“أليس باستطاعة هذا المشرد أن يكون من ضمن النخبة؟، مالذي ينقصه؟” هذا تعليق الصورة!
..
لماذا تقوم العلامات الاقتصادية بإطلاق فئات فاخرة؟!
أول العلامات الفاخرة صنعاً كانت رولز-رويس، واستمرت على قمة العلامات الفاخرة حتى يومنا هذا ولا يبدو أنها ستجد منافساً مباشراً، وذلك ليس بسبب المواد التي تستخدمها فحسب، بل كذلك بكيفية توظيفها وباهتمامهم بقيمة علامتهم لملاكهم، فمن المستحيل مثلاً أن يشعر مالك رولز-رويس بأن مركبته ليست على المستوى بالمقارنة مع بقية العلامات، فهي سيارة عسكرية من الدرجة الأولى، وآمنة للغاية بأضعاف رفاهيتها، وكذلك فهي ليست جاهزة للبيع بعد فترة بسبب الملل!، وعندما فشلت فولكس واجن في الاستحواذ على رولز-رويس، قررت منافستها فأطلقت بينتلي، وبرغم تفوقها الكبير إلا أن رولز-رويس تعرف عملاءها ولذلك استمرت مبيعاتها في النمو.
وبعيداً عن هذه المقدمة، هيونداي تأسست في 1967 أي بعد 30 عام على تأسيس تويوتا عام 1937، والتي حازت على قاعدة عملاء لا يستهان بها على الأقل حتى الثمانينيات من القرن الماضي حين أطلقت هيونداي الجيل الثاني من طراز سوناتا لأول مرة عام 1988 في أمريكا الشمالي بعد نجاح هيونداي إكسيل في دخول السوق وبدأت هيونداي بالنمو بقوة كمنافس قوي جداً أمام العملاق الياباني تويوتا، والتي قامت بعد ذلك بعام واحد بإطلاق العلامة الفاخرة لكزس على أساس سيارات تويوتا ضمن مشروع F1، بعد عامين من إطلاق هوندا للعلامة الفاخرة أكيورا، وقبل انفينتي من نيسان، لمنافسة العلامات الأوروبية الباهظة بجودة أعلى وسعر أقل، ونجحت بالفعل لكزس في الحصول على أعلى سيارة مبيعاً لأول مرة في أمريكا عبر طراز LS400 عند إطلاقه في بداية التسعينات فحقق مبيعات تجاوزت 63 ألف سيارة لأول موديل لها، وهذا جعل مرسيدس تعيد النظر في سياساتها بعد الخسائر الطائلة التي تكبدتها من هذا الدخول المفاجئ.
امتلكت لكزس قطعها الخاصة وأسلوبها المستقل بالكامل عن تويوتا بعد عشر سنوات تقريباً، وتحديداً في عام 2001، وبعدها بفترة بدأت العمل على السيارة الخارقة LFA، والآن لكزس تعتبر من أنجح العلامات التجارية في العالم.
ولم تمض فترة طويلة منذ استقلال لكزس عن تويوتا في معارض البيع، ولكن الصيانة لازالت كماهي حتى الآن، بعكس لينكولن التي للتو انفصلت عن فورد وتدريجياً بدأت تحصل على مراكز صيانة وعرض خاصة بها، وكذلك فعلت انفينتي ونيسان التي تعد الأنجح في هذا الأمر من بين كل العلامات الشعبية التي تمتلك علامة أخرى فاخرة.
نعود إلى هيونداي اتي أطلقت أول طرازاتها الفاخرة في 1999 تحت مسمى سنتينيال/ إيكوس، واتي لم تكن لتنافس في أي مجال سوى السعر! والذي لا يهم كثيراً في هذه الفئة، لذلك كانت تستخدم كسيارة ليموزين، وأجرة حتى أطلقت الجيل الجديد في 2009 لتصبح منافساً حقيقياً لليموزين الألماني الفاخر، ولكن بأقل بحوالي 30 ألف ريال من أقل فئة من أي موديل أوروبي فاخر، أي جاكوار XJ، ولو أنها أتت مؤخراً بالتزامن مع النسخة المحدثة من سنتينيال، ولكنها منافس ممتاز بالنظر إلى نظيراتها بنفس المواصفات تصل إلى 400,000 ريال، وهي تنتهي عند 280,000.
