عندما قامت كل من شركتي بي إم دبليو وفولكس واجن بشراء رولز رويس وبنتلي عام 1998. وجدت مرسيدس- بنز نفسها خارج المنافسة لأول مره أمام شقيقتيها الألمانيتين. فماذا فعلت؟ أحيت الشركة اسم مايباخ لتدخل به عالم سيارات النخبة وجهاً لوجه مع رولز رويس وبنتلي.
خطوة ذكية لم يكتب لها النجاح، والسبب؟ هذا ما سأتحدث عنه من منظور شخصي مبسّط.
غالباً ما يكون ملاك هذه الفئة من السيارات متطلبين وباحثين عن التميّز بأدق التفاصيل. لذا، كانت فرصة ممتازة لمرسيدس لتقدم سيارة بتصميم فريد ومميّز لا يمت لأي سيارة حاليه بأي صله، وتسجّل فيه ولادة أول سيارة ألمانية مخصصة للنخبة.
ولكن بدلاً من تطوير سيارة جديدة بالكامل كما فعلت بي إم دبليو مع رولز رويس وفولكس واجن مع بنتلي. قررت مرسيدس استعارة هيكل الجيل الرابع من S-Class (2000 – 2006) وادخلت عليها بعض التعديلات التي لم تستطيع ان تبعدها تماماً عن الـ S-Class.
وهنا كانت أساس المشكلة.!
حيث جرت العادة في عالم السيارات ان تكون اعلى فئة من موديلات أي شركة هي الرمز الذي يحتذى به والذي تضع فيه الشركة كل جديد. ولاحقاً، يستوحى منها فئات اصغر بمواصفات وسعر أقل لتكون متاحه للعملاء الشغوفين الأقل ثراءً.
مثال: تأثير تصميم الفئة السابعة من بي إم دبليو على الفئة الخامسة والثالثة، وكذلك الـ S كلاس من مرسيدس على فئتي C و E.
ولكن ما حدث مع مايباخ كان العكس.! فاصبح السؤال: هل سيدفع النخبة أكثر من مليون ريال على سيارة تشبه لحد كبير من الخارج والداخل سيارة أخرى (S-Class) يبدأ سعرها بذلك الوقت من 220,000 ريال؟
فانعكست الإجابة بضعف وبطء المبيعات لمايباخ، في وقت كانت فيه رولز رويس وبنتلي تحصدان نجاح التخطيط المتقن وتحققان أرقام مبيعات لم تعهدها الشركتان من قبل.
وزاد الأمر سوءاً عندما كشفت مرسيدس عام 2007 عن S-Class جديدة أجمل واحدث من سابقتها بمراحل. فتلقائياً، اصبح الناس يربطون شكل المايباخ بـالمرسيدس “القديمة”.
حينها، لم يكن من الصعب التنبؤ بفشل العلامة الألمانية الفاخرة، والتي لم تستطع مرسيدس خلال 11 سنة بيع أكثر من 3000 موديل منها. وهذا ما حصل بالفعل، فتم إلغاء علامة مايباخ للمره الثانية في شهر اغسطس من عام 2012.
أما اليوم، فيبدو أن إصرار مرسيدس للدخول في قطاع سيارات النخبة قد عاد من جديد. فبعد الكشف عن S-Class 2014 الجديدة كلياً، تم الإعلان عن فئة S600 Pullman بمواصفات أكثر رفاهية لتنافس بها مجدداً كل من رولز رويس وبنتلي.
فهل يا ترى سيكون النجاح حليف مرسيدس هذه المره؟