تشهد الموانئ الأمريكية تكدساً غير مسبوق للسيارات المستوردة، في حين تعلق كبرى شركات صناعة السيارات العالمية صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة للتكيف مع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات السيارات وقطع غيارها.
وفقاً لتقارير نقلتها صحف اقتصادية عن مسؤولين في قطاع الخدمات اللوجستية والسيارات، فإن آلاف السيارات المستوردة حديثاً متوقفة في الموانئ الأمريكية، مع اقتراب بعض المرافئ من بلوغ طاقتها الاستيعابية القصوى.
قررت شركات عالمية بارزة مثل أستون مارتن وأودي وجاكوار لاند روفر تعليق شحناتها مؤقتاً إلى الولايات المتحدة، على أمل أن تكفي مخزوناتها الحالية حتى تتضح الصورة وتُتخذ قرارات طويلة الأجل بشأن التجارة الدولية.
تلجأ شركات صناعة السيارات إلى عدة استراتيجيات لتجنب أو تأجيل دفع التعريفات الجمركية الجديدة المرتفعة، منها الاحتفاظ بالسيارات في الموانئ حيث تتجنب الشركات دفع الرسوم قبل الحاجة الفعلية إلى نقلها إلى الطرقات. حيث يسمح قانون الولايات المتحدة بتخزين السيارات دون دفع رسوم جمركية فورية.
فيما يعرف باستراتيجية “الانتظار والترقب”، تنتظر العديد من العلامات التجارية لمعرفة مآل هذه التعريفات، خاصة مع إمكانية تغير الموقف الرئاسي بسرعة. فبالرغم من فرض تعريفة شاملة بنسبة 25% على جميع السيارات المستوردة والوعد بفرض ضرائب على قطع غيار السيارات الأجنبية اعتباراً من 3 مايو، لا تزال العديد من التفاصيل غامضة.
عبّر مسؤول تنفيذي في قطاع السيارات الألماني عن قلقه قائلاً: “لم يكن من الواضح ما الذي يشكل جزءاً من السيارة: هل الجزء هو المحرك، أم أنه كل برغي في المحرك؟”
رغم تعليق الرئيس ترامب مؤقتاً لزيادات التعريفات الشاملة لمدة 90 يوماً في التعاملات مع العديد من البلدان، تظل التعريفة المنفصلة بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار سارية المفعول، مما يضع شركات صناعة السيارات أمام تحديات غير مسبوقة في السوق الأمريكي.