اهمال فورد لفرع لينكولن خلال خمسة وعشرين سنة تقريباً تسبب بإيقاف أشهَر موديلات الشركة وإلغاء أسماء لها تاريخ طويل في عالم السيارات. فئة مارك “Mark Series” عام 1998 ومن ثم كونتينينتال عام 2002، وأخيراً والأكثر شهـرة تاون كار في 2011. وفي شهر فبراير الماضي كانت لينكولن أقل السيارات مبيعاً في الولايات المتحدة. والانحدار مستمر.
والحال الذي وصلت إليه لينكولن ( التي ستحتفل عام 2017 على مرور 100 عام على نشأتها) جعل فورد تفكر جدياً بإقفال الأسم العريق كلياً خلال الأزمة الإقتصادية العالمية الأخيرة. ولكن ما الذي جعلها لا تفعل؟ نجاح كاديلاك (والذي سأتطرق له بمقاله خاصة بها).
مشاكل لينكولن بدأت تدريجياُ من بداية التسعينات في عدم تركيز الشركة الأم على تطوير وتجديد سياراتها مما أوصلها لحالة ركود. وعندما قررت فورد في بداية الألفية خلق هوية جديدة لها، لم تكن تعلم أن هذه الخطوة ستضع الأسم العريق في غيبوبة تدفع ثمنها فورد لفترة طويلة. ففي وقت بدأت فيه كاديلاك تجني نجاح CTS قامت لينكولن بتبني تصميم مستوحى من موديلات الستينيات بدء مع نافيقاتور. ومن ثم الجديدة كلياً Zephyr/MKZ بتصميمها الخارجي الممل وداخليتها البشعة، والتي علمتنا أن ليس كل ما يعاد من الماضي ينجح.
وفي الوقت الذي كان من المفترض أن تحرص لينكولن على بقاء اسمها حاضراً بأذهان العامة، اتخذت خطوة أخرى غير موفقه. كانت بإلغاء الأسماء المعروفة واستبدالها بأحرف ابجدية متشابهه لجميع فئاتها (MKT-MKZ-MKX- MKS) يصعب على الكثير تذكرها أوتمييزها ! واعتقد انها محاوله يائسة كان المقصود بها إعادة جزء من تاريخ الشركة للحاضر. حيث أن حرفي MK هي إختصار من كلمة مارك “Mark Series” الشهيرة والتي يرجع تاريخها إلى 1940.
فما هي الخطة الحاليه التي وضعتها الشركة لتنهض من جديد؟ لم يعلن إلا عن خطوتين: أولاً، تراهن لينكولن الآن على نجاح MKZ الجديدة كلياً. والتي تحاول أن تصورها على أنها ثورة جديدة في عالم السيارات بابداعات وأفكار لم تقدم من قبل. ثانياً، وبما أن “تاون كار” هو أشهر اسم تحمله سيارات السيدان الكبيرة والليموزين الفخمة، فالشركة قررت ضم اسم تاون كار لسيارتها MKT لتكون MKT Town Car (والتي تعاني أصلاً من بطء مبيعات) محاولةً إنعاشها وإحياء سيارة الليموزين الشهيرة من جديد.
شخصياً، أراهن على عدم نجاح خطط لينكولن المعلنه والوقت سيثبت ذلك. واذا استمرت الشركة على سياستها الحالية فسيكون مصيرها نفس مصير بونتياك وأولدزموبيل. فما تحتاجه لينكولن، فعلياً، هو شخص يقلب الشركة رأساً على عقب ويملك القدرة لخلق مفهوم وانطباع جديدين لها (كما فعل بيتر شراير مع كيا). ولعل MKC الأختبارية الجذابة هي بداية لذلك.