تؤثر القيود البيئية في صناعة السيارات لدرجة أنها قد تلغي فكرة إنتاج سيارة ما، أو حتى تسويقها في مكان معين بسبب ارتفاع سعرها المبالغ فيه أو حتى أن القيود البيئية في المنطقة المستهدفة لا تستحق المغامرة بإطلاق الطراز “البيئي” فيها، كما هو الحال مع أغلب الدول العربية والتي لا تضع أنظمة بيئية كافية لتقليل الانبعاثات بالإضافة لانحسار الثقافة البيئية في المجتمع مما يجعل فرص المركبات الهجينة والكهربائية شبه معدومة.
قبل فترة قصيرة تحدثت مجموعة بي ام دبليو عن سلسلة “i” بقولها ” عندما نصنع سيارة صديقة للبيئة فإننا نعني أنها بالكامل كذلك ويشمل خطوات التصنيع من الصفر في حين أن من المنافسين من ينتج الكثير من التلوث للبيئة أثناء التصنيع وفقط المنتج النهائي صديق للبيئة” وهذا معنى شمولي بشكل أفضل للشركة الألمانية، وعلى كل حال كان هذا التصريح من فرعها الأمريكي. ومن الواضح أن تصنيع سيارة صديقة للبيئة مكلف كثيراً بمفهوم بي ام دبليو ولكن في النهاية هناك i8 و i3 والعديد من الأشياء الرائعة بداخلهما.
أما تيسلا فاختارت أن تضيف إلى أسلوب بي ام دبليو محطات شحن بالطاقة الشمسية في أنحاء الولايات المتحدة للتأكد من أنها لا تشكل أي ضرر بيئي، ولكل صانع طريقته في الانتاج التي تميزه عن البقية وتجعل منتجه يحقق معدلات مبيعات أفضل من البقية، وبالطبع تختلف تلك الطريقة بين قطاع الفاخرة والرياضية والرياضية الفاخرة والرياضية والعملية …إلخ!
فمثلاً، تويوتا تضع كل رهاناتها على الإعتمادية حتى بالتضحية ببعض الأساسيات في ذات القطاع أو بالمبالغة في الأسعار، في حين أن بورش تعتمد على أداء متقارب بين كل طرازاتها وكذلك تسلسل أسعار متداخل، أما هيونداي فتشارك معظم القطع بين سياراتها حتى الأجيال السابقة منها لتقليل التكلفة والتالف أكثر أي شركة أخرى، وتقوم فولكس واجن بسياسة مقاربة في التصنيع باستثناء بعض الطرز.
الأمر الجديد والجيد هو ما ألمحت إليه بي ام دبليو عن طريقة التصنيع وأن سبب ارتفاع تكاليف انتاج سياراتها بسبب أن مصانعها صديقة للبيئة وشبه عديمة الانبعاثات، في حين أن أغلب الشركات الأمريكية وبرغم تقديمها سيارات كهربائية أو هجينة إلا أن معاييرها في طريقة التصنيع تعتبر متساهلة جداً مما يجعل سياراتها ليست صديقة للبيئة حرفياً.
ومعظم الدول تقدم تسهيلات ضريبية على السيارات حسب قلة استهلاكها، ولذلك تجد محركات صغيرة جداً بشواحن توربينية أو كهربائية بالكامل أو أنظمة هجينة، والواضح في الأمر أن الشركات الأوروبية شبه مجبرة على هذه الطريقة في التصنيع بسبب صرامة القوانين البيئية، واليابانية أحياناً ولكن الشركات تكون مجبرة في حالة تصنيعها في الولايات المتحدة الأمريكية أن تصرف الكثير من الأموال على الاهتمام بالبيئة والعناية بمخلفات المصانع.
في السويد تحديداً تخضع صناعة السيارات للعديد من القوانين الصارمة لإعادة التدوير، إذ يتوجب على المصنعين أن يعرفو كيفية إعادة استخدام منتجاتهم بعد انتهاء دورتها التشغيلية، فشاحنات فولفو على سبيل المثال يعاد تدويرها بنسبة 95% ويشمل ذلك السوائل والإطارات، وتشتهر السويد أصلاً بتدوير النفايات لدرجة أنها تستوردها.
