منذ العام 2012 بدأ معهد التأمين لسلامة الطرق السريعة IIHS في الولايات المتحدة بتطبيق اختبار تصادم جديد للسيارات يحمل اسم “اختبار التصادم الجزئي الصغير” و يختلف عن بقية اختبارات التصادمات الأمامية التي يجريها المعهد و بقية مراكز تقييم السيارات الجديدة حول العالم بتركيزه على اختبار بنية السيارة الهيكلة مع تركيز قوة التصادم الأمامية بالكامل في 25% من عرض السيارة على سرعة 64.4 كم/س مع حاجز صلب يصل طوله إلى 1.5 متر ليحاكي اصطدام السيارة بجسم صلب كسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس أو شجرة أو عمود إنارة.
بدأ المعهد بتطبيق هذه الاختبار على جانب السائق بافتراض أن شركات السيارات ستهتم بجانب الراكب أيضاً، و لكن أشار المعهد في دراسة أخيرة أن نتائج هذا الاختبار تختلف بصورة كلية من جانب السائق لجانب الراكب، مع اختباره لعينة من سيارات الكروس أوفر صغيرة الحجم اللاتي حصلن على جائزة أفضل اختيار سلامة سابقاً من المعهد، لكن فقط تمكنت هيونداي توسان 2016 من الحصول على تقييم “جيد” من بين السبع السيارات المُختبرة.
حصلت تويوتا راف فور 2015 على تقييم “ضعيف” و هو أقل تقييم من المعهد لاختبار التصادم من جهة الراكب، بينما حصلت كلٌ من سوبارو فورستر 2014 و نيسان X-اكس تريل 2015 على تقييم “هامشي” الأعلى من تقييم “ضعيف”، و حصلت كلٌ من مازدا CX-5 2015 و هوندا CR-V 2015 و بيوك إنكور 2015 على تقييم “مقبول” الذي يأتي بدرجة أقل من تقييم “جيد” الأفضل.
و بدأ المعهد بالعمل على مشروع اختبار التصادم الجزئي الصغير لجهة الراكب بعد اكتشافه أن عدداً من شركات السيارات قامت بتعديل البنية الهيكلية لسياراتها من جهة السائق فقط لتحسين أدائها في الاختبار، و تجاهلت جانب الراكب، و على الرغم من الاختبار الحالي الذي أجري على سيارات الكروس أوفر الصغيرة فقط إلا أن نتائجه يُمكن قياسها على بقية فئات السيارات الأخرى بحسب قول Russ Radar المتحدث باسم المعهد.
ولحث شركات السيارات على الاهتمام بجانب الراكب فقد يبدأ المعهد بتطبيق الاختبار الجديد في بداية العام القادم قبل جعله مطلباً أساسياً في جميع السيارات بحلول 2018 للتأهل إلى جائزة أفضل اختيار سلامة، كما سيراجع المعهد خطط الشركات القصيرة المدى في إعادة هندسة سياراتها لاجتياز هذا الاختبار، خاصة و أن المعهد قد منحهم مهلة منذ 2012 لإعادة هندسة سياراتهم لاجتياز الاختبار لجهتي السيارة مع منحهم الإذن بإعادة هندسة جانب السائق فقط إذا كان ذلك سيساعدهم في تطبيق هذه التغييرات على أكبر قدر من السيارات في أقل وقت ممكن.
نشر المعهد في السابق دراسة تشير إلى أن أكثر من 1,600 راكب في مقاعد السيارات الأمامية قد لقوا حتفهم في حوادث الولايات المتحدة في العام 2014، و لذلك تقول كاتبة الدراسة Becky Mueller و كبيرة مهندسي الأبحاث في المعهد بأن جانب حماية الركاب أثناء التصادمات هو أمر مهم و يحتاج إلى المزيد من الانتباه.
ومنذ تقديم اختبار التصادم الجزئي الصغير قامت 13 شركة بتعديل البنية الهيكلية لـ97 من سياراتها، حيث تمكت بالفعل ثلاثة أرباع السيارات المعدلة من الحصول على تقييم جيد في الاختبار خاصة و أنه يُركز على جانب السائق المتواجد بصورة أساسية مقابل الراكب الأمامي الذي قد لا يكون متواجداً في بعض الأحيان.
تمكنت Automotive News من التواصل مع شركة هيونداي، حيث علق متحدثها الرسمي قائلا “سنواصل سعينا في توفير أفضل سلامة لعملائنا، بغض النظر عن عن حجم و سعر السيارة.” و قال المتحدث الرسمي لمازدا بأن الشركة تراجع حالياً نتائج الاختبارات لسيارتها CX-5 موضحاً أنها حاصلة على جائزة أفضل اختيار سلامة من المعهد.
صور و فيديو نتائج اختبار التصادم الجزئي الصغير لجهة الراكب
سوبارو فورستر من الأمام و من الجوانب
تويوتا راف فور من الأمام و من الجوانب
هيونداي توسان من الأمام و من الجوانب