عندما نتحدث عن “شركة سيارات” فغالباً ما يحضر باذهاننا اسماء كبيرة مثل تويوتا ومرسيدس وجنرال موتورز ونيسان وبي إم دبليو وفورد وغيرها من الأسماء المعروفة. وهذا طبيعي!. ولكننا ننسى تماماً وجود شركات أخرى صغيرة تحقق نفس النجاح بإسلوبها الخاص.
اعجبني مقال قرأته بداية الشهر يتسائل عن خطط شركة سوبارو المستقبلية، وإن شركتها الأم (فوجي للصناعات الثقيلة) ستقرر خلال الشهر الحالي ما إذا كانت ستدفع سوبارو لإنتاج فئات أكثر من السيارات، كما تناقلت الأخبار، لتدخل بمنافسة مع الشركات اليابانية الكبرى!.
طبعاً في حال قررت سوبارو التوسع في موديلاتها لمواجهة المنافسة، فهذا يعني دخول عامل السعر كلاعب رئيسي مما سيضطر الشركة للاستعانة بمواد أقل جودة والتنازل عن بعض ما اشتهرت به سياراتها.
وهذا ما لمّح إليه رئيس شركة فوجي، ياسويوكي شيناجا، خلال حديثه للصحافة قائلاً: “لا يمكن لشركتنا ان تنمو لتصبح بحجم تويوتا. حتى وان كان باستطاعتنا ان نصل لهذا النطاق، فهذا يعني اننا سنتوقف عن أن نكون سوبارو”.
حتى وان كانت لا تملك الجاذبية الكافية بتصميماتها، إلا أن جودة سيارات سوبارو – المتخصصة بالدفع الرباعي- تملك عملاء يعرفون قيمتها عملياً لأنها توفر لهم احتياجاتهم بطريقة لا توفره لهم أي سيارة من شركة أخرى.
وفي استفتاء للرأي قام به موقع Autoblog الأمريكي للقراء على هذا الموضوع. فضَل 13,246 شخص من 15,507 أن تبقى سوبارو حصرية بإنتاجها سيارات ذات طابع مميّز وخاص بها.
وصحيح ان مبيعاتها لا تكاد تذكر، على الأقل في منطقتنا، إلا أنها تحقق ارباح ممتازة في الأسواق العالمية وبالولايات المتحدة خاصة. وعند التدقيق بسيارات سوبارو وطريقة الهدف من تصميمها فإنه يمكن الإشارة لها بمقولة متداولة لدينا بالعامية: لها ناسها.
وبنفس الخطوات، تتبع مازدا أيضاً أسلوب فريد تسلكه من سنين طويله أوصلها لما هي عليه الآن. فشعبيتها وسمعة سياراتها العالمية صنعته الشركة باتباع مبدأ بسيط جداً: نصنع سيارات لعشاق القيادة ” The Enthusiast Driver”، وعلى هذا الأساس يتم التركيز على كل موديل جديد يتم إنتاجه.
ولذلك لم استغرب فوز مازدا 6 الجديدة، بداخليتها البسيطة والطابع العملي وخارجيتها الجذابة دون تكلفة، على سبع سيارات منافسة من نفس الفئة بكل ما يحملون من مزايا وتقنيات.
لا أريد ان ادخل بتفاصيل أكثرعن نجاح موديلات معيّنة لكل من الشركتين، سيحتاج ذلك لأكثر من مقال. ولكن لاحظ ان اغلب الفئات التي تنتجها الشركتين هي منافس شرس أمام السيارات الأخرى من نفس الفئة.
بأختصار، نجاح اسلوب “التغريد خارج السرب” عادةً ما يكون صعباً، ولكن يبدوا أنها ليست كذلك على هاتين الشركتين. وبغض النظر عن مقدار النجاح، إلا ان مازدا وسوبارو لهما فلسفة خاصة بهما تميّزان سياراتهما عن باقي السيارات الأخرى.
وأتمنى ان تستمر كلتا الشركتين بسياسة وضع تركيزها على سيارات أقل حتى تستمر بانتاج سيارات ذات جودة عالية. ويكفي أن سيارات كلتا الشركتين، على الأقل التي تصدر لمنطقتنا، هي يابانية الصنع 100%.
هل توافقني الرأي عزيزي القارئ؟