منذ سنوات قديمة أعتبرت السيارات الفاخرة الباهضة الثمن سيارات ذات جودة عالية, بتصاميم فاخرة, أداء قوي, وأخيراً جودة في الصنع و أعتمادية طويلة. ولكن مع التطور الذي نعيشه, أصبحت شركات السيارات الفاخرة تغير طريقة تفكيرها القديمة وتطلق سيارات بجودة عالية كما جرت العادة ولكن مع إضافة عنصر التقنية في سياراتها. حيث من المستحيل أن نجد سيارة فاخرة جديدة فارغة من المواصفات التقنية المعقدة والحديثة. فهي بالطبع تعمل على إعطاء المستخدم راحة أكبر, ومتعة أكثر أثناء قيادة السيارة. ولكن السؤال, هل هي إعتمادية؟
جواب السؤال واضح جداً, فمع كل تلك المواصفات التقنية المعقدة و الإضافات الكثيرة التي تحصل عليها السيارات الفاخرة فإنه لا يمكن أن لا يكون له أثر. لذلك فهي ليست عملية.
لا نستطيع تعميم ذلك على جميع السيارات الفاخرة. فلطالما كانت بورش أحد السيارات المتصدرة في ترتيب J.D. Power والمتخصص في عمل دراسات لمستوى عملانية السيارات بعد 3 سنوات من بيعها. ولكن وبشكل عام, تبقى إعتمادية السيارات الفارهة منخفضة. حيث أنه في ترتيب J.D. Power الأخير والصادر في 2017 أحتلت كيا المركز الأول كأكثر سيارة عملانية وللسنة الثانية على التوالي.
فإذا كانت كذلك, فلماذا تحرص السيارات الفاخرة على إضافة كل هذه التقنيات في سياراتها؟ والسؤال الأكبر, لماذا الناس تشتريها, ومن هم؟
الجواب بكل بساطة, هو بأن السيارات الفاخرة أصبحت مثل الهواتف الذكية التي بيدينا. فمتى يشعر بعض الناس بأنهم بحاجة لتغيير هواتفهم الذكية؟ إذا شعرو بأنها أصبحت قديمة وهنالك هواتف جديدة بتقنيات و شاشات وكاميرات جديدة فيغيرونها ويرقون أنفسهم لهذه الهواتف الأحدث.
نفس الشيء يحصل في عالم السيارات الفاخرة, فإن المستخدم لا يكترث بأن تعمل مقاعد المساج المتوفرة في السيارات الفاخرة لـ 10 سنوات. فهو يبحث عن أحدث السيارات و أكثرها مناسبةً له من حيث التصميم, المواصفات, والتقنيات. حيث يركز عملاء هذه الفئة من السيارات على ضمان السيارة, وتجري العادة بيتهم ببيع سياراتهم بعد إنتهاء ضمانها و ترقية نفسه الى سيارة بمواصفات و تقنيات أحدث. فهم في الأغلب ذوي دخل مادي ممتاز, ولا يكترث بأن تعيش سياراته طويلاً.
بينما يحدث العكس في شركات مثل تويوتا أو هوندا والتي تختبر سياراتها على أن تشترى كجديدة أو حتى مستعملة وتبقى عملانيتها موجودة طوال الوقت إذا حافظ مستخدميها على صيانتها الدورية بإستمرار بكل تأكيد.