فولكس واجن طوارق V6 Terrain Tech, أحد الحلول الألمانية لارتفاع أسعار الوقود

15281
1

سيارة عائلية، كبيرة، مريحة، جودة و كفاءة عالية، و سعر مقبول. هذه هي أولويات رب الأسرة في البحث عن سيارة يومية له و لعائلته، و لكن مع ارتفاع أسعار الوقود مؤخراً، أضف “إستهلاك منخفض” كصفة جديدة لربما أصبحت هي الأهم لأصحاب الجيوب المتوسطة و الصغيرة. لا يخفى أنه من الصعب أن تجد تلك السيارة “المثالية” التي ستحقق جميع شروطك بالكامل دون التضحية بجزء ولو بسيط بأحدها. و لكن ستجد أيضاً السيارة الأقرب التي سترضي رغباتك وجيبك معاً. إحدى تلك السيارات هي فولكس واجن طوارق مع تحديثات منتصف العمر. و لكن هذه المرة ليست بمحركها الـV8 الذي قمنا بتجربته مسبقاً، و إنما محرك V6 بتقنية BlueMotion، و تحديثات منتصف العمر، برزمة Terrain Tech للطرق الوعرة.

ليكن المحرك على قدر المسؤولية، كان يجب عليه أن يوفق بين الأداء و الإستهلاك المنخفض للوقود، لذلك وقع الاختيار على محرك V6 بقوة 280 حصان، الرقم لا يبدو على الورق كبيراً بالنسبة لحجم المحرك، لأن التركيز كان على العزم الدوراني الذي يصل إلى 360 نيوتن-متر، و هذا يعتبر كاف في SUV من هذا الحجم و لهذا الغرض. أما محرك الـV8 فهوة بقوة 360 حصان و عزم دوراني يبلغ 430 نيوتن متر.

مهما كان المحرك، فإنه مرتبط بناقل حركة أوتوماتيكي من 8 سرعات ينقل القوة إلى العجلات الأربعة بنظام 4MOTION، ما يسمح بتسارع السيارة بمحرك الـV6 من 0 إلى 100 كم\س خلال 7.8 ثانية قبل الوصول للسرعة القصوى البالغة 228 كم\س.

BlueMotion هي تقنية فولكس واجن لتحسين استهلاك الوقود و تقليل الإنبعاثات عبر تسخير عدد من الأنظمة التي تعمل مع بعضها البعض لتحقيق أفضل نسب استهلاك، من مثل نظام إيقاف و تشغيل المحرك التلقائي، و إطارات بخاصية Low rolling resistance التي تتمتع بمقاومة اسفلت أقل عند السرعات المنخفضة، و نظام حفظ الطاقة عند استعمال المكابح، بالإضافة إلى تحسين إيروديناميكة التصميم. و بالتأكيد آلية عمل المحرك و ناقل الحركة التي تشكل الجزء الأهم.

بالنسبة لـSUV من هذا الحجم، فإن طوارق تقدم مستويات ثبات جيدة جداً، قد لا تكون بحدة بنت عمها بورش كايين، و لكنها ما تزال ممتعة و مريحة جداً عند القيادة، قد تلاحظ شيئاً من اللين في النظام التعليق عند المنعطفات حتى عندما تقودها على تلك المنعطفات بلطف، و لكن هذا لا يؤثر على مستويات الثبات على الإطلاق. فنظام التعليق الهوائي هو الذي سيلعب دور كبير في تفضيل طوارق بجانب محركها الإقتصادي على غيرها من المنافسين. نظام التعليق الهوائي يمكن طلبه كخيار إضافي, ويقدم لك أداء ممتاز و غير متوقع من طوارق على الطرقات الوعرة و في الصحراء، خصوصاً أنه سيرفع السيارة عن سطح الأرض بمسافة تصل لـ300 مم.

عدا نظام التعليق، فإن هنالك مكملات تجعل من طوارق Terrain Tech سيارة بر بأداء ممتاز، مثل ناقل الحركة الذي يوفر نسب صغيرة بين السرعات، نظام النزول من المنحدرات الذي يتحكم بسرعة السيارة لنزول آمن، و نظام رؤية بـ360 درجة.

