هل يمكن لسيارتك ان تصيبك بأمراض سرطانية بعدم تهويتها؟

1318
3
@يزيد سبحي

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض التقارير التي تفيد بأن هناك “دراسات” تثبت ان عدم تهوية السيارة بعد توقفها فترة طويلة تحت اشعة الشمس قد يصيب ركّابها بأمراض سرطانية. ولكن كموقع مختص بالسيارات يجب علينا الحد من هذه الإشاعة, واثبات انه لا يوجد خطر الإصابة بأي مرض او سرطان بعدم تهوية السيارة.

تقول جريدة اليوم انه بناءً على “ابحاث علمية” مجهولة المصدر, تبعث المواد البلاستيكية والمقاعد غاز البنزين بتعرضها للحرارة المرتفعة. وتصل لكميات كبيرة تصيب الركّاب بأمراض مثل تسمم العظام, فقر الدم, نقص الكريات البيضاء. وقد تصل الحالة للأسوأ بتعرض الركاب لمرض اللوكيميا السرطاني, واجهاض المرأة الحامل.

وبعد بحثنا عن حقيقة هذه التقارير, وجدنا انها قديمة جداً. حيث يعود اول ظهور لها في عام 2007. وفي مقتبل عمرها في 2011 قامت جمعية السرطان الأمريكية بتحرّي القضية وردع الإشاعة نهائياً. في نفس العام, نشرت الجمعية بيان صحفي يسرد لائحة من الدراسات التي تمكّنت من انكارها.

حسب الإشاعات المنتشرة, الحد الأقصى لغاز البنزين في الأماكن المغلقة يجب ان لا يقل عن 50 ملغ/قدم مربّع. ثم يذكر بأن معدّل الغاز في السيارات المغلقة والمتوقفة يصل لـ “2000 الى 4000 ملغ” كما نُقل من المصدر. تشير الجمعية الى خطأ واضح في المعلومة, وهو عدم قياس كتلة المادّة الكيمائية في الهواء نسبةً الى مساحة, كُتب “ملغ” بدلاً من “ملغ/قدم مربع”.

وان كان اثبات ضعف ناشر الإشاعة في وحدات الكتل غير كافياً, تشير الجمعية ايضاً الى ان هناك دراسة المانية في عام 2007 اثبتت عدم صحّتها. في هذه الدراسة, تم احضار سيارتين متطابقتين في الداخلية احداهما عمرها 3 سنين والأخرى جديدة. وجدت الدراسة ان نسبة الكيميائيات كانت اكثر في السيارة الجديدة, ولكنها كانت في الحقيقة تمثّل 1/10 المعدّل الذي تزعمه الإشاعة. وفي الحقيقة, الدراسة لم تجد غاز البنزين ابداً من بين الـ 40 مادّة التي عثرت عليها.

وبالرغم من عدم وجود غاز البنزين في تلك الدراسة, الا انها وجدت مواد اخرى مصيبة للسرطان. ولكن كمياتها قليلة جداً, ولا تفرق عن كميات المواد نفسها التي تتواجد داخل المباني. لذلك ان كان هناك “خطر” الإصابة بالسرطان في السيارات, فلابد ان هناك خطر داخل المباني ايضاً. وهذا لا يمكن ان يكون صحيحاً.