المقود لتعرف أن فورد تطمح إلى تحقيق شيء كبير و كتابة سطر جديد في تاريخ موستانج بجيلها الجديد. العزل الصوتي، مكونات السيارة، ميكانيكية التحكم، الجودة، كلها عناصر تطور بشكل كبير جداً عن الجيل الأسبق، أحد الاسباب الرئيسية في ذلك هو إستخدام نظام التعليق المستقل في الخلف، الذي خفف من شدة ارتجاج السيارة عند القيادة على الطرق الوعرة.
زادت دقة نظام التوجيه بشكل كبير، و لكن الشعور بحالة الطريق و العجلات لم تكن بنفس الجودة. من السهل التحكم بموستانج في الطرقات المفتوحة، و لكن عند المناورات في الأماكن الضيقة قد تصعب الأمور بسبب الرؤية الغير مثالية لزوايا السيارة الأمامية، ليصعب التنبؤ بالمسافات الصغيرة دون حساسات.
عند النظر إلى أرقام محرك EcoBoost في موستانج 2015، نجد أنه ينتج 325 حصان في نسخة الشرق الأوسط تتوفر عند 5500 دورة في الدقيقة، و 438 نيوتن-متر من عزم الدوران عند 3000 دورة في الدقيقة، أرقام جداً مبهرة لمحرك 4 سلندر تيربو، و إذا ما قارناها بأرقام محرك الـV6 الذي ينتج 305 حصان عند 6500 دورة في الدقيقة، و 380 نيوتن-متر من العزم عند 4000 دورة. نجد أنه غير مبرر وجود هذا الخيار “الأكبر” في الحجم و لكنه “الأصغر” في الأداء سوى الفارق في السعر و صوت المحرك، إذ أن صوت محرك الـEcoBoost كان منخفضاً و غير عنيف على الإطلاق و هذا لا يليق بسيارة “عضلات” مثل موستانج، أما داخل المقصورة، فقد قامت فورد بتقوية صوت المحرك عبر السماعات الموجودة في الداخل، و لكن دون فرق يذكر.
كما هو الحال في أغلب سيارات التيربو، فإن هناك تأخير في عمل صمامات التيربو في محرك الـEcoBoost بما ما يعرف بـ”لاق – Lag” و يلاحظ هذا الأمر بوضوح عند السرعات المنخفضة أو عند الوقوف، بمعنى أنه عند دورات محرك منخفضة. و لكن هذا اللاق شبه لحظي، ما يؤخر إستجابة المحرك بضع أجزاء من الثانية و لكن بمجرد أن يبدأ بالعمل فإنك ستشعر بمدى تأثيره المضبوط جيداً على توليد العزم عند الدورات المحرك المتوسطة مستمراً حتى الدورات العليا، و لكن إذا ما قمت بعمل غيار عكسي و المحافظة على دورات المحرك المرتفعة، فإن التأخير في الإستجابة سيتلاشى تماماً!
إستهلاك الوقود لم يكن على الموعد في محرك EcoBoost، فقد كانت السيارة في حالة عطش شديدة و حاجتها لإعادة التعبئة كثيراً أثناء التجربة على مختلف الطرقات المزدحمة و المفتوحة، مع مراعاة عدم زيادة الشدة على دواسة التسارع في تلك الفترة للحصول على أفضل نسبة، و مع ذلك، لم ينزل معدل الإستهلاك تحت الـ15 لتر / 100 كم بينما أنه من المفترض أن ينزل تحت الـ10 لتر /100 كم حسب الأرقام الرسمية.
الأداء الرياضية لموستانج بمحرك الـEcoBoost جيد جداً و لن يخيب أملك إطلاقاً إذا ما كانت توقعاتك معقولة، سيسرك الأداء بالنظر إلى سعر السيارة و قوتها و أدائها مقارنة مع منافساتها، أما إذا سقف توقعاتك أعلى من هذا، فتوجه إلى فئة الـGT بمحركها الـV8، و التي سنجربها لكم قريباً جداً حالما توفرها لنا فورد كما وعدتنا.
أرقام
تصوير M Noor Kebbewar
الخلاصة
موستانج بجيلها السادس تكمل نجاحاتها بمزيد من النضج و مزيد من التقنية، شعبيتها ستزداد مع هذا الجيل، قد لا تكون مثالية لعدد كبير من الأشخاص، و قد لا تنقل لك العديد من الأمتعة، و لكنك ستسر عند قيادتها و لفت الأنظار إليك، إذا كانت ميزانيتك اعلى من الإيكوبوست، فتجاهلها و فكر في الـGT فقط.
التقييم النهائي
- تصميم خارجي ملفت للنظر
- قائمة طويلة بالمزايا الهامة
- قيادة ممتعة و مريحة بأداء مبهر
- سعر مرتفع مقارب لفئة الـGT
- مساحات ضيقة لركاب المقاعد الخلفية
- صوت المحرك مخيب للأمل