حقق البطل السعودي السائق يزيد الراجحي إنجازًا جديدًا في مسيرته الاحترافية، إذ قاد فريق “أكس رايد – ميني” للفوز بلقب رالي كازاخستان 2018، الجولة الخامسة من كأس الاتحاد الدولي للسيارات “فيا” للراليات الصحراوية الطويلة “كروس كانتري”، والذي أُقيم في الفترة ما بين 27 أيار (مايو) و 2 حزيران (يونيو).
مُنذ البداية، وكعادته، سعى النجم السعودي يزيد الراجحي للمُنافسة على المراكز الأولى في رالي كازاخستان 2018، وفي هذه المرة بدا عازمًا على محو خيبة العام الماضي، واستغلال التجربة التي خاضها العام الماضي، مُطبقًا المقولة “لا يوجد إخفاقات بل تجارب لاكتساب الخبرة”، وشقّ طريقه في سهوب وصحاري آسيا الوسطى في سيارته “ميني جون كوبر ووركس رالي” رباعية الدفع، مع مُحرك “بي أم دبليو” بقوة 350 حصان تقريبًا، من تحضير فريق “أكس – رايد” الألماني، صاحب الخبرة الكبيرة في هذه الراليات.
وتضمنت نُسخة هذا العام من رالي كازاخستان مساراتٍ رملية، وكُثبان صحراوية، وسُهوب عُشبية شاسعة “إستِبس”، وغيرها من التضاريس، التي تُميز براري وسط آسيا عُمومًا، كما تم إعادة رسم مساراته، حيث أن 90 بالمئة منها جديدة بالكامل. وبلغت المسافة الإجمالية للمراحل الخاصة 1677 كيلومتر، وبمجموع 2450 كيلومتر تقريبًا مع مراحل الوصل.
وفيما يلي نظرة على تحركات الراجحي، وملّاحه الألماني تيمو غوتشالك، خلال الرالي؛ شهد اليوم الأول، الاثنين، خوض المرحلة الأولى (أكتاو – كيندرلي)، بطول 280.35 كيلومتر، إذ لم تُقم مرحلة استعراضية، وانطلق الراجحي من المركز الثامن، وسُرعان ما اكتسب عدة مراكز خلال المرحلة، ليُنهيها أولًا، بفارق دقيقَتَيْن تقريبًا عن أقرب مُنافسيه.
أعاد الراجحي الكرَّة في اليوم الثاني، الثُلاثاء، مع مرحلة (سينيك)، بطول 414.12 كيلومتر، رافعًا من وتيرته، بقصد بناء فارق مُريح عن مُطارديه، وبالفعل، نجح في إنهاء المرحلة أولًا، ورافعًا الفارق بينه وبين أقرب مُنافسيه إلى 7:42 دقائق، رغم تعطل أحد محاور نقل الحركة قُبيل 60 كيلومتر من نهاية المرحلة، واضطراره لافتتاح المسار، في حين تمكن من تجاوز الكثبان الرملية والشُجيرات الصحراوية بكفاءةٍ واقتدار.
وفي اليوم الثالث، الأربعاء، سجل الراجحي رابع أسرع توقيت، في المرحلة الثالثة (كيندرلي) بطول 327.47 كيلومتر، إذ لم يضغط كثيرًا على السيارة، ولكنه بقي مُحافظًا على صدارته للترتيب العام، مُعتمدًا على الفارق المُريح الذي بناه في المرحلتَيْن السابقتَين، وليرتاح قليلًا من مسألة فتح المسارات.
وفي اليوم الرابع، الخميس، سجل الراجحي ثالث أسرع توقيت في المرحلة الرابعة (كيندرلي – أكتاو) بطول 398.57 كيلومتر، إذ نجح في رفع صدراته في الترتيب العام إلى أزيد من ثمان دقائق، رغم أنه واجه عدة انثقابات في الإطارات. وفي اليوم الخامس، الجُمعة، المرحلة الخامسة (أكتاو) بطول 298.04 كيلومتر، وأنهى الراجحي المرحلة في المركز الرابع، ولكنه بقي مُحافظًا على صدارته للترتيب العام، رغم تقلص الفارق بينه وبين أقرب مُلاحقيه إلى 2:12 دقيقَتَيْن. وفي اليوم الأخير، السبت، خاض الراجحي المرحلة السادسة (أكتاو)، بطول 148.52 كيلومتر، وعن نتيجته هذه قال الراجحي: “الحمد للـه، أنهينا الرالي في المركز الأول، وهي نتيجة أكثر من رائعة، وثمرة الجُهود الكبيرة التي بذلناها طوال الأيام الماضية، من الناحية البدنية، والذهنية أيضاً، حيث كان علينا إدارة الفوارق بيننا وبين مُنافسينا، والحفاظ على السيارة خلال مراحل الرالي الصعبة والقاسية”.
وأضاف: “وبفضل اللـه، سار كل شيءٍ على ما يُرام، ولم نُواجه أية مشاكل أو تأخيرات كبيرة، حيث استفدنا من تجربة العام الماضي في تلافي الأخطاء وعلاج كل شيء لضمان أن لا نتعرض لمشاكل”.
وتُثبت هذه النتيجة أن البطل السعودي يسير على الطريق الصحيح في مسيرته الاحترافية، وسعيه الدؤوب لتحقيق الإنجازات التي تليق باسم المملكة العربية السعودية ورفع راية التوحيد في المحافل العالمية.
كما شكر يزيد الراجحي الراعي الرسمي لفريقه، سلسلة “جان برجر”، لتوفيرهم الدعم والاهتمام المُستمرَين له في جميع أنشطته الرياضية، على الصعيدين العالمي والإقليمي.