يثير مشروع جوجل للقيادة الذاتية العديد من التساؤلات والتكهنات عن مستقبل السيارات والمواصلات، وقد توصلت جوجل أخيرا إلى شريك مستقبلي هو فيات كرايسلر بعد العديد من المفاوضات مع الشركات المصنعة للسيارات.
من أهم الشركات التي جلست مع جوجل على طاولة المفاوضات كانت جنرال موتورز، بي إم دبليو، ودايملر. ولكن أي من الشركات الثلاث رفضت الانخراط في شراكة مع جوجل وذلك بسبب واحد مشترك، البيانات الكبرى!
بداية مع جنرال موتورز، فقد وصلت المفاوضات إلى مرحلة متقدمة قياسا على الشركتين الأخريين ولكنهم وصلوا إلى طريق مسدود حيث كانت نقطة الخلاف الأساسية مع جوجل حول ملكية قواعد البيانات وحقوق الوصول إليها إذ أن جوجل تريد احتكار البيانات لنفسها بالكامل وتريد من شريكها القيام بعملية تصنيع السيارة فقط. وكانت نفس النقطة هي ما منع بي إم دبليو ودايملر من المضي قدما مع جوجل.
البيانات الكبرى هي من أهم نقاط القوة في زمن المعرفة والاتصالات حيث تتيح للشركات والدول الوصول إلى كم هائل من البيانات وتحليلها والخروج بالعديد من الأبحاث والدراسات التي يمكن الاستفادة منها لطرح مشاريع ومنتجات وقوانين وأمور أخرى كثيرة استنادا إلى تلك البيانات. وفي حالة جوجل ومشروعها للقيادة الذاتية فإن من أمثلة المعلومات الأماكن التي يذهب إليها الناس، الأسواق والمطاعم والمقاهي المفضلة لديهم، أوقات التواجد في السيارات والرحلات، حالة الشوارع والسير والازدحامات المرورية، إلى جانب نمط تصفحهم للإنترنت والعديد من الأمور الأخرى التي لا يمكن إحصاؤها.
تمثل البيانات أهمية كبرى لجوجل فهي في النهاية متخصصة في هذا المجال كما أنها تمتلك بالفعل العديد من قواعد البيانات الهائلة التي جمعتها من خلال مراقبة نمط بحث الناس من خلال محركها للبحث ومن خلال متصفحها للإنترنت ومن خلال جميع خدماتها الأخرى. وتريد جوجل في النهاية السيطرة على أكبر ما يمكن من أهم البيانات المتاحة، لتوظفها كما ذكرنا في دراسات تمكنها من طرح منتجات جديدة وخدمات جديدة والتي ستجمع من خلالها المزيد من البيانات والأموال بالتأكيد، لأجل إطلاق المزيد من المنتجات التي ستجمع من خلالها المزيد من البيانات والأموال.