المؤلف والكاتب Ralph Nader، الشخص الذي غير نظرة المجتمع الأمريكي والعالم تجاه شركات السيارات في العام 1965 بعد نشره كتاب Unsafe at Any Speed الذي يوافق اليوم الذكرى الخمسون لنشره، قام بمهاجمة شركات السيارات التي لا تهتم أبداً في ذلك الحين بإضافة عناصر السلامة الأساسية للسيارات للحد من حوادث السير وعدد الوفيات، وهو الكتاب الذي جعل الحكومة الأمريكية تقوم بإطلاق عدة قوانين تفرض على صناع السيارات إضافة خصائص السلامة، بالإضافة إلى الوعي من المجتمع تجاههم.
اليوم هاجم السيد “نادر” تقنية القيادة الذاتية الجديدة للسيارات، حيث إعتبرها خطر كبير يهدد سلامة السائق و السيارات الأخرى التي تحوم حوله، حيث قال “هذه التقنية تقودنا لخطر كبير في الطرق السريعة، شركات السيارات تريد تحويل السيارات إلى مضمار ترفيهي، أو مكتب متنقل، إشغال السائقين عن القيادة هو حالياً يقوم بتوليد آلاف الوفيات بشكل سنوي، وهم حاليا بسيارات الذاتية القيادة لا يملكون البرمجة الخاصة لجعل هذه السيارات تستطيع التعامل مع الطرق المزدحمة”.
في الأسبوع الماضي، أعلنت إدارة سلامة الطرق الأمريكية السريعة NHTSA أن 10% من إجمالي وفيات حوادث السير في العام 2014 هي بسبب إنشغال السائق بأمور أخرى غير القيادة، السيد نادر أكمل حديثه بأنه ليس ضد التقنيات الموجودة في السيارات حاليا، ولكنه ضد طريقة إستخدامها.
“بالتأكيد هناك فوائد من نظام تفادي الإصطدام الموجود في السيارات، ولكن المشكلة أن شركات السيارات عندما تبدأ في أمر ما فهي لا تستطيع التوقف، وهم الآن يقومون بتحويل السيارات إلى كمبيوترات معقدة، وهذا يعني أن السائق يفقد السيطرة على البرامج وكلما فقد السائق السيطرة بشكل أكبر، كلما كان أصعب عليه التحكم بالسيارة في الطريق”.
في 30 نوفمبر 1965، كتاب السيد “نادر” ساعد على إطلاق قوانين حماية السائقين المفروضة على شركات السيارات حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية وجميع دول العالم، فالكتاب أجبر الكونجرس الأمريكي في 1966 لإنشاء إدارة سلامة الطرق الأمريكية السريعة والتي بدأت عملها في 1970, لذلك رأيه تجاه تقنية القيادة الذاتية بلا شك سيشعل جدل هذه الأيام مع توجه معظم الشركات لهذه التقنية.