وكذلك مع جينسيس التي أطلقت في 2008 كمنافس في فئة سيارات الصالون والتي حققت مبيعات كبيرة جداً بسبب المزايا المتميزة التي تقدمها هيونداي لخدمة عملاء هذه الفئة تحديداً.
في الواقع، كل الشركات التي لا تمتلك علامة فاخرة تعد فاشلة على نطاق واسع، كما هو الحال مع FIAT الإيطالية، وSang Young وكذلك Volvo، وبالطبع دايو ولانسيا اللتان انتهتا بسبب عدم إنتاجها وتطويرها لفئات فاخرة أو رياضية عالية الأداء، إذن فهي ضرورة لبقاء العلامة التجارية وليست نزوة تسويقية أو محاولة لاقتحام سوق أخرى أو استهداف شريحة أخرى من المستهلكين.
وجود علامة فاخرة تابعة للعلامة الشعبية يعزز من جودة العلامتين بشكل إيجابي جداً لأنه يحسن قدرة العلامة الفاخرة على التوسع في الأسواق الاقتصادية، ويرفع من جودة العلامة الشعبية لأنها ستستوحي الكثير من ملامح شقيقتها، وبالتالي ترتفع المبيعات للاثنين وتحصل على تقييم عملاء مرتفع، وكذلك زبائن أفضل.
والأهم من كل ذلك، أن العلامات الفاخرة الأخرى ستخرج أفضل ما عندها للحفاظ على حصتها في السوق، والأمر ذاته سيحدث مع كل العلامات لارتفاع معايير المنافسة. من كان يعتقد أن سوناتا التي لم تكن لترقى لمستوى المنافسة مع كامري، ستصبح من أفضل السيارات مبيعاً، ومن يعتقد أن الكوريون يمكن أن يحصدوا جوائز تصميمية؟!
الإنسان يحتاج للتطوير أكثر من حاجته للروتين، ويجب أن لا تتوقف لتحتفل بنجاحك، ولو تخيلنا ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الشركات التي بدأت فاخرة استمرت كما هي، والشركات الشعبية لم تزل كما هي، هل كنا سنحصل على خيارات أفضل؟!
مستحيل، لأننا سنصطدم بفجوة سعرية بين أفضل سيارة شعبية، وأقل سيارة فاخرة لا تقل عن الضعف، لذلك يجب أن نعلم أن ما يحدث هو أفضل للسوق، وكله لمصلحة المستهلك. بل إن العلامات الفاخرة أصبحت تطور منتجاتها بحيث يمكن لعملاء العلامات الاقتصادية أن يحصلو على اسم فاخر، ولا يحدث ذات الانتقاد اللاذع لكبار المصنعين.
في الفترة القادمة ستجد هيونداي تنافس لكزس وتتفوق عليها حتى مع ارتفاع سعرها بالنسبة لسيارة “آسيوية”، فتويوتا أسست لكزس بعد أكثر من 50 عاماً على تأسيسها، بينما هيونداي أطلقت طرازاتها الفاخرة بعد 41 عاماً من تأسيسها، وهذا يحسب لهيونداي لذلك يجب أن نكون منصفين، ما تستخدمه هيونداي لتطوير علامتها التجارية أمر مدهش، وعندما بدأت لكزس لم يكن أحد ليشتري مركبة “يابانية” فاخرة!، فاليابانيون لا يهتمون بالرفاهية! لذلك تصنع لكزس في أمريكا.
اذا تخلى الناس عن عقدة التاريخ، سيحصلون على منتجات أفضل!