بعض قطع المنتجات كالزجاج لا يمكن إعادة تدويره ليصبح زجاج شفافاً جديد بسبب أن تكلفة تصنيعه من الصفر أقل تكلفة من إعادة استخدامه، وكذلك هو لا يشكل ضرراً على البيئة، ولكن اعادة استخدامه تنحصر في بعض المجالات على شكل شظايا وليس قطعاً منتظمه.
وتتخذ بعض الشركات طرقاً ملتوية لتخفيض أسعار منتجاتها فتلجأ لتوظيف القصر أو التصنيع في دول بلا قيود بيئية للتخلص من النفايات بشكل غير ملائم، وكذلك تلجأ للتصنيع في الدول التي تقبل بالفساد وربما بإشراك بعض الشخصيات الرسمية كغطاء للعمل وهذا يهدد صناعة السيارات ويجعلها ممارسة غير شريفة، وقد حدثت فضيحة مع نايكي الأمريكية والمختصة في التجهيزات الرياضية بأن خرجت مظاهرات تتهمها بانتهاك حقوق الأطفال واستغلال حاجتهم مقابل الفتات برغم أرباحها الهائلة، وتتخذ نايكي في فيتنام وبعض الدول الفقيرة مصانع لمنتجاتها.
يجب أن يدرك الناس مصير آلاتهم بعد 15-35 عاماً من الخدمة، وبرغم أن الكثير من العلامات تصمد أكثر من نصف قرن إلا أننا يجب أن نضع في الحسبان أن كل عام يمر على منتج ما يأخذ من كفاءته فتتضاءل قدرته، وهذا بدوره يهدر الكثير من الطاقة بلا فائدة كل عام، ولذلك دورة حياة الشاحنات قصيرة للغاية في بعض الدول فلا تزيد عن 8 سنوات حفاظاً على أداء عالٍ واستهلاك منخفض للوقود.
وتسن بعض الدول قوانين لتقييد حركة السيارات التي مضى على انتاجها اكثر من 20 عام فينتهي الأمر بها إلى أحواش التجميع وفصل المواد أو إلى المتاحف حيث يهوى جامعو السيارات إبقاءها. وقليلاً ما تحصل تلك السيارات على تصاريح للسير خصوصاً وإن كانت نوعية تصنيعها رديئة كما هو حال معظم السيارات الآسيوية، وهذا يبرر ارتفاع أسعار الأوروبية كونها تستطيع الحفاظ على أدائها مدة أطول.
وحتى السيارات الكهربائية تخضع لقوانين إعادة التدوير، وبرغم انخفاض تكلفة البطاريات نسبياً إلا أن تكلفة إعادة تصنيعها مرتفعة جداً إضافة إلى أن بقاءها يهدد البيئة لذلك تباع السيارات الكهربائية بأسعار مرتفعة لأنها في بعض الدول ترغم على المشاركة في إعادة التدوير.
المشكلة الكبرى في أشكال محركات W وV أنها تستهلك الكثير من الوقود مقارنة بالمحركات الخطية في حالة السكون ولذلك أوجد نظام Start/Stop الذي يعنى بإيقاف عمل المحرك أثناء الوقوف التام والذي ليس متاحاً بشكل واسع في محركات 4 و 3 سلندر.
وينصح الخبراء بفحص السيارة بالكامل كل عام وتشمل الفحوصات تقييماً مئوياً لما بقي من أداء المحرك مما يعطيك فكرة عما إذا كان من المفترض أن تتخلص منها أم لا. وعلى كل حال تأتي التقنية بتقنية أحدث منها ولا نبدأ من الصفر عند كل اختراع، لذلك استخدام الأدوات القديمة له عيوب تطغى على محاسنه.
والنتيجة النهائية هو أن اعتماد النموذج للانتاج يأتي بعد التأكد من أن المواد المستخدمة يمكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها أو تفكيكها لتعمل مع قطع أخرى.