يثير مصطلح القيادة الذاتية الكثير من الفضول، فما هي القيادة الذاتية؟ وهل نستطيع تحويل سياراتنا العادية للقيادة الذاتية؟
إن السيارات ذاتية القيادة هي سيارات قادرة على التفاعل مع البيئة المحيطة بها واتخاذ قرارات تتعلق بتوجيه السيارة والتحكم بها دون إي إدخالات من السائق. وتتمتع تلك السيارات بعتاد خاص بها يشمل أجهزة الاستشعار، والرؤية الرقمية، والرادار، وتحديد المواقع والتعرف البصري وحتى الذكاء الصناعي وآلة التعليم والإنترنت.
تختلف قدرات السيارات في التفاعل واتخاذ القرارات، حسب التصنيف المعتمد من جمعية SAE International لهندسة السيارات يمكن أن نطلق مصطلح سيارة ذاتية القيادة من المستوى الخامس على تلك السيارات القادرة على قيادة نفسها مستقلة تماماً ودون الحاجة لأي تدخل بشري سوى تحديد الوجهة. إما إذا كانت تلك السيارة توفر للسائق فرصة للتدخل وتولي القيادة بنفسه في أي وقت فسوف فيطلق عليها سيارة ذاتية القيادة من المستوى الرابع، ومع ذلك فما يزال بإمكانها قيادة نفسها والتعلم والتعامل مع المواقف المعقدة.
لا تتوفر أي سيارة من المستويين الرابع والخامس في الأسواق حالياً، ولكننا سنعثر على سيارات من المستوى الثالث حيث تكون السيارة قادرة على تولي الكثير من مهام القيادة على نطاق واسع من السرعات مثل تغيير المسارات والتسارع والتباطؤ والفرملة، ولكنها تتطلب وجود السائق خلف عجلة القيادة مستعداً لتولي القيادة عند الحاجة. كما نجد سيارات من المستوى الثاني حيث تكون السيارة قادرة على قيادة نفسها في بعض المواقف مثل الطرق السريعة والطرق المزدحمة.
أخيراً يمتلك معظمنا سيارات بالمستوى الأول من تقنيات القيادة الذاتية، فإذا كانت سيارتك تمتلك مثبت سرعة مثلاً أو مانع الانزلاق فإنها تعتبر من هذا النوع، ولكنها ما تزال تتطلب كامل التركيز والتدخل من السائق في جميع الأوقات. وكذلك نجد سيارات لا تمتلك أي قدرة على اتخاذ قرارات قيادة إلا تلك التي يقوم بها السائق، ويطلق عليها المستوى صفر. ومع ذلك فلا يزال لديك الفرصة للحصول على تجربة قيادة ذاتية حقيقة كما سنوضح بعد قليل في الأسطر التالية.
تمتلك أفضل السيارات ذاتية القيادة من المستوى الثالث المتوفرة حالياً في الأسواق أنظمة التوجيه الآلي والمساعدة على الوقوف، ورادار بعيد المدى لقراءة مسافات بعيدة على الطريق، كما تمتلك رادارات قريبة المدى لقراءة محيطها القريب، وتمتلك أيضاً نظام الرؤية الليلية ومستشعرات جانبية ونظام مراقبة النقطة العمياء وتحديد المسار ومستشعرات فوق صوتية ومستشعرات LiDAR المحيطية للضوء والمدى.
أما عن تحويل سيارتك للقيادة الذاتية فسوف تحتاج إلى تركيب بعض الأدوات الإضافية للاستشعار والتحكم، للأسف لا توفر أي شركة فرصة ترقية السيارة من مستوى معين للقيادة الذاتية إلى مستوى آخر، ولكن نجد أن شركة comma.ai قد قامت بتطوير نظام القيادة الذاتية مفتوح المصدر، والذي تطلق عليه OpenPilot، وقد تمكنت الشركة حتى الآن من توفير أكثر من 20 ميلون كيلومتر من القيادة الآمنة لعملائها وقامت بتوفيره للجميع للحصول على تجربة قيادة ذاتية، فقط تأكد أولاً أن القوانين المحلية في دولتك تسمح بمثل هذه الترقية للسيارة.
يتميز نظام OpenPilot بعتاد بسيط يتكون من وحدة قراءة تشبه الهاتف الذكي، ولكن تأكد من أن النظام يدعم سيارتك أولاً من خلال موقع comma.ai، ثم ستحتاج لتوصيلة Car Harness لأجل ميزة التوصيل والتشغيل المباشرة، وبعد حصولك على الجهاز تقوم باتباع التعليمات المرفقة وتركيب الوصلات بوحدة التحكم خلف المرآة الأمامية، وتوصيل الكابلات بالسيارة وتوصيل مقبس الشبكة المرفق بوحدة OBD الخاصة بالسيارة، ثم تركيب وحدة OpenPilot الأساسية على الزجاج الأمامي.
بعد ذلك سيعمل النظام بشكل آلي وبإمكانك تحميل تطبيق على هاتفك الذكي للاستفادة من بيانات OpenPilot سحابياً مثل موقع السيارة واستهلاك الوقود والسرعة والمسافات وبيانات الرحلات المختلفة، وتتوفر هذه الميزة مجاناً لمدة 3 أشهر فقط. وبالرجوع إلى موقع comma.ai فقد وجدنا أنه يدعم العديد من سيارات تويوتا ولكزس وهوندا وعلامتها الفاخرة أكيورا وكذلك بعض سيارات جيب وكرايسلر، ويكلف النظام ما لا يقل عن ألف دولار. ويعطي النظام أفضل أداء مع تويوتا كورولا وبريوس وراف فور، وهوندا سيفيك و CR-V كما يوضح موقع الشركة أيضاً.
قدمنا لكم هذه المعلومات من دليل مختصر ومبسط أعده الأستاذ معجب الدوسري في العاصمة العربية الرقمية مدينة الرياض، والذي وفره لتعم الفائدة على الجميع.