تحديثات منتصف العمر لم تحدث تغييرات كبيرة في التصميم الخارجي. تغييرات في تصميم الإضاءة النهارية في المصابيح الأمامية على شكل حرف U داخل حرف L، و إضافة الكروم، الكثير من الكروم، في الصدام الأمامي و الخلفي و على الجوانب، و في الشبك الأمامي الذي أصبح بـ4 خطوط أفقية بدلاً من اثنان، لا يمكنني أن أنكر أنه قد زاد من جمالية السيارة و هيبتها على الطريق بطريقة تدل على سعرها، و هذه أعتبرها نقطة إيجابية. و لا ننسى تغيير شكل نهاية العوادم لتصبح متناسقة أكثر مع الخطوط التصميمية للصدام الخلفي.

تصميم الداخلية حافظ على لغة الرقي و البساطة، كل ما ستطاله يدك مصمم بطريقة تضع سهولة الإستعمال قبل جمال التصميم في سلم الأولويات. المقاعد كبيرة و مريحة، عدادات كبيرة و واضحة، أزرار التحكم بخصائص السيارة سهلة الوصول. أما التغييرات في الداخلية كانت حاضرة أيضاً و لكن بحضور خجول للغاية، إذ أن أبرز التغييرات كانت هي تغيير الإضاءة لجميع المفاتيح من اللون الأحمر إلى اللون الأبيض، تغيير قد يكون غير مهم أو عديم الفائدة بالنسبة للبعض، و لكنه تغييراً زاد من مستوى راحة العين عند القيادة في الليل. فيما عدا ذلك كانت التغييرات بتقديم ألوان جديدة للداخلية و تلبيساتها الخشبية. و بالرغم من أن جودة المواد المستخدمة كانت عالية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها ببنات عمها، كايين و Q7، لا من الناحية الجمالية و لا من ناحية الجودة، و لعل سعر طوارق سيبرر ذلك.

من ناحية الراحة، فلا كلام على المستويات التي توفرها طوارق، خصوصاً تلك المقاعد الكبيرة و المريحة كما ذكرت سابقاً، العزل الصوتي جيد جداً، ما يجعلها سيارة ممتازة على الطرقات السريعة و لمسافات طويلة، و ذلك ينطبق على جميع الركاب و ليس على السائق فقط، فبالرغم من قصر قاعدة عجلاتها مقارنة بسيارات SUV منافسة، إلا أن هذا لم يؤثر على مساحة الركاب في مقاعد الصف الخلفي على الإطلاق مهما كانت أطوالهم أم أحجامهم، هذا كان بالنسبة للطول و إرتفاع السقف اللذان يقدما مساحة جيدة للرأس و الأقدام، أما بالنسبة للعرض فإنها عريضة بما يكفي لتركيب ثلاثة مقاعد للأطفال في الخلف بجانب بعضها البعض. إذا إنها ليس مشكلة أيضاً. و لكن المشكلة، أو لنقل العيب الوحيد الذي يجده البعض في طوارق هو عدم وجود مقاعد الصف الثالث.

صندوق الأمتعة هو الآخر استفاد من العرض الكبير لطوارق و من ارتفاعها، مع إمكانية رفع أو خفض مؤخرة السيارة لتسهيل تحميل الأمتعة، و التحكم بالمقاعد و حنيّها لرفع الحجم الإجمالي للصندوق من 580 لتراً إلى 679 لتراً، و إذا ما زال هذا غير كافياً، فيمكن طوي المقاعد كلياً عبر أزرار متواجدة في نهاية الصندوق لزيادة حجم التخزين إلى 1,642 لتراً.

إذاً، مالذي يجعل طوارق من ضمن خيارات السيارات العالية المثالية في الظروف الراهنة من ارتفاع أسعار الوقود؟ ببساطة، إن طوارق ستوفر لك أداء مريح على الطرقات، قوي في البر، دون التضحية بأي من وسائل الترفيه، مع إستهلاك وقود جيد جداً نسبياً، و منافس قوي جداً في فئته باستهلاك لا يتعدي 9.9 لتر لكل 100 كم. إلا الـ”ولكن” موجودة، و ستكون في السعر، إذ أن سعر طوارق المنخفض سيتضاعف بسرعة مع التجهيزات التي ستطلبها.