عندما قدّمت فورد الجيل الرابع من فورد موستانج, كانت السيارة في حالة حرجة بسبب ضعف مبيعات الجيل الثالث مقارنة بالأجيال الأولى. مخاطرة استبدال الجيل الرابع الناجح كانت صعبة, ولكن مازال عليها فعل ذلك لكي تقابل شروط المستهلكين الجديدة, واستغلال الصناعة الحديثة, وبشكل عام تجديد السيارة وتصميمها.
بدأت الشركة في تطوير الجيل الخامس من موستانج في عام 2003 بالكشف عن سيارة اختبارية تلمّح لها, وبدأت في انتاجها من نهاية عام 2004 كموديل 2005 حتى توقّفت عام 2013. حصلت السيارة على العديد من النسخ الخاصة, وتحديثات لموديل عام 2010, وفئات جديدة مثل Boss 302 و كوبرا Jet المخصصة لسباقات ربع الميل الشوارع.
بداية قصّة الجيل الخامس بالسيارة الإختبارية S-197
كشفت فورد عن موستانج GT S-197 الإختبارية في عام 2003 بمعرض امريكا الشمالية بديترويت. كانت السيارة مبنية على قاعدة العجلات D2C التي ستكون قاعدة عجلات الجيل الخامس من موستانج. وكما نرى من الصور, الجيل الخامس اخذ الكثير من تصميم السيارة الإختبارية. تم تصميم السيارة من قبل المصمم Sid Ramnarace, وبتوجيهات من فورد جعل السيارة تبدو كـ “موستانج 1964 حديثة”.
حافظت موستانج في جيلها الخامس على تصميم المصابيح الأمامية, والتصميم العام للجانبية, والشبك الأمامي. اما المصابيح الخلفية, فقد صغر حجمها في النسخة الإنتاجية مقارنة بالتي في S-197 الإختبارية.
موستناج 2005, الجيل الخامس: إعادة بناء موستانج من الصفر
هناك سبب واحد يجعلنا ان نقول ان الجيل الخامس تم اعادة بناءه بالكامل, وهذا بسبب استخدام قاعدة العجلات الجديدة D2C. تم تطويرها بجانب قاعدة العجلات DWE, التي كانت تحمل لنكولن LS, وفورد Thunderbird, وجاكوار S-Type. لهذا السبب, تعتبر D2C هي نسخة معدّلة لموستانج من DWE, عدا انها افضل من ناحية التماسك ونظام التعليق.
بدأ انتاج الجيل الخامس في شهر سبتمبر من عام 2004, واطلاقها كموديل 2005. تحصل فيه الفئة الأساسية على محرك V6 بسعة 4.0 لتر بقوة 210 حصان. تم توفيره لموستانج 2005 باستبدال محرك الـ V6 سعة 3.8 لتر. كان المحرك يرتبط اما بناقل حركة يدوي او اوتوماتيكي بـ 5 سرعات. في عام 2006, تم توفير رزمة Pony Pack التي تضيف انظمة تعليق رياضية الى الفئة ذات محرك الـ V6. نظام التعليق كان قادم من موستانج GT 2005.
اما موستانج GT الجديدة, فكانت مزودة بمحرك 4.6 لتر V8, يولد 300 حصان, كان تسارعها الى 100 كم/س يحتاج 5 ثواني فقط.
تم الكشف عن موستانج Shelby GT في 2006, كانت عبارة عن موستانج GT معدّلة من قبل شركة Carroll Shelby. بعد التعديل, اصبحت قوة السيارة 319 حصان, وهذا بفضل نظام التبريد الرياضي من فورد, ونظام العادم عالي الأداء.
في عام 2008, عادت نسخة Bullett مو موستانج الى الجيل الخامس, والتي تم تقديمها لأول مرة في الجيل الرابع. كانت السيارة بنفس مواصفات النسخة في الجيل الرابع, مطلية اما باللون الأخضر او اللون الأسود. هذه النسخة تم استيحائها من فيلم Bullett عام 1968 حين كانت موستانج تخوذ مطاردات مثيرة. كانت السيارة مزودة بمحرك GT ولكن ارتفعت قوته لتصل الى 315 حصان.
قبل 5 اعوام من اليوم, كانت فورد موستانج في عامها الـ 45, وللإحتفال بذلك قدّمت فورد نسخة خاصة بهذه المناسبة. كانت النسخة تتوفر في موستانج GT 2009, وكانت تضيف شعارات الإحتفال بالذكرى االـ 45, وراديو بالفمر الصناعي, وفتحة اختيارية على غطاء المحرك, وجناح خلفي, واضاءات داخلية جديدة, وجنوط 17 انش.
