يعلم الجميع أن شركة العيسى هي الوكيل الرسمي لسيارات نيسان في السعودية. ويعلم الجميع أيضاً أن سيارات نيسان أنظلمت لفترة طويلة مع وكيلها السابق. إذاً من الطبيعي أن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو سؤال: ما الذي سيتغير مع الوكيل الجديد؟
عانت نيسان كثيراً في منطقتنا لفترة طويلة ومبيعاتها لم تكون بالمستوى الذي تستحقه. وآرائي في هذا المقال مبنيه على “إفتراض” أن العيسى للسيارات تخطط لتصحيح وضع نيسان وإسترداد شعبيتها كما كانت في الثمانينات الميلادي.
في الوقت الحالي، أعتبر جميع موديلات سيارات نيسان خارج المنافسة الحقيقة. وأقصد هنا منافسة واضحة للعيان كالتي تخوضها كل من هيونداي وتويوتا وفورد وشركات أخرى والتي تبدو بينهم نيسان خارج السرب.
إذاً ما هي أول خطوة يحتاجها الوكيل الجديد؟ الجواب: أسعار أقل. ولا يكفي ان يكون السعر مقارب للمنافس، بل يجب أن يكون أقل بشكل ملحوظ. لأنه بالمقارنة عند إتخاذ قرار الشراء في الوقت الحالي، اليابانيتان هوندا وتويوتا قد يوضعان في الاعتبار ولكن نيسان، احتمال ضعيف.
فالواقع ان الموديلات التي كانت تنافس بها نيسان بكل شراسة، مثل: باترول، ماكسيما وألتيما، لم يعد موجود منها إلاّ الأسم فقط. وتقدّم الشركات الكورية على اليابانية في المبيعات بشكل واضح (لا تحتاج لإحصائيات يكفي الذهاب لصالات العرض) يجعل وضع نيسان صعب جداً.
الخطوة الثانية؟ الصيانة، الصيانة ثم الصيانة. فمستوى خدمة ما بعد البيع أصبحت تحدد المستوى العام للوكيل وعامل قوي ومؤثر عند إتخاذ قرار الشراء. وهنا مجال مفتوح يمكن للعيسى استغلاله خاصة أن مستوى اغلب وكلائنا المحليين متدني جداً في الصيانة.
وأتمنى أن تعي شركة العيسى أن السمعة الإيجابية التي كانت لديها عندما كانت وكيلاً لسيارات جنرال موتورز لم تكتسب لأنها كانت تقدم صيانة أو خدمات ما بعد البيع بشكل مذهل. ولكن لأنها كانت منافساً لأسوأ الوكلاء سمعة في الصيانة، الجميح.
والخطوة الثالثة؟ التسويق، ولا أقصد هنا بالطرق التقليدية. بل وجود إعلانات بشكل يومي وبشتى الوسائل للتعريف بعروض الشركة ومزايا سيارات نيسان بشكل مكثف تجعلها ترسخ بالأذهان، وفتح المجال بتجربة القيادة بشكل أوسع وبأساليب غير تقليدية.
العجيب، أول حملة دعائية لشركة العيسى مع نيسان كانت بإسم: وتتجدد العشرة. لا أفهم سبب أختيار العبارة لكنها أقرب لأن تكون إسم مسلسل قادم لحياة الفهد.
عزيزي الوكيل، كمثل، نيسان أول شركة سيارات تستخدم ناقل الحركة CVT وهي إحدى نقاط القوى لدى سياراتها، لماذا لا يتم التعريف بهذه التقنية؟ هل تعلم أن محرك الـ GT-R يصنع يدوياً؟ وهل تعلم أن (Z) هي أول سيارة رياضية في اليابان؟.
وختاماً، لغة التصميم المستقبلية لسيارات نيسان، والتي ظهرت في بعض النماذج الإختبارية في المعارض الدولية مؤخراً، ستكون في صالح الوكيل لتحقيق أرقام مبيعات أكبر. وبالنسبة لي، إذا لم ترجع نيسان لعهدها القديم خلال السنوات القليلة المقبلة فهذا يعني أن العيسى ليس إلاّ “حمراني” آخر سيُبقي إسم نيسان في الظل.