نظرياً نعم، للسيارات عمر افتراضي فهي في النهاية منتج و كل منتج له دورة حياة تنتهي بالتخلص منه، و بعض المنتجات تعمر طويلا إذا تم التعامل معها وفق ما أراده مصنعها، لكن ينبغي عليك أن تعلم عزيزي القارئ أنه قد تحتاج في يوم من الأيام للتخلص من سيارتك العزيزة و التي شكلت لك العديد من الذكريات.
إذا السؤال هو كم عمر السيارة الافتراضي، لا توجد أرقام رسمية توضح هذا الأمر لكن عند النظر إلى الضمان المقدم من المُصنع لنظام الحركة في السيارة الذي يمتد لـ10 سنوات أو لـ150 ألف كيلو متر في بعض الأحيان يمكننا أن نعرف أن هذه المدة هي التي يضمنها لك الصانع لهذه الأجزاء في السيارة، و بعد انتهاء هذه المدة ستكون محظوظا اذا استمرت السيارة بالعمل دون أعطال كبيرة.
كما أن مُصنع السيارات مطلوب منه أن يوفر قطع الغيار المختلفة للسيارة لمدة معينة بعد انتهاء فترة تصنيعها، و هذا الأمر يلعب دورا فعالاً في تحديد قرارك بالنسبة للتخلص من السيارة أو متابعة صيانتها بقطع الغيار المتوفرة لدى الوكيل، و لكن مع انتهاء فترة تصنيع السيارة قد تجد قطع غيار مستعملة في أماكن الخردة والتشليح بسعر معقول يضمن لك استمرار العمل بالسيارة لسنوات قادمة.
الصيانة الدورية والحوادث المرورية
في كل سيارة يتوفر دليل يحدد الصيانات الدورية الموضوعة من قبل المصنع، و الالتزام بميعاد هذه الصيانات قد يوفر عليك عناء زيارة الميكانيكي بشكل دوري كما أنها ستضمن لك الوصول إلى عمر طويل، في المقابل إهمال الصيانة الدورية قد يتسبب بأعطال كبيرة قد تكلف أكثر من قيمة السيارة الحالية.
من المهددات لعمر السيارة الحوادث المرورية، ليست كلها، فهناك البسيط الذي لا يتعدى الخدوش في الصدامات الأمامية أو الخلفية وهناك الذي يضع بنية السيارة على المحك، و لذلك يمكن اجراء تقييم للسيارة بعد الحادث و معرفة ما إذا كانت الاصلاحات تلك تشكل جزءاً كبيرا من تكلفة السيارة، أو يمكنها العمل بما لا يهدد الراتب الشهري.
السيارات الكهربائية
السيارات الكهربائية برزت كخصم قوي للسيارات التقليدية التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي في الآونة الأخيرة و ذلك نسبة لتطورها الكبير و تسويقها بأنها قليلة التكاليف في الصيانة الدورية، و هذا الأمر صحيح إلى حد ما إذ أن المحرك الكهربائي يحتوي على القليل من المكونات التي لا تنتج كمية كبيرة من الحرارة ومع ناقل حركة بسيطة النسب يمكن لأنظمة الدفع فيها المرور بالعمر الافتراضي دون تكاليف كبيرة في الصيانة هذا بالمقارنة مع محركات الاحتراق الداخلي التي تحتاج إلى تبريد بالماء و مضخات للوقود و قطع ميكانيكية متحركة يصل عددها إلى المئات، فوصول هذه المكونات إلى العمر الافتراضي هو تحدي يستلزم الكثير من المتابعة و الصيانة الدورية.
النقطة الأخرى هي أداء البطاريات التي قد لاتستطيع مواكبة الأداء المطلوب منها في أواخر عمرها الافتراضي، والتي من الممكن استبدالها عند نهاية عمرها و لكن بمبلغ قد يصل لـ30% من تكلفة السيارة و هي جديدة، أو أكثر من تكلفة السيارة في نهاية عمرها الافتراضي هذا في حالة عدم وجود تطويرات كبيرة في صناعة البطاريات عند وقت التخلص من البطارية القديمة.
متى أتخلص من سيارتي
السؤال المهم و الذي قد لا يحبه الكثيرون منا، فالإجابة عليه تعتمد على عدة عوامل منها قيمة السيارة في السوق، حيث تتناقص قيمة السيارة منذ شرائها حتى تصل لأقل قيمة لها في دورة حياتها، و لكن إذا كنت محظوظا قد ترتفع قيمة السيارة بعد تناقص قيمتها إذا كانت مرغوبة بشدة أو أصبحت أحد الكلاسيكيات النادرة، الأمر الآخر هو تكلفة السيارة كخردة او سالفج، فإذا وجدت أن تكلفة السيارة كخردة أعلى من قيمتها في السوق فهذا يعني أنك قريب جدً من التخلص من سيارتك إلا إذا كانت تستمر بالعمل بصورة جيدة ولم يتواجد بها أعطال ميكيانيكية عالية التكلفة.
قد تكون محظوظاً بشرائك لسيارة يزيد سعرها مع انتهاء عمرها الافتراضي ولكنك ستكون محظوظا أكثر بشرائك سيارة من إحدى الشركات التي تتميز سياراتها بالثبات و الديمومة على مدى عمرها مثل السيارات الألمانية كبورش و بي إم دبليو والشركات اليابانية كتويوتا و هوندا و مازدا، فالسيارات المقدمة من هذه الشركات قليلة الأعطال مقارنة بمتوسط أعطال السيارات المصنعة من قبل الشركات الأخرى، فشراء سيارة أكثر اعتمادية منذ البداية يضمن لك راحة الجيب و البال.