لم تكتفي فورد بتوفير نسخة خاصة فقط, بل كشفت ايضاً عن النسخة الحصرية والمحدودة موستانج Iacocca لموديل عام 2009 ونصف. للتذكر, Lee Iacocca هو احد الإداريين الذين قاموا بالقدوم بفكرة موستانج منذ البداية. تم بناء السيارة بمساعدة استديو عائلة Gaffoglio في كاليفورنيا, يوجد منها 45 نسخة في العالم فقط.
قدّمت فورد فئة GT500 من شيلبي في موديل عام 2007, عمل عليها فريق قسم SVR من فورد. كانت السيارة مزودة بمحرك V8 سعة 5.4 لتر بقوة 500 حصان. ورغم وزنها الكبير وتوزيعه الغير متوازن (42% في الخلف و 57% في الأمام), كانت موستانج GT500 قوية جداً. ففي اختبارات مجلة Car&Driver على الحلبة, قامت السيارة بإكمال دورة على حلبة فيرجينيا في 3:05.9 دقيقة فقط. هذا الرقم جعلها اسرع من سيارات كثيرة مثل بورش كايمان S, وبورش 911 تيربو, وبي ام دبليو M6.
في عام 2008, كشفت فورد عن فئة GT500KR, ترمز فيها الحرفين KR الى King of the Road, اي “ملك الطريق”. وهي تعيد احياء فئة حملت نفس الإسم في موستانج شيلبي 1968. تم تعديل محرك GT500 في هذه الفئة ليولد 540 حصان. وقامت فورد بتغيير نظام التعليق الى اخر افضل من GT500, لتحل مشكلة توزيع الوزن بين المقدّمة والمؤخرة.
تحديث موديل عام 2010
تم الكشف عن موستانج 2010 بتحديثات منتصف العمر في معرض لوس انجلوس بعام 2008, ولم يتم اطلاقها الا بعد عام في سبتمبر 2009. بدأت فورد العمل على هذا التصميم منذ عام 2005, وتقول انها خرجت بتصميم افضل اداءاً وايروديناميكياً يقوم بتخفيف قوة السحب بـ 4% في V6, و بـ 7% في GT. اما بالنسبة للتصميم الخارجي, فحصلت السيارة على مصابيح ومرايات جديدة, وغطاء محرك بارز, وشعار جديد. واصبحت اشارات الإنعطافات تقوم بالعمل بطريقة ديناميكية في الخلف, تتحرك من الداخل الى الخارج.
تغيّر تصميم الداخلية ايضاً, واصبحت بمواد افخم. وتم تزويدها بنظام فورد SYNC بشكل اساسي عوضاً عن توفّره برزمة منفصلة كما في الموديل السابق.
يجدر الإشارة بأن هذا الموديل هو الأول الذي يصل الى اليابان, ولكن بتغييرات عديدة لمقابلة شروط ومقاييس اليابان. مثل اضافة اشارات الإنعطافات في الجوانب, وتغيير اضاءات المصابيح الخلفية, وازالة العواكس.
موستانج GT 2010 حصلت على قوة اضافية في تحديث منتصف العمر, حيث اصبحت تولد 315 حصان. وبالطبع, حصلت على العديد من التعديلات الميكانيكية في نظام التعليق لتحسين قيادتها ومتعتها.
تم الكشف عن موستانج شيلبي GT500 موديل 2010 في معرض نيويورك عام 2009, حصلت على التصميم الجديد ايضاً في تحديث منتصف العمر, وذلك بالشبك الأمامي الكبير, والفتحة السفلية الكبيرة, وغطاء المحرك, وعلامات شيلبي كوبرا في انحاء السيارة. كما تم اضافة بض القطع الميكانيكية من موستانج شيلبي GT500KR, واصبحت بقوة 540 حصان.
موستانج موديل 2011 و 2012
موستانج 2011 و 2012 حصلت على بعض التحديثات في محركات المتوفّرة. فقد تم استبدال محرك V6 سعة 4.0 لتر الموجود في الفئات الأساسسية منذ عام 2005 بمحرك V8 سعة 3.7 لتر بقوة 3.5 حصان. واصبحت موستانج تتوفر بناقل حركة اوتوماتيكي من 6 سرعات جديد يحسّن من استهلاكها للوقود. كما حصلت ايضاً على مفتاح فورد الذكي MyKey, ونظام توجيه كهربائي, ومرايات بنظام التنبيه بالنقطة العمياء, وزر لفتح باب اي جراج.
