كل مره أقرأ فيها عن شركة سيارات تستعد لتقديم جيل جديد لإحدى سياراتها أو تستعد لطرح سيارة جديدة، أول ما يتبادر إلى ذهني هو كيف سيكون شكلها ؟ هل ستكون مشابهه لسابقتها أو تختلف عنها كلياً ؟ وإذا كانت تختلف ، ما مدى الاختلاف الذي ستسمح به الشركة ؟ وهل ستكون جذّابة ؟ وهل تريد الشركة من السيارة الجديدة أن تتفوق على السيارات الأخريات من نفس الفئة؟ وبما أن غالباً ما تكون الإجابة بنعم ، فما هو الجديد الذي ستقدّمه الشركة لتتغلّب على المنافسة؟
أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن في حينها لكن بأرض الواقع ومن خلال تاريخ سيارات عدّه تابعت فيها نجاحات وإخفاقات ، لاحظت أن أساس نجاح أي سيارة ( مهما كان إسم الشركة ) هو ، وبكل بساطة ، التصميم الخارجي.
فمن الشركات التي تحقق نجاحاً واضحاً لأسلوبها الجديد في التصميم هي شركة هيونداي. ففي أواخر عام 2010 أعلنت الشركة عن تحقيقها رقم قياسي لمبيعاتها في الولايات المتحدة – لأول مره وخلال خمسة وعشرين سنة متواجدة في السوق الأمريكية – وهو 500,000 سيارة ! وبرأيي ، يعتبر هذا الرقم متوقع نظراً للتوجه الجديد للشركة حيث ركّزت هيونداي في الفترة الأخيرة على اتخاذ مسار جديد كلياً في تصميم سياراتها تتميّز فيه عن الشركات الأخرى في وقت تبدو فيه أغلب سيارات السيدان الأخرى متشابهة .
بدأت ثورة التصميم لدى هيونداي في عام 2010 ، وتحديداً عند تقديم سيارتها سوناتا بتصميمها الغير مألوف لسيارات السيدان العائلية بمقدمتها العدوانية وخطوطها الجانبية الشديدة الانحناء . تعرضت هيونداي لكثير من الانتقادات على خطوتها الجريئة بالمغامرة في سيارة عائلية كانت تسعى جاهداً لأن تبني لنفسها شعبية أمام أشهر الاسماء من فئتها مثل كامري ، أكورد و ألتيما . خاصةً وأن شركات السيارات اعتادت ان تجعل السيارات العائلية الأكثر مبيعاً محافظة في شكلها مهما تقدّمت في العمر حتى لا تخسر ولاء عملائها لها.
ولكن نجاح الشكل الجديد من سوناتا فاق أيضاً توقعات شركة هيونداي نفسها . حيث أن مبيعات سوناتا وحدها من مجموع مبيعات الشركة بذالك العام هو 183,102 سيارة ، أي ما يقارب 37% من مجموع مبيعات الشركة في 2010 . مما اضطر الشركة لتخصيص مصنعها بولاية ألاباما لسيارة سوناتا وحدها ونقل انتاج السيارات الأخرى لمصنع آخر حتى تتمكن من تغطية الطلب المتزايد على السيارة .
إذاً ، في وقت تجتهد فيه أغلب شركات السيارات لكسب حصة أكبر من السوق ، تجربة هيونداي وما حققته مع سوناتا ، جعلتهم يبتكرون أساليب جديدة وجذّابة في التصميم الداخلي والخارجي لتصنع لهم أرقام مبيعات أكثر جاذبيّة .