اصبحت ردود القراء مصدر متعه عندما يتعلق أي خبر منشور عن سيارة جديدة كورية، يابانية، أمريكية أو ألمانية. فغالباً ما تخرج الردود عن الموضوع ويفتح نقاش جديد بأن: “الياباني أحسن من الكوري” و “الأمريكي أحسن من الياباني” و “الألماني أحسن منهم كلهم”. وتزيد حدة النقاش بإصرار كل طرف على رأيه.
طبعاً مشاركات الجميع وآرائهم محط إحترام وتقدير. ولكن، يلفت نظري التشدد لجنسية السيارة والسمعة السائدة عن كل بلد وصناعته. مما يؤكّد لي عدم معرفة أغلب القراء بالتغييرات التي طرأت في صناعة السيارات خلال السنوات القليلة الماضية.
هوندا لديها 29 مصنع حول العالم أغلبها لصنع السيارات. خمسة منهم فقط موجودة في اليابان، وثلاثة من الخمس مصانع مخصصة للدراجات النارية وناقل حركة للسيارات. والمصنعان المتبقيان واحد منهما للسيارات المصدرة للخارج والآخر للموديلات المحلية.
ومصانعها في تركيا وإندونيسيا وتايلند والهند تصنع عدة موديلات بما فيها التي تباع في منطقتنا مثل أكورد وسيفيك وسيتي و CR-V. وحقيقة لا أعلم ان كانت الموديلات المذكورة تصدر لنا من هذه الدول، ولكن من المنطقي جداً والمربح لهوندا ان تفعل ذلك.
وتويوتا لديها 65 مصنع حول العالم، منها 16 مصنعاً موجودة في اليابان. تسعة منها تحولت إلى مراكز أبحاث وتصنيع محركات وناقل حركة ومستلزمات أخرى تخص السيارات، والسبع مصانع الأخرى تنتج بعض موديلات تويوتا المحليّة وجميع موديلات لكزس.
إحدى مصانع تويوتا في تايلاند تنتج كورولا وكامري ومصنعان آخران لهايلكس وفورتشنر مخصصان للتصدير للشرق الأوسط فقط، مع مصنع رابع للمحركات. مما يجعلني أتسائل، بعد إعلان تويوتا إغلاق مصنعها الاسترالي في 2017، هل ستكون موديلات تويوتا في الخليج (عدا الأفالون الأمريكية) تايلندية بالكامل؟
وأيضاً، موديلي 318i و 520i المباعة في الخليج من بي ام دبليو تأتينا من مصنعها في ماليزيا. فهل يوجد موديلات أخرى تأتينا من مصانعها الموجود في مصر وجنوب أفريقيا؟ ومصانع مرسيدس المنتشرة في تركيا ومصر وتايلاند تنتج موديلات الـ A و C و E و S كلاس، فهل أي من هذه الفئات تصدر لأسواقنا؟
و85 في المئة من سيارات نيسان تنتج في الولايات المتحدة مما يجعل سياراتها أمريكية أكثر من سيارات الشركات الأمريكية. في وقت معظم سيارات شركة كرايسلر وبعض موديلات جي إم وفورد تصنع في كندا والمكسيك.
وعلاوة على ذلك، أصبحت تقوم معظم شركات السيارات العالمية، إن لم تكن جميعها، بتصنيع قطع الأجزاء الأخرى لسياراتها في الصين. فهل هذه التغييرات تعني أن السيارات المعروفة بجودتها أصبحت أقل جودة؟
ما يهمني عزيزي القاريء في الدرجة الأولى هو معرفة التالي: هل قيادتك لسيارة ألمانية مصنوعة في مصر أو يابانية مصنوعة في إندونيسيا أو أمريكية مصنوعة في المكسيك يمكن أن تغير نظرتك في السيارة أو الماركة المفضلة لديك؟ وهل تعتقد أن إختلاف بلد المنشأ عن مكان الصنع يعني أن السيارة أصبحت أقل إعتمادية وأقل جودة؟