ومن بداية عام 2011, تم استبدال محرك الـ V8 سعة 4.6 لتر في موستانج GT بمحرك V8 سعة 5.0 لتر بقوة 402 باستخدام وقود عادي. اما باستخدام وقود بـ 91 اوكتين او اكثر تصبح قوة المحرك 412 حصان. ومثل الفئة الأساسية, تحصل السيارة على نواقل حركة جديدة من 6 سرعات اتوماتيكية او يدوية, وذلك لتحسين استهلاكها للوقود.
اما بالنسبة لموستانج شيلبي GT500 2011 فحصلت على محرك V8 جديد من الألومنيوم بسعة 5.4 لتر, وبفضل تحسّن المواد المستخدمة والتعديلات في بناءه اصبح المحرك يولد 550 حصان. توفّرت فئة SVT Performance منها ايضاً, والتي تحسّن المحاور الخلفية, وتضيف جنوط بقياس 19 انش في الخلف و 20 انش في الأمام, واطارات رياضية, ومساعدات اصلب.
موديل 2012 من شيلبي GT500 حصلت على تحديثات مظهرية طفيفة مثل المصابيح الـ HID, وخيار السقف الزجاجي.
في عام 2012, اعادت فورد استخدام اسم Boss 302 من جديد, وذلك في فئة جديدة مبنية على اساس GT. يمكن القول بأن السيارة عبارة عن GT مجهّزة للحلبات. حصلت على محرك V8 سعة 5.0 لتر بقوة 444 حصان, مرتبط بناقل حركة يدوي من 6 سرعات. رزمة الخارجية الإيروديناميكية تم استيحائها من المتسابقة موستانج 302R.
حصلت السيارة على نسخة خاصة لحلبة Laguna Seca التي تضيف مقاعد رياضية من Recaro, ومحور خلفي محدود, وتعديلات في نظام التعليق. وتخسر السيارة المقاعد الخلفية لتخفيف الوزن.
وكشفت فورد ايضاً عن فئة Cobra Jet المخصصة لسباقات ربع الميل لموديل عام 2012, وهي تعيد استخدام اسم قديم ايضاً لم يتواجد في فورد منذ اعوام السبعينيات. رغم انها ليست قانونية على الطرقات, الا انها تعتبر انتاجية, ولم يتم انتاج الا 50 نسخة فقط. الأرقام المسجّلة لها هي 1.52 ثواني فقط للوصول الى 100 كم/س, وربع ميل في 7.848 ثواني. هذه الأرقام القياسيةي جعلتها اسرع سيارة في العالم حينها, محطّمة بذلك ارقام بوقاتي فايرون و Ariel Atom V8. كانت السيارة تتوفر اما بمحرك V8 سعة 5.0 او 5.4 لتر, يستطيع المشتري طلبها بالتنفّس الطبيعي او بالسوبرتشارج. تتراوح قوة السيارة مابين 430 الى 800 حصان. استخدمت المحركات ناقل حركة مخصص للسباقات بـ 3 سرعات.
تحديث موديل عام 2013
حصلت موستانج على تحديثات جديدة ايضاً لعام 2013, مثل الشبك الأمامي الكبير, ومصابيح الـ HID الأساسية الموازية لمصابيح LED نحيلة. ومن الخلف حصلت على مصابيح LED بتأشير انعطافات ديناميكي مثل موديل عام 2010. من الداخل, حصلت موستانج 2013 على شاشة معلومات بقياس 4.2 انش بين العدّادات,يستطيع السائق عبرها من قراءة معلومات قوة G, واوقات التسارع, ومعلومات حيوية اخرى.
تميّزت موستانج GT 2013 عن الأساسية بمصابيح خلفية معتّمة, ومصابيح ضباب على الشبك الأمامي, وفتحات على جوانب غطاء المحرك.ارتفعت قوة محركها بـ 8 احصنة لتصبح 420 حصان.
موستانج شيلبي GT500 حصلت على اكبر تحديثاتها في هذا الجيل. فقد زوّدت بمحرك V8 سوبرتشارج سعة 5.8 لتر بقوة 662 حصان.
وصلنا الى نهاية الأجيال المتوفرة في الأسواق, فبعد هذا الجيل يأتي الجيل السادس الجديد كلياً, والذي لن يتوفر في الأسواق الا لاحقاً هذا العام. سنتحدّث عن قصتها في مقال منفصل بإذن الله.