قد لا يعلم الكثير أن مفهوم التصميم لدى شركات السيارات يتغير بتغيّر أطباع وعادات الناس المكتسبة ، ويؤثر عليها بشكل مباشر مع تقدّم الوقت . لذلك تسعى الشركات جاهده لمعرفة كل ما هو جديد ومرغوب عند الناس وتتماشى معه لتحاول أن تستخدمه كأداة جذب بسياراتها الجديدة .
ومن بعض الأمثله على ذلك ، أنه بموديلات السيارات الأمريكية في التسعينيات اصبح حامل الكوب ( cup holder ) من الأساسيات التي يضعها المشتري الأمريكي بالاعتبار عند شراء السيارة مهما كان نوعها . وبحكم النمط السريع للحياة العملية للمجتمع الأمريكي فإن جميع الشركات الأجنبية بدأت بطريقة أو بأخرى إضافة حامل الكوب بسياراتها لتكسب رضا المشتري الأمريكي ، والذي يمثّل السوق الأكثر ربحاً لمبيعات السيارات في العالم .
ومن المفارقات المضحكة – في ذلك الوقت – أنه عند أختبار سيارة بورشه 911 في مجلات أو برامج السيارات التلفزيونية ، وهي سيارة رياضية من الطراز الأول وغنيّة عن التعريف . فقد كان يثنى على آداء السيارة المشهورة به بورش وكيف أنها من أفضل السيارات الرياضية في العالم . ومع ذلك ، كان يذكر دائماً أن من عيوب الـ 911 أنه لا يوجد بها حامل أكواب للسائق أو حتى للراكب الأمامي . وفقدان هذه الخاصيَة كان احياناً يحرم بورش من الحصول على العلامة الكاملة لتجربة القيادة . ولأنه أصبح مطلب أساسي ، اضطرت الشركة لإضافة هذه الخاصيّه لاحقاً في الجيل الجديد الذي قدمته كموديل عام 1999 .
وأذكر أيضاً أن جنرال موتورز كانت أول من يصمم مسند اليد الوسطي – بين السائق والراكب الأمامي – بحجم كبير لشاحنات الدفع الرباعي . تحتوي بمنتصفه على قطعة بلاستيك كمساحة مخصصة لدفتر الملاحظات وبها مسَاكه صغيرة لتثبيت الدفتر عند الكتابه . وهي فكرة متواضعه قد لا ينتبه أو يهتم لها الكثير منَا ، ولكنها كانت تحقيقاً لمطلب مستخدمي هذا النوع من السيارات والذين ينجزون الكثير من أعمالهم من داخل السيارة ، كالمقاولين والمهندسين وأصحاب المزارع.
أما في عصر التقنية الحالي ، فقد بات تركيز شركات السيارات على إضافة مواصفات تقنيَة عالية واحتياجات أساسية لمستخدميها كخاصية البلوتوث ، ومداخل الـ USB والـ iPod ، وتعدد استخدام شاشة الملاحة كهاتف وكاميرا واتصال بالانترنت وغيرها الكثير .
وفي ظروف تطور سلوكيات وعادات الشعوب حول العالم يوم بعد يوم . يصعب التنبؤ بما ستحمله السيارات المستقبلية من أفكار واختراعات جديدة يساهم فيها الناس العاديين دون علمهم بذلك .