لماذا تعد صناعة السيارات الكهربائية محدودة في حين أنها تحقق مبيعات جيدة ؟
تجيب أودي عن هذا السؤال بقولها “كمختصين في المجال نعتقد أن الوقت لم يحن بعد لتقديم أودي كهربائية بالكامل، -وإن كانت قامت بذلك مع e-tron بالفعل- إذ إن تطوير الأنظمة الهجينة حالياً يعود بنفع أكبر على الاستخدام اليومي للعملاء، والسيارات الكهربائية بالكامل تفقد عنصر المرونة حين عجز استخدام البطاريات”.
إن أحد أكبر التحديات التي تواجه قطاع السيارات الكهربائية هو السعر، فعملاء هذا القطاع لا يهتمون كثيراً بتكلفة الوقود، وكذلك فهم لا يستخدمون مركباتهم بشكل متواصل طوال اليوم وبالتالي فإن استخدامهم يعد محدوداً ومحافظاً بشكل كبير، في حين أن المركبات الأخرى التي تعمل بالوقود أو الأخرى الهجينة تمنح مزيداً من الحرية في الاستخدام المكثف خصوصاً سيارات الأجرة أو الأخرى التي تستخدم على الطرق السريعة بشكل مكثف.
التقنية دائماً في خدمتنا، ولكن حتى الآن لم تتاح تقنيات بسعر ينافس أسعار السيارات التي تعمل بالوقود وبالتالي ستذهب كل الشركات للأنظمة الهجينة تدريجياً حتى يصبح من الممكن منافسة السيارات التي تعمل بالوقود، وحينها سيصبح من الممكن أن نجعل الأنظمة الكهربائية بالكامل متاحة للاستخدام اليومي المكثف وذلك بإحدى حالتين، إما تحسن دخل الفرد أو تحسن أسعار التقنية.
ومن المشاكل الشائعة في السيارات الكهربائية هي البطاريات ويرجع ذلك إلى ضعف أو حتى انعدام فرص استبدالها في حالة الاستخدام المكثف كأن تحتفظ بمجموعة جاهزة للشحن في المنزل، أضف إلى ذلك حجمها ووزنها الذي بلا شك يؤثر في أداء السيارة بشكل مباشر، ومن المهم أن نضع إمكانية توسيع تطبيقات السيارات الكهربائية لحد أكبر لتشمل الشاحنات، وكذلك سيارات الأجرة أو “التاكسي” والتي تتحكم بشكل كبير في قياس جودة واعتمادية السيارات.
وحتى يأتي الوقت الذي تصبح فيه السيارات الكهربائية شائعة يجب أن تمر صناعة السيارات بمرحلة طويلة من السيارات الهجينة قد تصل إلى محركات وقود ذات 2.0 لتر بحد أقصى ربما! وقد تعتمد على الغاز بشكل أساسي أو حتى الديزل أو الإيثانول (الوقود الحيوي) بحيث يمكن استخدام السيارة في حالة نفاد البطاريات حتى وإن كان ذلك لفترة محدودة! على الأقل حتى يتم تطوير شواحن أسرع وبطاريات أكفأ.
والفروقات الجوهرية بين المحركات الكهربائية بالكامل والهجينة تميل دائماً لصالح الهجينة في الوقت الحاضر، وكل نقاط الضعف تتمحور حول وجود أنظمة بديلة للطاقة وليس محصوراً بأداء المحرك أو وزن المركبة. أضف إلى ذلك أن تكلفة السيارات الهجينة أقل بكثير من الأخرى الكهربائية.
عندما فتحت تيسلا الباب للمصنعين بإستخدام براءات اختراعها كانت خطوة ذكية من شركة تيسلا، ولا يتعلق الأمر بالكامل بالقواعد الأخلاقية والكرم أو الحرص على البيئة …إلخ، فمالذي يجعل شركة كمرسيدس مثلاً تستخدم براءات اختراع مجانية! بالطبع هي لا تحتاج وبإمكانها ابتكار اختراعات جديدة في حال قررت اقتحام سوق السيارات الكهربائية الإنتاجية! ولكن ذلك لن يحدث قريباً، فمرسيدس من أكثر الشركات اهتماماً بمسألة الاستهلاك المنخفض وليس أدل من ذلك على مرسيدس S500 Plugin-Hyprid والتي تستهلك 2.8 لتر لكل 100 كم والذي يعد منخفضاً للغاية دون التضحية بالاعتمادية إذ إن البطاريات يمكن شحنها عن طريق الاستفادة من المطبات في الطريق وكذلك يمكن شحنها عندما يعمل محرك الوقود.
تيسلا تغلبت جزئياً على مشكلة الاعتمادية بإتاحة محطات الطاقة الشمسية، ولكن بقيت مشكلة أن سياراتها لا يمكنها السفر أو قطع المسافات الطويلة بشكل متواصل. ولكن تعود مشكلة التكلفة وما إن كانت فعلاً صديقة للبيئة في حال شحنها من قابس كهرباء عادي كالشحن المنزلي مثلاً فإضافة إلى تكلفة الكهرباء المرتفعة، فقد لا يكون مصدر الطاقة نقياً ١٠٠٪.
في رأيي أن الحديث مبكر للغاية عن إمكانية سيطرة المركبات الكهربائية على سوق السيارات للأسباب الواردة، وفيما إن حدث، فلن يكون ذلك قريباً فمستقبل العشرين عاماً القادمة على الأقل ستكون للمحركات الهجينة، ودائما ما تتحكم السيارات الخارقة بهذا القطاع وكان تبني فيراري لهذه التقنيات إيجابي للغاية، وكذلك فعلت مرسيدس وأودي سبقتها.
سبب آخر يدفعنا لعدم امتلاك سيارات كهربائية وهو انعدام الإثارة في قيادتها، فكل ما يمكنك الإحساس به هو ضجيج الطريق وليس هدير المحرك وهو ليس أمراً ثانوياً خصوصاً وأن انعدام هدير المحرك من شأنه رفع فرص الشعور بالنعاس! أضف إلى ذلك أن السيارات الكهربائية بلا غيارات لعلبة التروس وهنا تتضاءل فرص الاستمتاع بالقيادة بدرجة مهولة، لذلك فإن فرص السيارات الكهربائية ستكون أفضل أضعافاً إذا توفرت في مركبات ذاتية القيادة.
وبرغم أن ما سبق إيجابي، إلا أن النقل الثقيل هو أولى القطاعات ليكون كهربائي 100% وذلك بسبب انتظام حركته ومساراته المحدودة وإمكانية السيطرة على محطات الشحن. وتفرض أغلب الدول تكاليف إضافية لاستخدام السيارات سواءاً على المواقف، الوقود، الطرق السريعة وكذلك الضرائب لتشجيع استخدام النقل العام وذلك بسبب قلة انبعاثاتها.
وأما المركبات الشخصية فمن الأولى أن نكتشف أنواعاً أفضل من الوقود الصديق للبيئة بدلاً من تطوير الأنظمة التي تعمل بالشحن، إو أن نوفر بطاريات قابلة للتغيير والاستبدال فورياً، ففي عصر السرعة تساوي الدقيقة الكثير، وتحمل هدر مالا يقل عن ساعة يومياً فقط للشحن يعد أمراً صعباً فحل مشكلة البيئة ليس في هدر الوقت.
ما رأيك أنت عزيزي القارئ بمستقبل المحركات الهجينة والكهربائية ؟